أثارت تصريحات المسؤولين في أبوظبي بلبلة بشأن إنتاج النفط، حيث وجهت اتهامات لها باتخاذ موقف دون الرجوع لأوبك أو السعودية.

والخميس، أكد وزير الطاقة سهيل المزروعي، التزام الإمارات بحصص إنتاج تحالف "أوبك بلاس" بقيادة السعودية وروسيا، بعد ساعات من تصريح سفير أبوظبي لدى واشنطن بأن الإمارات تؤيد زيادة الإنتاج للمساعدة على خفض الأسعار، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال الوزير المزروعي عر حسابه بـ"تويتر"، إن الإمارات ملتزمة باتفاق "أوبك +" وبآليتها الشهرية لضبط الإنتاج، دون أن يتحدث في تفاصيل أخرى.

تصريحات متضاربة

وكتب الوزير المزروعي: "تؤمن دولة الإمارات بالقيمة التي يجلبها أوبك بلاس لسوق النفط"، مضيفاً: "دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة باتفاقية أوبك بلاس وآليتها الحالية لتعديل الإنتاج الشهري".

ولم يُعلن الوزير المزروعي في تغريدته تأييد أبوظبي لزيادة الإنتاج، كما قال سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة في بيان مفاجئ إن أبوظبي "تفضّل زيادة الإنتاج وسنشجع أوبك على النظر في مستويات إنتاج أعلى".

وتعد السعودية والإمارات، الدول الوحيدة في منظمة أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط. وتملك هذه الدول طاقة احتياطية تقدر بما بين 2,5 مليون و3 ملايين برميل يومياً، ومع ذلك، فإن ضخ هذه الكميات الإضافية لن يعوض انخفاض الصادرات الروسية.

موقف الرياض من تصريحات أبوظبي

تصريحات سفير أبوظبي في واشنطن فاجأت السعودية التي اختارت أن تقف في صف روسيا، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن خطوة أبوظبي قد تهدد بإحداث شقاق داخل دول أوبك، وعلى رأسها السعودية.

بدوره قال مسؤول سعودي للصحيفة الأمريكية إن "موقف الإمارات بشأن زيادة إنتاج النفط لم يكن بتنسيق مع الرياض ولم تبلغ به أوبك، وأضافت الصحيفة الأمريكية، نقلاً عن مصادرها، أن تغير موقف الإمارات إزاء حجم إنتاج النفط مفاجئ ولم يبحث داخل أوبك.

وأشار المسؤول السعودي إلى أن قرار أبوظبي في هذا الإطار جاء بضغط من الولايات المتحدة التي تطالب الدول المنتجة للنفط بزيادة الإنتاج لمحاولة تعويض النفط الروسي الذي تريد واشنطن لإبعاده عن السوق، عقابا لموسكو على غزو أوكرانيا.

في الوقت ذاته، قال مستشار أمن الطاقة الأمريكي عاموس هوشتاين إن "أوبك بلس لم تعد موجودة .. أوبك+ هي روسيا، وروسيا لا تستطيع الإنتاج أو على الأقل التصدير بعد الآن".

كما أوضح هوشتاين أن بيان السفير العتيبة في واشنطن يوسف العتيبة تضمن الحديث عن أوبك، وليس أوبك بلس، وهذا الحذف لأوبك بلس له معانيه الصارخة.

وكانت واشنطن دعت جميع المنتجين في جميع أنحاء العالم إلى زيادة الإمدادات، لكنها أكدت أن الولايات المتحدة لن تضغط على حلفائها ليحذوا حذوها ويحظروا واردات النفط والطاقة الروسية.

مخاوف من انشقاق في "أوبك"

وتثمل تصريحات المسؤولين في أبوظبي خروجاً عن موقفها السابق الداعم لحليفتها السعودية، التي تمسكت بتحالف مع موسكو بشأن قضايا الطاقة التي تعيش أزمة عالمية بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى 139 دولاراً للبرميل في الأيام الأخيرة ، وهو أعلى مستوى في العالم.

فيما تهدد خطوة الإمارات الأخيرة بإحداث شقاق داخل دول أوبك، فوفقاً لمندوبي أوبك، فإن أبوظبي لم تطلع أعضاء أوبك الآخرين على موقفها، وقال مسؤولون آخرون في أوبك، في وقت متأخر الخميس، إنهم فوجئوا بالتحول المفاجئ في استراتيجية الإمارات.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن بلينكن  أجرى محادثات طويلة مع وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد؛ إذ قال بلينكن تعليقاً على قرار الإمارات: "شيء مهم لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، لضمان استمرار وجود إمدادات وفيرة من الطاقة حول العالم".

فيما كان المسؤولين في أبوظبي منزعجين من  الضغوط الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، قائلين، إن واشنطن لم تقدم ما يكفي لمساعدة أبوظبي في مواجهة إيران في المنطقة ووكلائها في مثل اليمن في إشارة منهم لجماعة الحوثي، وفقاً لما أفادت به الصحيفة الأمريكية