أحدث الأخبار
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد
  • 11:49 . ترامب يجمّد الهجرة والتجنيس لمواطني أربع دول عربية... المزيد
  • 11:37 . السعودية تقر موازنة 2026 بعجز يتجاوز 44 مليار دولار... المزيد
  • 11:18 . الأمم المتحدة تصوت لصالح إنهاء احتلال فلسطين والجولان... المزيد
  • 11:05 . تقرير دولي يربط أبوظبي بشبكات تهريب السلاح والمرتزقة في حرب السودان... المزيد
  • 08:55 . الإمارات ترسل مساعدات وفرق إنقاذ إغاثية لمتضرري فيضانات سريلانكا... المزيد

إنسان فائق الحداثة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-12-2019

إنسان فائق الحداثة! - البيان

في كتابه المهم «أزمنة الحداثة الفائقة» يصف الفيلسوف الفرنسي وعالم الاجتماع جيل ليبوفيتسكي أنماط الحياة في أزمنتنا الراهنة فيقول: «يتميز مجتمع الحداثة الفائقة بالحركة والتدفق والمرونة والاستهلاك بلا حدود، الاستهلاك لأجل المتعة، والابتعاد عن المبادئ العظيمة التي هيكلت الحداثة أكثر من أي وقت مضى».

وفي الإطار نفسه، فإن إنسان هذه الأزمنة هو الآخر «فائق الحداثة» يجري توجيهه نحو اللذة الدنيوية والمتعة لتضخيم احتياجاته وبالتالي تضخيم الأرباح المترتبة على ذلك، إلا أن هذا الإنسان يمتلئ بنوع من الخوف والقلق الذي يتأتى من العيش في عالم ينزلق بعيداً عن الإيمان ويواجه مستقبلاً غامضاً، على الرغم من الانفجار المعرفي الذي يشمل جميع مجالات العلوم التطبيقية والإنسانية، إلا أن الواضح تماماً أن هذا الكون شاسع بما لا يمكن الإحاطة به واكتشاف أسراره أو السيطرة عليه!

يبحر الإنسان في العلم وفي اعتماده على العقل، ويبذل قصارى ما يستطيع، ويذلل كشوفاته ومخترعاته ونظرياته في خدمة احتياجاته وتسهيل حياته، إلا أنه لم يتمكن من كبح جماح جهله وضعفه، ولم يمنع نفسه من اختراع الحروب وتوسيع نطاقها، وتقنين القتل، وتلويث الطبيعة، وتدمير المناخ والغابات والمنتجات الزراعية.

هذا الاستخدام الفائق للعقل والعلم لم يمنع القلق من أن ينخر في عظام أفراد الحداثة الفائقة، فارضاً الخوف من الأمراض والحروب والأزمات والكوارث، وبالتالي أفسد هذا الإنسان المتفوق حريته وسعادته وبساطته دون أن يقدر على العودة لأزمنة البساطة، أو المضي آمناً في أزمنة الحداثة الفائقة!

كل شيء يرفع لافتات التحذير فوق الرؤوس: أفراد أكثر تعليماً وأوفر دخولاً وأعلى تدريباً وامتلاكاً للخيارات، ولكنهم أكثر خوفاً وقلقاً وتحطماً أيضاً.

إنهم بالغون وناضجون ولكنهم غير مستقرين وقلقون، فضلاً عن أنهم أقل تمسكاً بالأيديولوجيا في الوقت الذي هم فيه أكثر اتباعاً لتغيرات الموضة، أكثر انفتاحاً ولكنهم أسهل تأثراً، أكثر انتقاداً لكنهم أيضاً أكثر سطحية، أكثر شكاً وأكثر غموضاً. ولم يعد هناك أي نظام إيماني يمكن اللجوء إليه للطمأنينة والسكون.

باختصار «تلك هي أيام الحداثة الفائقة» كما يصفها مؤلف الكتاب!