أحدث الأخبار
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد
  • 06:15 . جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد

ما سر رغبة أبوظبي في الاستيلاء على جزيرة سقطرى اليمنية؟

أرشيفية
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 08-05-2020

 “أهل سقطرى سيكونون جزءاً من الإمارات”، خرجت هذه الكلمات من مؤرخ إماراتي في عام 2018، كاشفاً عن أهداف لأبوظبي في السيطرة على الجزيرة، ويبدو أنه مازالت تسعى للهيمنة على سقطرى رغم إعلانها الانسحاب من اليمن منذ نحو عام.

ففي تطور خطير انسحبت القوات السعودية من مواقعها في مدينة حديبو مركز محافظة سقطرى، تزامناً مع حشد المتمردين المدعومين إماراتياً، حسبما نقل موقع قناة الجزيرة عن مصادر يمنية.

كما قال مسؤول حكومي لوكالة الأناضول إن القوات السعودية الموجودة في نقاط تأمين مدينة حديبو وفق اتفاق إنهاء التوتر بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي، انسحبت فجأة.

وأضاف أن ذلك يتزامن مع تحشيد من قبل المجلس الانتقالي، وأن طيران التحالف السعودي يحلق في سماء حديبو ومقر قيادة اللواء الأول مشاة بحري الواقعة تحت سيطرة المتمردين.

وبعد الانسحاب السعودي، أكد مصدر حكومي يمني وصول تعزيزات عبر البحر للمتمردين المدعومين من أبوظبي بجزيرة سقطرى تمهيداً لهجوم جديد، واعتبر وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري أن صمت السعودية يفسر بأنه تواطؤ.

وهم سقطرى الإماراتية

يبدو أن السعودية تراجعت أمام مساعي أبوظبي كما فعلت في أماكن أخرى بجنوب اليمن، ولكن في سقطرى تحديداً يبدو التراجع السعودي الأخير فجّاً وهو امتداد لسياسة سعودية لترك شأن الجزيرة الاستراتيجية للإمارات وكأنها إرث أبوظبي في اليمن.

والحقيقة أن هذا ليس مبالغة، إذ يتحدث الإماراتيون عن علاقة نسب وقرابة مع سقطرى يترتب عليها حقوق مزعومة لهم في الجزيرة.

ولم تتوان تصريحات إماراتية عديدة عن التلميح إلى أن الإمارات أولى بسقطرى من الحكومة الشرعية.

فسبق أن صدمت ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، الرأي العام بحديثها عن سقطرى في ردها على سؤال لمذيعة BBC حول سبب إرسال أبوظبي قوات عسكرية إلى سقطرى بالتزامن مع تواجد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر وعدد من وزرائه في الجزيرة.

إذ ردت قائلة: “ما الداعي لأن يذهب رئيس الوزراء اليمني إلى هناك، هو ذهب لوضع حجر أساس لمشاريع عملت عليها الإمارات، والإمارات موجودة من زمان، والمشكلة أن محافظ سقطرى المعين ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها الإمارات إرهابية”.

وبدا أن المذيعة استغربت من إجابتها وقالت لها كيف نسأل رئيس وزراء لماذا قمت بزيارة إحدى مدن بلدك.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش كتب تغريدة قال فيها إن الإمارات تربطها علاقات أسرية وتاريخية مع سقطرى.

ولكن وصل الحديث عن العلاقة المتخيلة بين سقطرى والإمارات لذروته في الفيديو المشار إليه آنفاً الذي سُرّب للمؤرخ الإماراتي حمد المطروشي خلال لقاء يجمعه بعدد من شيوخ وأفراد من أرخبيل سقطرى الموالين للإمارات.

يقول المطروشي في الفيديو الذي نُشر قبل عامين إن سكان سقطرى سيكونون جزءاً من دولة الإمارات، وسيُمنحون جنسيتها، ويضيف أن هذا الأمر أصبح “مفروغاً منه”.

