أحدث الأخبار
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد

تحالفات أبوظبي الدولية.. هل تواجه مأزق تضارب المصالح أم تعسف المبادئ؟! (1-2)

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 12-06-2020

ما هي المصالح التي تجمع أبوظبي بالولايات المتحدة؟

إلى جانب العلاقات الأمنية وصفقات السلاح، فإن الإمارات تمثل الشريك التجاري الأول لأمريكا في المنطقة، فيما تعد الأخيرة،  ثالث أكبر شريك تجاري للإمارات على مستوى العالم، وكذلك ثالث أكبر مستثمر أجنبي بأسواق الدولة.

هل هناك ما يضعف هذه العلاقات؟

أبوظبي متهمة بالتجسس على البيت الأبيض، وهناك تحقيق أمريكي حول وصول أسلحة إماراتية لتنظيم القاعدة والحوثيين في اليمن.  في المقابل، تشعر أبوظبي بأن واشنطن "غدرت" بها في تعاملها مع الربيع العربي.

 

إقامة العلاقات الدولية على أساس المبادئ أو المصالح، مبحث جدلي قديم لم يحسم بعد، لا سيما بعد تشابكاتها وتعقيداتها بصورة تسبب أحيانا تحولا وردة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين وبالعكس في حركة زئبقية لا تعرف ثباتا ولا استقرارا. وباتت المبادئ أحيانا هي المصالح، وأخذت المصالح قيمة المبادئ، فما عاد من السهولة التمييز بينهما، وفقدت الأطراف الدولية الثقة رغم ما بينها من تحالفات. إذ لم يعد مفاجئا أن نسمع عن تجسس الحلفاء على بعضهم، ولا حتى تخليهم عن بعضهم، بل والغدر فيما بينهم. ولا بد من الإشارة، أن العلاقات القائمة على المصالح، ليست كلها رجس، وليست كل العلاقات القائمة على المبادئ ذات طهارة؛ فمعيار صلاحية المصالح أو المبادئ هو مشروعيتها وعدالتها. فما هي مرتكزات علاقات أبوظبي الدولية، هل تتبع المبادئ أم المصالح، ما مدى التزامها بتحالفاتها، هل تعرضت لغدر الحلفاء أم هي فعلت ذلك؟!

ما هي مرتكزات علاقات أبوظبي الدولية.. أيدولوجيا سياسية؟!

لا يختلف اثنان على أن لأبوظبي بعد الربيع العربي وجها سياسيا محدد الملامح، ومرتكزات سياسية تعلنها هي تارة، ويتحدث عنها المختصون وخبراء السياسة والعلاقات الدولية تارة أخرى.

خليل العناني أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، يقول: اتبعت الإمارات سياسة خارجية لها استراتيجية تقوم على 3 محاور: أولها السعي للقضاء على الثورات العربية، وثاني تلك المحاور: التأثير على القوى الإقليمية في المنطقة لمحاولة وضعها تحت التأثير الإماراتي، وثالثها: محاصرة الدول الداعمة للربيع العربي.

الباحث الفرنسي "ستيفان لاكروا"، يرى في مقابلة أجرتها معه "مجلة أوريان 21"،  حول سياسة الإمارات، أن استراتيجية الإمارات متمسكة بالعقائدية أي السلوك "الأيديولوجي"، وأن "الإسلام السياسي هو العامل الأساسي في تحرك الإمارات في المنطقة، وهو في صدر أولوياتها"، وليس التهديد الإيراني.

وكالة "رويترز"، قالت إن أبوظبي تستخدم كل ما تملكه من سطوة مالية وقوة عسكرية، "لإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة بما يتفق مع مصالحهما". وفي تقرير آخر لذات الوكالة قالت: إن الإمارات تعمل على شق طريقها بنفسها لتطوير معدات عسكرية مزودة بتكنولوجيا عالية لتمنحها سيطرة على القدرات الدفاعية الحساسة وتقلل اعتمادها على الواردات، وذلك "بدافع من القلق إزاء تحركات بعض الحلفاء لوقف مبيعات الأسلحة لها".

وقال فيصل البناي (العضو الأمني والتجسسي المعروف) لـ"رويترز": إن الإمارات تريد "أن تكون لها السيادة فيما يتعلق بقدرات حساسة معينة".

المحلل السياسي "محمد برويز بيلجرامي"، قال لصحيفة شرق أوسطية على صلة بالتنافس التركي الإماراتي في المنطقة، عن التطورات الأخيرة في ليبيا: "يمكن أن تنجح الإمارات في خلق الفوضى وتنظيم الانقلابات العسكرية، ورشوة السياسيين هنا وهناك، وجذب قادة دول بلا مبادئ إلى جانبها، إلا أنها تحتاج إلى التزامات وتعهدات جدية من دول ذات قدرات عسكرية قوية من أجل كسب الحرب في ليبيا، وعلى الرغم من توفر ذلك في شركائها بالحرب الليبية؛ مثل روسيا وفرنسا ومصر" إلا أنهم لن يساعدوها، على حد تقديره.

