أحدث الأخبار
  • 06:28 . تديره شركة إماراتية.. الإمارات تدين بشدة الهجوم على حقل للغاز في كردستان العراق... المزيد
  • 06:25 . ما الذي اكتسبته أبوظبي من رعاية وتمويل حملة تشويه المسلمين في أوروبا؟... المزيد
  • 12:21 . بشحنة مولتها الإمارات.. استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة... المزيد
  • 12:01 . هزة أرضية خفيفة تضرب ساحل خورفكان... المزيد
  • 10:53 . "علماء السعودية": لا يجوز الحج دون تصريح ومن لم يتمكن فإنه في حكم عدم المستطيع... المزيد
  • 10:44 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:43 . ريال مدريد يقترب من حسم الدوري الإسباني بفوزه في سوسيداد... المزيد
  • 10:42 . تقرير حقوقي يفند حجج أبوظبي في معرض ردها على بلاغ أممي حول محاكمة "الإمارات84"... المزيد
  • 10:41 . الأهلي المصري والترجي التونسي يبلغان نهائي أبطال إفريقيا... المزيد
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد

فكِّر بغيرك

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-11-2017


في واحدة من أجمل قصائده، كتب محمود درويش:

وأنت تعدّ فطورك، فكّر بغيرك

لا تنسَ قوت الحمام‎

وأنت تخوض حروبك فكّر بغيرك

‏‎لا تنسَ من يطلبون السلام‎

وأنت تسدّد فاتورة الماء، فكّر بغيرك

‏‎من يرضعون الغمام

وانت تعود إلى البيت، بيتك، فكّر بغيرك

‏‎لا تنسَ شعب الخيام

وأنت تنام وتحصي الكواكب، فكّر بغيرك

‏‎ثمّة من لم يجد حيّزاً للمنام

إلى آخر القصيدة...

فكر بغيرك، قل لنفسك سأكون سبباً في إسعاد فلان، في إنقاذه من هذا البؤس، في تغيير مصيره، قل لنفسك، سأغير حياة أحدهم، وسيختار لك القدر هذا (الأحدهم) ربما، وربما اخترته أنت بكامل وعيك، لا تنسَ أن هناك آخرين كثر يشاركونك المشي على الأرض نفسها، والتنفس من ذات الهواء، ومثلك هم يحلمون كما تحلم، ولديهم مثلك قائمة طويلة من الرغبات والاحتياجات، لكنهم ليسوا بمثل قدرتك أو ظروفك للوصول إليها وتحقيقها.

قد تكمن احتياجات بعضهم في مبلغ بسيط لإجراء عملية جراحية، تنقله من العجز إلى المقدرة، فيصير مثلك متمكناً من إعالة نفسه، والحياة بكامل أهليته، كما أنت دون عجز، قد يكون بحاجة لمن يدله على حقوقه، ليصير لديه بيت وزوجة وعمل، قد يكون لديك القدرة لتتبنى يتيماً تعلمه مع أولادك، فتنقله من مجرد رقم في دار الأيتام، إلى إنسان يتنافس في ساحات الحياة على أعظم الفرص.

نعم، أنت لست مسؤولاً عن أحد، تكفيك أعباؤك ومسؤولياتك، لديك ما يكفي من التفكير في أولادك ومستقبلهم، وأهلك والتزاماتك تجاههم، لن يطالبك أحد بأن تعطي أحداً ليس من ضمن مسؤولياتك، وابتداء، فنحن نعيش في زمن صار الناس فيه يتخلون عن التزاماتهم الأصلية والثابتة شرعاً وقانوناً.

وستسمع من يقول لك إن الإنسان ليس عليه أن يفكر بغيره، فقد قرأت شيئاً كهذا منذ مدة، وتعجبت من هذه الدعوة، إذ كيف يحدث أن يتخلى الإنسان نهائياً عن إنسانيته تجاه أخيه الإنسان، إذا كان قادراً ومقتدراً ومؤمناً بأننا نرتفع على بشريتنا بالعطاء، لنستحق إنسانيتنا فعلاً؟. وأنت تعد فطورك - يقول لك محمود درويش - فكر بغيرك؟، فكّر، فهناك كثيرون حولك بإمكانك أن تغير حياتهم، أن تعبر بهم إلى الضفة الأخرى من الحياة بأقل مما تتصور، فقط تحتاج لأن تملك نفساً عالية مؤمنة بأن العطاء هو ما يمنحك صفتك الإنسانية، لا أي شيء آخر.