وكان تبريره بأن أغلب سكان إمارة عجمان جذورهم من سقطرى.

مضى على هذه الأحاديث فترة، وأعلنت أبوظبي انسحابها من اليمن، لكن أهدافها لم تتغير، ويتم تنفيذها عبر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن الإدارة الذاتية في الجنوب اليمني، والآن تمتد يده سريعاً لسقطرى لينفذ فيها أهداف مشروع أبوظبي بعد تعثره لسنوات في مواجهة مقاومة محافظ الجزيرة وممثلي الحكومة الشرعية.

فاللافت أنه رغم أن الحوثيين لم يصلوا إلى الجزيرة، إلا أن أبوظبي دخلت سقطرى بحجة إعادة «الشرعية»، وتقديم المساعدات الإنسانية لمواطني المحافظة.

واستغلت أبوظبي انشغال الحكومة الشرعية والرأي العام في البلاد، بالحرب أواخر عام 2015، لبناء نفوذ لها في محافظة أرخبيل سقطرى، تحت لافتة العمل الخيري مستغلة إعصاري “تشابالا” و”ميغ” اللذين ضربا الجزيرة وأحدثا دماراً هائلاً في بنيتها التحتية.

فلماذا تريد الإمارات وضع يدها على جزيرة سقطرى اليمنية تحديداً وتبدي كل هذا الاهتمام بها؟

هناك أسباب أخرى لهذا الاهتمام الإماراتي بعيداً عن علاقات الأنساب المتوهمة بين الإمارات وتحديداً عجمان وبين أهل سقطرى، علماً بأن كل أجزاء العالم العربي تربطها وشائج نسب ومصاهرة وجذور قبيلة وعائلية مشتركة، لو فتح هذا الباب للتغيير السياسي لأحال المنطقة إلى جحيم.

يمثل الجانب السياحي دافعاً مهماً للإمارات للهيمنة على الجزيرة الفريدة. اللافت أن منذ مرحلة مبكرة للتدخل الإماراتي في اليمن ورغم ظروف الظروف الحرب، فإن الإمارات شكلت-بمساعدة أذرعها المحلية- مكتباً لوكلاء السفر والسياحة من أجل السيطرة على الأرخبيل.

وفي بعض الفترات بينما كان يغلق التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات معظم المطارات والموانئ البحرية اليمنية، كان المواطن الإماراتي لا يجد أي صعوبة في السفر من جزيرة سقطرى اليمنية وإليها، ففندق “سمرلاند” أشهر فنادق الجزيرة، لا يكاد يخلو من النزلاء الإماراتيين بغرض السياحة، بعد تحوّل الجزيرة إلى ما يشبه مقاطعة إماراتية خارج الحدود.

الدافع الأهم لأبوظبي في سقطرى

يظل الهدف الأهم لأبوظبي في جزيرة سقطرى هو موقعها الاستراتيجي والذي يتلاءم تماماً مع تصورها لنفسها كإمبراطورية بحرية، تسيطر على خطوط إمدادات الطاقة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي.

فمن يهيمن على سقطرى لاسيما ببناء قاعدة عسكرية برية وبحرية بالجزيرة يمكنه أن يسيطر على الملاحة قرب مجموعة أهم المضائق المائية في العالم، فهي ليست بعيدة عن مضيق هرمز وقريبة لمضيق باب المندب ومنه إلى قناة السويس.

وتاريخياً دفعت الأهمية الاستراتيجية لأرخبيل سقطرى بالطامعين الأجانب إلى محاولة احتلالها والسيطرة عليها.

ولكن رغم كل هذه الأموال الإماراتية التي أنفقت من أجل الهيمنة على سقطرى، فإن الجزيرة لا تبدو لقمة سائغة، ورغم التخاذل السعودي، ما زالت قيادتها مصرّة على ولائها للحكومة اليمنية الشرعية والتمسك بوحدة البلاد.