كيف هي علاقات أبوظبي مع الحليف الأمريكي.. غدر وعدم ثقة؟!

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير موسع كتبه "دافيد كيركباتريك"، مدى متانة التحالف الأمريكي الإماراتي.  

الصحيفة قالت: "منذ عقود والشيخ محمد بن زايد حليف مهم من حلفاء الولايات المتحدة، يأتمر بأمرها وينهج نهجها". وأضافت: "بالنسبة للكثيرين في واشنطن، غدت أبوظبي أفضل أصدقاء أمريكا في المنطقة، فهي شريتكها المخلص والملتزم، الذي يمكن أن يعول عليه في الملمات وفي المهام".

بحسب الصحيفة، فإن ريتشارد ج. أولسون، سفير سابق للولايات المتحدة في أبوظبي، قال: "كان معلومًا بشكل جيد أنك إذا احتجت إلى إنجاز شيء في الشرق الأوسط فعليك بالإماراتيين فهم أهل لها".

ومن جهته، يقول "بن رودز"، نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس باراك أوباما: "يوجد لدى محمد بن زايد أسلوب غير عادي في إخبار الأمريكيين بمصالحه الخاصة ولكن يقدم ذلك لهم في ثوب نصيحة جيدة حول شؤون المنطقة". وحين يتعلق الأمر بالنفوذ في واشنطن فإن محمد بن زايد، في عالم قائم بذاته، على حد وصفه.

أما "معهد مونتين"، في فرنسا فقد قال في دراسة له: إن التحالف مع الولايات المتحدة هو الأساس الذي تعتمد عليه أبوظبي، إذ تمكنت الإمارات من جذب استثمارات أمنية أميركية كبيرة، وتحول هذا الاتساق إلى تواطؤ في ظل رئاسة ترامب، ولا سيما بفضل العلاقات الشخصية بين الشيخ محمد بن زايد وجاريد كوشنر، وعليه: "فإن الإمارات أصبحت أفضل حليف للولايات المتحدة في العالم".

ما مدى رسوخ هذا التحالف بين واشنطن وأبوظبي.. لأبوظبي تحفظات وشعور بالغدر؟!

تقرير "نيويورك تايمز" أعلاه، يستدرك، "ولكنه (محمد بن زايد) بدأ الآن يشق طريقًا خاصة به". و"في بعض الأوقات يناقض الشيخ السياسة الأمريكية ويعمل على قلقلة أوضاع جيرانه"، على حد قوله.

الصحيفة تطرقت إلى تأثير الربيع العربي على العلاقات الإماراتية الأمريكية، قائلة: الربيع أفسد علاقة محمد بن زايد الودية مع الرئيس السابق أوباما. "فقد اجتاحت الانتفاضات المنطقة، وراحت جماعة الإخوان المسلمين تفوز بالانتخابات، وبدا أن أوباما يقف مؤيدًا لمطالب الناس بالتحول الديمقراطي". ثم اتضح أن إدارة أوباما كانت تجري محادثات سرية مع إيران حول برنامجها النووي.

وحول ذلك، يقول ستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي في فترة حكم الرئيس "بوش" الابن، والذي احتفظ بعلاقات وطيدة مع محمد بن زايد: "شعروا ليس فقط بأنه قد تم تجاهلهم – بل شعروا بأن إدارة أوباما غدرت بهم، الشيخ محمد بن زايد بشكل خاص شعر بذلك شخصيًا".

وشعرت أبوظبي بتخلي إدارة ترامب عنها في أعقاب هجمات طالت ناقلات نفط في المياه الإقليمية الإماراتية في مايو 2019، إذ لم تحرك واشنطن ساكنا. لذلك، بدأت أبوظبي تعيد علاقاتها مع طهران، "من أجل أن تقي نفسها من أن تصبح ساحة معركة في أي مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران"، فجوهر رسالة أبوظبي لترامب: "لا تدع الأمر يفلت من اليد، فأنت تعيش على بُعد آلاف الأميال منا. ونحن، لا أنت، من سيدفع الثمن.. ثم إنك لن تكون موجودا لكي تُهرع لنجدتنا"، وفق "جيمس دورسي" الباحث المتخصص في السياسات الدولية بجامعة نانيانغ التقنية في سنغافورة.

ولكن، كيف تنظر واشنطن لتحالفها مع أبوظبي.. غضب وتوتر؟!

في المقابل، رصد "جيمس دورسي"، بعض التحفظات الأمريكية على سلوك أبوظبي رغم أنها حليف واشنطن، في ظل جائحة كورونا.

وقال الباحث: ظلت الإمارات تستغل الجائحة في تعزيز تواصلها مع إيران. وحين اعترضت واشنطن على طلب إيران من صندوق النقد الدولي قرضا بقيمة 5 مليارات دولار لمكافحة الفيروس، كانت الإمارات من أولى الدول التي ترسل مساعدات طبية إلى طهران.

