أحدث الأخبار
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد

«ليبيا جارة تركيا من البحر»… حرب أم سلام في الأبيض المتوسط؟

الكـاتب : توران قشلاقجي
تاريخ الخبر: 30-01-2020

تتواجد مئات السفن الحربية في البحر الأبيض المتوسط الذي شهد أكبر تجمع للسفن الحربية منذ الحرب العالمية الثانية. تستمر التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والتكنولوجية أيضًا بوتيرة سريعة في العالم الذي عانى من آلام النظام الجديد عقب الحرب الباردة. تم في بداية القرن الحادي والعشرين، اكتشاف احتياطيات هيدروكربون شرق المتوسط، لم يكن باستطاعة أحد التنبؤ بها قبل ربع قرن. وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي تصل قيمتها إلى 3 تريليونات دولار، وهي قادرة على تلبية احتياجات تركيا لنحو 572 عاما، وأوروبا لنحو 30 عاما، وفق حجم الاستهلاك الحالي.
في كتابه «ليبيا جارة تركيا من البحر»، يقول اللواء البحري د. جهاد يايجي، «التأثير السياسي لهذا الحجم من الاحتياطيات، إلى جانب قيمته الاقتصادية، جعل المنطقة مركز جذب جديد. وإن الجهود المتزايدة لبلدان المنطقة في السنوات الأخيرة، وتزايد أنشطة القوات غير الإقليمية تجاه شرق المتوسط، تعد بمثابة تأكيد لهذا الوضع». تمارس عشرات الدول في الوقت الحاضر، بما في ذلك الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية، أنشطة في شرق البحر المتوسط. إن زيادة نشاط الدول غير المتوسطية في شرق البحر المتوسط، تظهر بوضوح شديد مدى الحساسية القائمة في المنطقة. وقد جعل هذا الحال البيئة الأمنية في شرق البحر المتوسط أكثر تعقيدًا. وكما بقية البلدان المجاورة للبحر الأبيض المتوسط، تتابع تركيا التطورات في شرق المتوسط بحالة تأهب واحتياط على الصعيدين السياسي والعسكري. وتواصل تركيا الدفاع عن حقوقها ومصالحها في شرق المتوسط من الناحية القانونية لأجل الأجيال القادمة.
الوضع الفعلي في البحر المتوسط يعد أحد الأسباب الرئيسية للحروب والفوضى والاضطرابات المستمرة في سوريا وليبيا ولبنان وفلسطين. من ناحية أخرى، ظلت المشكلات القائمة في البر، مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب، تزعزع الأمن والاستقرار منذ عقود في المناطق البحرية في شرق البحر المتوسط. وينبغي ألا ننسى بأن الانقلاب العسكري ضد محمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر، كان أيضًا بسبب البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، لأن مشاريع مرسي الرامية إلى ضمان توفير الإمكانات اللازمة لاعتماد مصر على نفسها، من السويس والبحر الأبيض المتوسط، كانت قد أزعجت إسرائيل بشدة.

الوضع الفعلي في البحر المتوسط يعد أحد الأسباب الرئيسية للحروب والفوضى والاضطرابات المستمرة في سوريا وليبيا ولبنان وفلسطين

أدى اكتشاف واحدة من أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي عالميًا في شرق البحر المتوسط عام 2000 إلى تضاعف المكانة الجيوسياسية والجيواقتصادية للبحر المتوسط. ويظهر بوضوح شديد، مع هذه التطورات، أن البحر المتوسط سيؤدي دورًا مهمًا للغاية في تشكيل النظام العالمي الجديد. وتواصل إسرائيل بشكل خاص واليونان ودول غربية أخرى ممارسة جميع أنواع الأنشطة غير القانونية لإبعاد الدول الإسلامية عن شرق البحر المتوسط، وسط انزعاجها من المكانة التي ستكتسبها تركيا والبلدان العربية من حقوقها في البحر المتوسط.
الكاتب والسياسي والاقتصادي الفرنسي جاك أتالي، يسرد في كتابه «تاريخ البحر»، السيناريوهات المحتملة مستقبلًا في البحر الأبيض المتوسط، على النحو التالي: «قد يظهر الإرهاب البحري في المستقبل كشكل جديد من أشكال الحرب. ويمكن تخيل أن هذه الحرب ستتخذ أشكالًا متعددة: مثل استخدام غواصات وطائرات بدون طيار، وإرسال سفن انتحارية أو سفن محملة بالرهائن صوب السفن السياحية أو الموانئ، وإرسال سفن محملة بالمتفجرات أو المهاجرين إلى البحر المتوسط أو قطع بعض الكابلات البحرية الأكثر أهمية».
حسنًا، هل سيكون البحر المتوسط مكانًا للحرب أم الوحدة من جديد في المستقبل؟ الفلاسفة الذين يقولون إن «البحر الأبيض المتوسط هو مكان الذي يعيش فيه الناس المعتادون على السلام»، يؤكدون أن «هناك فهما للحياة في البحر المتوسط قائما على العيش والتبادل الثقافي والتقارب والتنازلات المتبادلة». وفي ضوء ذلك، هل سيكون من الممكن إعادة تفسير البحر الأبيض المتوسط بهيكله الجديد في القرن الحادي والعشرين عبر مفهوم «التفكير المتوسطي» وفق تعبير عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إدغار موران؟ سيتضح ذلك بالطبع مع الوقت.