تواصلت ردود الفعل العربية الغاضبة من اعتقال الناشط السياسي الإماراتي جاسم راشد الشامسي في العاصمة السورية دمشق، يوم الخميس 6 نوفمبر 2025، من قبل الأجهزة الأمنية السورية دون أمر قضائي أو توجيه تهمة، واقتياده إلى جهة غير معلومة، وسط انقطاع تام في التواصل معه، بحسب ما أفادت أسرته.

الشامسي، الذي دخل الأراضي السورية قادمًا من تركيا في زيارة عائلية برفقة زوجته السورية، اختفى بعد أيام من وصوله، لتبدأ بعدها موجة واسعة من الإدانات والمطالبات بالإفراج عنه، وبتوضيح رسمي من السلطات السورية حول ملابسات احتجازه.

سياسيون وحقوقيون يطالبون بتوضيح ومحاسبة

السياسي المصري أسامة رشدي دعا الحكومة السورية إلى توضيح موقفها، قائلاً إن على السلطات في "سوريا الجديدة" أن "تُجلِي موقفها من توقيف الناشط جاسم الشامسي وتطمئن عائلته وأصدقاءه"، مضيفًا: "نفهم التعقيدات التي تواجهها سوريا، لكن هناك محرمات في السياسة كما في الدين، وتجاوزها سيؤثر بشدة على صورتهم، خصوصًا ونحن في عامهم الأول من الحكم".

من جانبها، اعتبرت الناشطة الحقوقية الإماراتية جنان المرزوقي أن اعتقال الشامسي يمثل "إحدى صور القمع العابر للحدود"، محذّرة من أن تتورط الحكومة السورية الجديدة في "نهج الأنظمة القمعية التي تُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان".

تنديد فكري وإعلامي

المفكر محمد مختار الشنقيطي وصف الحادثة بأنها "لا تليق بسوريا وشعبها وثورتها"، مضيفًا: "ليس من الوفاء لرجل حرّ ساند الشعب السوري في ثورته وتحمل الكثير في سبيلها أن يُعتقل على أرضها اليوم."

أما الإعلامي سامي كمال الدين فطالب الرئيس السوري أحمد الشرع بالإفراج الفوري عن الشامسي، محذرًا من تكرار ما وصفه بـ"جريمة تسليم المعارضين"، قائلاً: "تسليم جاسم الشامسي إلى الإمارات جريمة لا تسقط بالتقادم. لا تحولوا سوريا إلى مصيدة لأصحاب الرأي."

المشرف العام على مؤسسة اتحاد الدعاة في بريطانيا عماد المبيض أعرب عن تمنيه من الحكومة السورية ان تحكم الشرع والعقل في التعامل مع أعداء الحرية اعني الإمارات  و السعودية . ولا تكون احد أدواتها"

تحركات داخلية ودعوات دينية

وكشف الباحث مهنا الحبيل عن تحركات داخل تيارات الثورة السورية بالتنسيق مع قيادة الدولة لإنهاء القضية وضمان سلامة الشامسي وأسرته، معربًا عن ثقته في "تفهم القيادة السورية وحرصها على عدم تكرار ممارسات الماضي".

وفي موقف لافت، علّق الشيخ سلامة عبدالقوي، رئيس مؤسسة محراب الأزهر، متسائلًا: "هل من الدين أن تتحول أرواح المعارضين إلى صفقات وأوراق مساومة في يد أنظمة كانت ترفع شعار الحرية والكرامة؟"

ردود من الداخل السوري

داخل سوريا، عبّر ناشطون عن استيائهم من الحادثة، مؤكدين أن البلاد يجب أن تكون "ملاذًا آمنًا لكل من فرّ من القمع".

الناشط السوري عبدالكريم الحويش قال: "سوريا لا ولن تكون أداة بيد حكام الخليج أو غيرهم للتضييق على معارضيهم. حرية الفكر والرأي في سوريا حق مصان لا يُمسّ. يجب إطلاق سراح الشامسي فورًا وتقديم الاعتذار."

محمد سميسم قال من جانبه، "إلى الناشطين السورين يا أبناء بلدي انتم اكتر من ناضل لأجل الحريه والعداله قوات الامن السوريا اعتقلت المعارض الامارتي جاسم الشامسي  في تاريخ 6 الشهر زوجته سوريا وهوه كان داعم لثورتنا انشروا عنه هنالك مخاوف من تسليمه لو حصل ذلك فهذه كارثه إلى احرار مثلنا اياكم والصمت".

وأضاف ناشطون آخرون أن على الحكومة السورية أن "تؤكد بالفعل لا بالقول أنها تجاوزت مرحلة الاعتقالات التعسفية"، مشيرين إلى أن ما حدث "يتناقض مع مبادئ الثورة التي نادت بالكرامة والحرية".

من هو جاسم الشامسي؟

يُعد جاسم راشد الشامسي من أبرز المعارضين الإماراتيين المقيمين في الخارج، وشغل سابقًا منصب مساعد وكيل وزارة المالية في الإمارات، قبل أن يغادر البلاد عام 2011.

وقد وُجهت إليه اتهامات في قضيتي "الإمارات 94" و"الإمارات 84"، وصدر بحقه حكمان بالسجن 15 عامًا والمؤبد على خلفية نشاطه السياسي ومطالبته بالإصلاح.

ولا تزال السلطات السورية تلتزم الصمت حيال القضية، في وقت تتسع فيه دائرة المطالبات المحلية والدولية بالكشف عن مصير الشامسي والإفراج الفوري عنه.

اقرأ ايضاً:

منظمة حقوقية: اعتقال الناشط الإماراتي جاسم الشامسي انتكاسة خطيرة للثورة السورية

اعتقال جاسم الشامسي يثير مخاوف من تسليمه لأبوظبي.. وناشطون: خيبة أمل في حكومة الثورة

وسط مخاوف من تسليمه لأبوظبي.. موجة استياء واسعة بعد اعتقال الناشط جاسم الشامسي في سوريا