ويلفت الباحث، أن إدارة ترامب التزمت الصمت عندما أفرجت الإمارات في أكتوبر الماضي عن أصول إيرانية مجمدة بقيمة 700 مليون دولار، في خطوة تتعارض مع جهود واشنطن لخنق طهران اقتصاديا. هذا إلى جانب الدعم الذي تقدمه الإمارات للنظام الحاكم في سوريا ومليشيات حفتر في ليبيا، مؤكدا أن "تواصل الإمارات مع النظام السوري يتناقض مع السياسة الأميركية".

السفير الإماراتي يوسف العتيبة في واشنطن برفقة زوجته 

وفي نوفمبر الماضي، أرسلت واشنطن محققين من وزارتي الخارجية والدفاع  للإمارات بشأن أسلحة أميركية الصنع نُقلت إلى متمردين ومليشيات انفصالية وعناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن، في انتهاك لاتفاقيات البلدين مع واشنطن.

وفي يونيو 2018، قال مسؤول إماراتي: الولايات المتحدة رفضت طلبا إماراتيا بتقديم معلومات مخابراتية وإزالة ألغام ومراقبة واستطلاع للعملية العسكرية في ميناء الحديدة اليمني. مع أن واشنطن لها موقف معاد من إيران ووكلائها.

ومن جهته، قال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة: إن أبوظبي لا تتلقى دعما من الإدارة الأميركية في حرب اليمن. ومضى قائلا: "عندما لا تريد حليفتنا أن تدعمنا علينا أن نأخذ الأمور على عاتقنا. لكن لا تعودوا بعد ذلك لتطلبوا منا ألا نفعل هذا الأمر أو ذاك في اليمن. لا يمكنكم أن تتبنوا الموقفين معا".

وفي أحدث الانتقادات لسياسات أبوظبي في المنطقة رغم تحالفها مع واشنطن، قالت "كريستن فونتنروز" المسؤولة في معهد سكوكروفت للمبادرة الأمنية في مجلس «أتلانتيك»، لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية: "نريد من دول الخليج أن تكون شريكتنا"، "ما نريد أن نعرفه الآن هل ما زالت بعض دول الخليج ملتزمة معنا، أم لا،.. "في الحقيقة نرى أن على دول الخليج أن تكون أكثر التزاماً معنا".

وأضافت: "لكن للأسف بعض دول الخليج فتحت قنوات سرية مع طهران حول تأمين كل طرف مصلحته. وأيضاً هنالك دول من الخليج أبرمت اتفاقات ثنائية مع إيران لحماية مصالحها".

وقالت وكالة "رويترز": رغم علاقات الإمارات الوثيقة بالغرب، فإنها تواجه صعوبة في الحصول على بعض الأسلحة المتطورة. فلن تبيع الولايات المتحدة طائرات مسيرة مسلحة إلى الإمارات بموجب سياسة تصدير قائمة منذ فترة طويلة تحد من استخدامها.

ومع أن أبوظبي، أعلنت عن قيام مجموعة "إيدج" بتطوير أسلحة، كشفت الوكالة: "ذلك قد يضع هذه الصناعة في الإمارات تحت مجهر جديد للفحص والتمحيص". وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية آر. كلارك كوبر، إن واشنطن ترغب في أن تضع الإمارات رقابة أكبر أثناء تطويرها لصناعتها العسكرية.

وماذا بشأن التجسس في تحالف أمريكا أبوظبي.. لا حصانة "للأصدقاء"؟!

 كشف موقع "إنترسبت" الأميركي العام الماضي، أن أبوظبي كلفت رجل الأعمال الإماراتي راشد آل مالك بالتجسس على إدارة ترامب. وخلصت أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى أن "آل مالك" عمل كمصدر استخباراتي لصالح الإمارات طوال العام 2017.

صورة تعبيرية نشرها الإعلام الأمريكي عن راشد آل مالك

ونقل الموقع عن مصادره، أن علي الشامسي الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني في الإمارات والمقرب من الشيخ محمد بن زايد أشرف بنفسه على عمل الجاسوس.

ووفق مسؤول أميركي سابق ووثائق، فإن أبوظبي طلبت من جاسوسها  إرسال تقارير حول المواقف داخل إدارة ترامب حيال الإخوان المسلمين، وكذلك الجهود الأميركية للتوسط الأزمة الخليجية، فضلا عن الاجتماعات بين مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى ومحمد بن سلمان.

يشار أن أنور قرقاش، نفى التجسس على الأمريكيين كون الإمارات لا تتجسس على من وصفهم بالأصدقاء، على حد تعبيره.

يتبع، في الحلقة الثانية: علاقات أبوظبي مع نظام السيسي ومحمد بن سلمان ومأزق العلاقات مع الصين.