أحدث الأخبار
  • 12:21 . بشحنة مولتها الإمارات.. استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة... المزيد
  • 12:01 . هزة أرضية خفيفة تضرب ساحل خورفكان... المزيد
  • 10:53 . "علماء السعودية": لا يجوز الحج دون تصريح ومن لم يتمكن فإنه في حكم عدم المستطيع... المزيد
  • 10:44 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:43 . ريال مدريد يقترب من حسم الدوري الإسباني بفوزه في سوسيداد... المزيد
  • 10:42 . تقرير حقوقي يفند حجج أبوظبي في معرض ردها على بلاغ أممي حول محاكمة "الإمارات84"... المزيد
  • 10:41 . الأهلي المصري والترجي التونسي يبلغان نهائي أبطال إفريقيا... المزيد
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد

أمي.. التي دلتني على الكتب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-04-2018


حين كنت صغيرة، ليست لدي أي تصورات عن العالم خارج أسوار المنزل الذي أعيش فيه، لم أعرف ملمس الورق بعد، ولا كيف يكتب القلم، ولا من أين تأتي الدفاتر والأوراق والكتب، كانت أمي تحلم وترسم علاقتي بالمعرفة تماماً، كما تفصل ثيابي وتحيكها بإتقان وشغف!

ولدت في حي «عيال ناصر»، وفيه عشت طفولتي وتعرفت إلى تفاصيل الحياة الحقيقية التي سترسم طريقة تفكيري وتعاملي مع الحياة: البحر، العائلة، الأصدقاء، ثم كانت المدرسة مفتتح الحلم وبدايات الطريق الطويل نحو المعرفة والوعي وفتوحات البصيرة.

أدخلتني مدرسة القرآن باكراً جداً، وفاء لنذر قطعته على نفسها، فكان (المطوع سعيد الخدري) المعلم الأول في حياتي، كان معلم قرآن معروفاً في ديرة. وكان صارماً، لكننا تعلمنا منه الكثير. ثم كانت المطوعة (عوشة) المرأة الصارمة التي لم تتساهل يوماً عندما يتعلق الأمر بالحفظ، فصادقنا ابنتها لنتجنب ضربها، لكنها ضربتنا وعلمتنا الكثير.

ورثت أمي حب البحر من كل مَن وما يحيطها، ورثت مثلها عشق البحر من جدي وخالي، ومنها ورثت حب المعرفة، وعن والدي ورثت لوثة السفر والترحال، وحين افتتحت المدرسة الأولى في منطقة ديرة - مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات - كانت أول النساء مسارعة لتسجيلي فيها، وهناك، في المدرسة، بدأ التغيير فعلاً، لقد صارت القراءة تنمو في داخلي كشجرة غرستها أمي، ثم صارت الشجرة غابة تملؤني وتلونني وتطير بي إلى كل الدنيا!

كانت أمي تنتظرني وأنا عائدة من المدرسة تسألني السؤال نفسه كل يوم: ماذا أحضرت لي اليوم؟ فأفتح الحقيبة وأخرج لها القصة، وأبدأ بالقراءة، وكانت هي تبتسم كمن حصل على كنز، أو كمن انتصر على قسوة الدنيا في عيني هذه الصغيرة التي عرفت الطريق لتفكيك شيفرة الكلمات المكتوبة، كنت أقرأ لها لتكون سعيدة، كانت القصص بالنسبة لها ولي عالماً آخر يذهب بنا بعيداً ويجعل أمي فخورة ومكتفية!

حين أصبحت الكتابة الصحافية هويتي وعملي وخبز روحي، وصاروا يسألونني: كيف أصبحت كاتبة ومن علمك أبجديات الكتابة؟ أجيبهم: «إنها أمي التي لم تكتب حرفاً، ولم تقرأ غير القرآن». هي التي فتحت أمامي مغارة اللغة باكراً، وأجلستني أمام موقد المعرفة لأزداد دفئاً واتقاداً، وعقدت صداقة قوية بيني وبين الكلمات والكتب ورائحة الحبر وعوالم الحكايات.. حكايات تتناسل يومياً ولا مجال لإيقافها.