أعلنت شركتا «سمارت ورلد» و«ذا كيرنل»، أمس، إطلاق مركز للأمن السيبراني هو الأول من نوعه في الإمارات، حيث سيُعنى المركز بتدريب المواطنين في مجال الأمن السيبراني، إضافة إلى تأمين مراقبة أمنية متطورة على مدار الساعة، وإدارة المخاطر السيبرانية بالنيابة عن الشركات، وذلك في القطاعين الحكومي والخاص في الدولة.

وتم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الشركتين لغرض تأسيس هذا المركز، حيث وقّع الاتفاقية عبد القادر علي الرئيس التنفيذي لشركة «سمارت ورلد»، والدكتور مؤنس كيالي الرئيس التنفيذي لشركة ذا كيرنل. 

وتأتي المبادرة متماشية مع رؤية واستراتيجيات التنمية في الإمارات وفي دبي بالخصوص، وذلك فيما يتعلق بالتقدم التكنولوجي على الصعد كافة، وهي تدعم أحد المحاور الحرجة والخاصة بأمن المؤسسات.
وأوضح المستشار الدكتور سيف الكتبي أن مركز الأمن السيبراني يلبي الحاجة المتنامية للحماية ومراقبة المخاطر، حيث إنه يتبنى مقاربة شاملة لتطوير المواهب المحلية في مجال الأمن السيبراني، إضافة إلى تحديد المؤسسات وحمايتها من المخاطر الخارجية.

يذكر أنه مع افتتاح هذا المركز في الإمارات بات من الممكن للمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص أن تعهد بمهمة حماية شبكاتها الإلكترونية للمركز الذي سيراقب ويتعامل على مدار الساعة مع جميع أشكال المخاطر التي قد تتعرض لها، وسيقوم بتحذيرها من أي مخاطر محتملة قد تكون عرضة لها إضافة إلى مساعدتها على تأمين نفسها ضد هذه المخاطر. 

مخاوف حقوقية

ولكن هذا يعني أن جميع الشبكات ستكون خاضعة لمراقبة هذا المركز، إذ يخشى مختصون في الأمن المعلوماتي أن يكون هذا المركز هو غطاء لعملية المراقبة بذريعة الحماية، خاصة أن الجرائم الإلكترونية الواقعة في الدولة على البنوك والاقتصاد عموما لا تزال مستمرة وفي تطور وأن جميع ما يتم مواجهته هو الاستخدام الشخصي للإماراتيين والمقيمين في الإمارات كما يظهر من عشرات القضايا التي تنظرها محاكم الدولة.

وما يعزز هذه المخاوف، سلسلة من التقارير والمقالات المعلوماتية نشرها موقع "ميدل إيست آي" منذ النصف الثاني من العام الجاري تؤكد سعي جهات حكومية في الدولة بصورة حثيثة على إقامة مراكز مراقبة كهذه تكون في خدمة جهاز الأمن، على حد اتهام الموقع البريطاني.

وكشف "ميدل إيست آي" مطلع أغسطس الجاري عما وصفه، تجنيد دولة الإمارات فريق دولي من خبراء الكمبيوتر لتطوير آليات مراقبة بعيدة المدى تغطي أبو ظبي ودبي.

وكشف الخبير الأمني الإيطالي "سيموني مارجارليتي" تفاصيل المشروع، والمتمثل بتأسيس"وحدة البحث والتطوير" والتي تعتبر إحدى الفروع الأكثر تقدما في الأمن الإلكتروني، لصالح جهاز أمن الدولة حصريا.

وفي (20|7)، سافر "مارجارليتي" إلى دبي، حيث وقف على المزيد بشأن هدف دولة الإمارات في "تأسيس فرقة النخبة للبحث وتطوير حلول المراقبة الجديدة على نطاق واسع".
الباحث الأمني الإيطالي،  أشار إلى أن نظام المراقبة الذي تريده دولة الإمارات، "قادر على اعتراض وتعديل، وتحويل (وكذلك التعتيم أحيانا) على حركة المرور على الانترنت والشبكات.

وقال "مارجارليتي" أن من يقف وراء هذا المشروع هو "فيصل البناي" (Faisal al-Bannai)  وهو رجل أعمال إماراتي والرئيس التنفيذي لشركة (Dark Matter) الإماراتية الأمنية.