أحدث الأخبار
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد

الإحلال اللغوي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 17-11-2017


للدكتور عبدالسلام المسدي، وهو أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية ووزير التعليم والبحث العلمي سابقاً في تونس، كتاب مهم بعنوان «العرب والانتحار اللغوي»، يتناول المأزق الخطير الذي تتعرض له اللغة العربية في هذه المرحلة التاريخية من عمر الأمة، ويدق ناقوس الخطر حول مصير اللغة العربية، محاولاً استنهاض الهمم لإنقاذها من الحال الذي وصلت إليه، مشيراً إلى بعض التحديات التي تواجه اللغة العربية وبعض الحقائق الغائبة عن الوعي العربي في هذا الخصوص، وعدم الاهتمام بها وبمعالجة الخلل الذي يشكل تحدياً لغوياً.


ويذكر المسدي في كتابه أن اللغة العربية تتعرض لحروب سياسية واقتصادية، خفية وظاهرة، أخذت تشمل كل المجالات، وأخطرها دخول اللغات الأجنبية وتوسعها واكتساحها المجالات التي كانت تشغلها اللغة العربية سابقاً، وبخاصة في التعليم، وكذلك اللهجات العامية التي أخذت تكتسح المجال الحيوي للفصحى. ثم يتساءل: إذا كان هذا حال اللغة العربية الآن، فكيف سيكون وضعها مستقبلاً؟ وكيف نمسك بأساسيات اقتصاد المعرفة، ومجتمعنا العربي هو الوحيد الذي ينهي فيه التلميذ تعليمه الثانوي وهو عاجز عن تحرير عشر صفحات تحريراً سليماً، لا بلغته القومية ولا باللغة الأجنبية! لقد كان للغة العربية من الوزن والأهمية أيام الاستعمار الأجنبي أضعاف ما لها الآن، بعد عقود من الاستقلال.


 
اللغة هي الحامل لتراث الأمة وحضارتها والناقل للمعرفة، وهي جزء أساسي من البنية النفسية، وهي المعمار الخفي الذي يتسيَّد به الفكر ويستقيم، وهي أحد المحاور الأساسية للصراعات السياسية الكبرى، لذلك قال الزعيم الفرنسي شارل ديغول: «لقد صنعت لنا اللغة الفرنسية ما لم تصنعه الجيوش».


ويطرح الدكتور في كتابه العديد من الأمثلة والنماذج الدالة على تمسك الشعوب بلغاتها، حيث يقول: في كوريا المستقلة كان أول مرسوم حكومي هو ذلك الذي يفرض اللغة الكورية ويحظر تداول اللغة اليابانية. وعندما انتصر الزعيم الفيتنامي «هوشي منه» حسم القضية اللغوية مباشرة وأعلن عن فتنمة المدارس والكليات، فرجاه أساتذة كلية الطب إمهالهم بعض سنوات، فأمهلهم تسعة أشهر وحسم الأمر. وكان أول قرار اتخذه الزعيم الصيني «ماوتسي تونغ» بعد نجاح ثورته، إلزامية التحدث باللغة الصينية والتخلي عن اللغة الإنجليزية واللهجات الأخرى المتداولة. وفي اليابان أصبحت اللغة اليابانية عند أهلها الأداة التواصلية في التربية والتكوين والبحث والتصنيع. وبعد أن وصلت اللغة العبرية إلى درجة الاندثار، لم تمض خمس سنوات على قيام إسرائيل في أرض فلسطين حتى بادرت بإنشاء مجمع اللغة العبرية ثم كونت مجلساً أعلى يضم نحو أربعين لجنة متخصصة في كل الفروع العلمية والفكرية والأدبية والفنية تهتم بتطوير هذه اللغة واستحداث المصطلحات والمفردات العبرية في كل المجالات.


أما الأمثلة والنماذج المضادة فيما يتعلق باللغة العربية، فيذكر الدكتور المسدي منها: في البوسنة كان يجري تدريس اللغة العربية في الصفوف الابتدائية والإعدادية والثانوية التابعة للأزهر، كي يواصلوا دراستهم الجامعية في الكليات الأزهرية، لكن ضغوطاً مورست على البوسنة لمنع تدريس اللغة العربية، فأصدر وزير التعليم البوسني قراراً بذلك في عام 2002.


وعندما تولى المستشارون الأجانب الوزارات العراقية، أعدوا مشروعاً لإحلال الحروف اللاتينية بدلاً من الحروف العربية، كما شجعوا استعمال اللهجات العامية بدلاً من اللغة العربية الفصحى.


هذا إلى جانب أمثلة ونماذج أخرى كثيرة يشترط فيها المانحون الأجانب أن يكون أي نشاط ثقافي أو إعلامي يمولونه إما باللغة الأجنبية أو باللهجة العامية، وأن لا يكون باللغة العربية الفصحى.