أحدث الأخبار
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد
  • 11:49 . ترامب يجمّد الهجرة والتجنيس لمواطني أربع دول عربية... المزيد
  • 11:37 . السعودية تقر موازنة 2026 بعجز يتجاوز 44 مليار دولار... المزيد
  • 11:18 . الأمم المتحدة تصوت لصالح إنهاء احتلال فلسطين والجولان... المزيد
  • 11:05 . تقرير دولي يربط أبوظبي بشبكات تهريب السلاح والمرتزقة في حرب السودان... المزيد
  • 08:55 . الإمارات ترسل مساعدات وفرق إنقاذ إغاثية لمتضرري فيضانات سريلانكا... المزيد

جدتي

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-12-2019

كانت جدتي -رحمها الله- سيدة طيبة، راضية دائماً، ومكافحة كما تقتضي الحياة من امرأة بسيطة في ذلك الزمن الصعب من سنوات الخمسينيات، منحتها الحياة الكثير من الذكاء، لكن أكبر مواهبها كان إجادتها فن الطهي.

تقول أمي إنها تضطر في معظم صباحات الشتاء إلى إعداد أكثر من نوع من الخبز لوجبة الإفطار بحرفية لافتة، رغم البرد الشديد في تلك الأيام التي كانت فيها البيوت مكشوفة على أفنية واسعة تجاور البحر وتصفر رياح الشتاء عند مداخلها طيلة الوقت، وكانت صبورة جداً، لكن لا شيء يقف في وجهها عندما تغضب حين تتعرض للضغط الشديد!

لماذا يقولون إنكم كنتم تعيشون في فقر وشظف إذاً؟ هذا لا يتسق مع امرأة تُعدّ نوعين من خبز للفطور مثلاً، ألا يعتبر ذلك ترفاً بعض الشيء؟ ثم أين هي تلك المرأة المستلبة التي يصورونها لنا؟ تجيبني: «كان للمرأة احترامها، كما لم نعانِ ذلك العوز أو الفقر المدقع كما تتصورون، كان الرجال يخرجون في مواسم غوص تطول أحياناً، لكنهم يعودون بالخير، وفي الأيام التي لا يغوصون فيها كانوا يخرجون للمزر أو صيد السمك، أما عندما هجروا الغوص فقد ذهبوا إلى الدول المجاورة للعمل في النفط مع الإنجليز، كما مارسوا أعمالاً أخرى في المدن».

كيف تعلمت جدتي الطهي؟ من علّمها؟ أسأل أمي، تجيبني أن البيوت عادةً ما كانت كبيرة وتعجّ بنساء كثيرات، كانوا كقبيلة كاملة تسكن بيتاً واحداً، وكانت هناك نساء تم جلبهن من بلدان بعيدة، يعرفن فنوناً ومهارات لا نعرفها، كنا نعلّمهن ونتعلم منهن بشكل مباشر، فليس أمام المرأة سوى أن تتعلم ما استطاعت لتثبت جدارتها.

توقفت عند مسألة النساء اللواتي ينتمين إلى ثقافات مختلفة وجُلبن من بلدان بعيدة، ويعشن تحت سقف واحد في بعض البيوتات قديماً -وهنا أتكلم عن مجتمع ديرة على الأقل حيث عاشت عائلتي وما زالت- فهذا الأسلوب في الحياة، أو لنقل هذه الثقافة، ما كانت لتوجد لو لم يكن هناك أناس يمتلكون ذهنية منفتحة على الآخر المختلف عنهم ثقافياً.

نحتاج أن نكتب عن تفاصيل حياة النساء في تلك السنوات البهية، ففيها الكثير مما يجب أن يُقال ويُعرف!