أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

التعايش واحترام الآخر

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد الباهلي

كما هو متوقع من اليمين الأوروبي المتطرف، والذي فاز أخيراً بمقاعد متقدمة في الانتخابات الأوروبية، حاملاً أجندته السياسية حيال الآخر المختلف، فقد قام النائب الهولندي اليميني المتطرف «خيرت فيلدرز» بالإساءة مرّة أخرى إلى الإسلام والمسلمين، وذلك باستبدال عبارة الشهادتين المكتوبة على علم المملكة العربية السعودية بعبارة مسيئة للإسلام والقرآن الكريم. وهذه ليست أول مرة يرتكب فيها فيلدرز مثل هذا السلوك، فقد سبق أن شبه القرآن الكريم بكتاب «كفاحي» لهتلر، كما وصف الإسلام بالفاشية.

الرد السعودي على الإساءة الأخيرة كان في غاية الأهمية، لأن بعض المتطرفين لا يرتدعون عن سلوكهم المسيء إلا بلغة القوّة والمصالح، وعلى الأخص المصالح المالية والاقتصادية، حيث فرضت المملكة العربية السعودية عقوبات تجارية على شركات هولندية. وبعد أن عرفت هولندا أن هذه العقوبات ستؤثر على مصالحها السياسية والاقتصادية، وخصوصاً التبادل التجاري الذي يصل بين البلدين نحو سبعة مليارات يورو سنوياً، سارع مسؤولوها الحكوميون للهرولة نحو المملكة، معبرين عن استيائهم الشديد من تصرفات المتطرف فيلدرز. وقال وزير الخارجية الهولندي: «نحن نحترم حرية الرأي التي يتمتع بها فيلدرز، لكننا نعتقد أنه لا يجوز الدوس على مشاعر الناس»، ثم أضاف: «منذ قيام فيلدرز بهذا التصرف ونحن نجري محادثات مع الحكومة السعودية، ونأمل أن نتمكن من تفادي وقوع الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد الهولندي بسبب تصرف فيلدرز».

لكن هناك من الخبراء والدارسين من يرى أن مثل هذه التصرفات المسيئة والعدائية حيال الإسلام والمسلمين، وهي متكررة، إنما ترجع إلى خصوصية نمط التعليم والتربية والتثقيف في النظام الغربي، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالإسلام والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأيديولوجية العميقة التي عرفتها المجتمعات الغربية خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهي كذلك نتاج للخصائص الذاتية للعقل الغربي وطريقة نظره للآخر المختلفة، خاصة إذا كان ذلك الآخر هو الإسلام.

ولا يخفى على أحد أن الديمقراطية وحريّة الرأي التي يفاخر الغرب بأنها من أهم مكوناته الحضارية، قد حولها هؤلاء المتطرفون إلى شماعة للإساءة للآخرين، والاعتداء على دينهم وخصوصيتهم، وبصفة خاصة الإسلام الذي يدين به أكثر من مليار مسلم، يمثلون ربع سكان العالم.

إننا مع الديمقراطية وحرية الرأي، ومع إعطاء الفرد حقه في حرية التفكير والاختيار، ومع الديمقراطية التي تنص على قيم أخلاقية عالية، لكننا نحترم خصوصية الآخر، ونحرص على التعايش معه.

وهناك في الغرب كثير من المنصفين ممن يستهجنون مثل هذه الإساءات والافتراء التي ما فتئ فيلدزر وأمثاله يمارسونها ضد الإسلام، وهم (المنصفون) يرون أن مثل هذا السلوك لا يفيد بلدانهم في سياستها الداخلية والخارجية، وأنه لا ينبغي التحجج بالديمقراطية واستغلالها لتنمية العداء ضد الآخر أو العمل بوجهين؛ وجه لا يريد التفريط في مصالح بلاده الوطنية، ووجه يتغاضى عن التطاول الذي يمارسه المتطرفون تحت (يافطة) الديمقراطية.