أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

في الإعلام المصداقية أولاً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
الاحتفال بالإعلام وتقدير رموزه والاحتفاء بإنجازاته إن على شكل جوائز محكمة ذات تقدير معنوي ومادي عال، وإن على هيئة احتفالات ومنتديات، وإن على شكل أوسمة وكتب وإطلاق أسماء البارزين على قاعات كبرى أو مكتبات أو شوارع أو معاهد أبحاث ودراسات، كل تلك شواهد حضارية على أمرين: ما للإعلام من أهمية وأثر ومردود في حياة الفرد والمجتمع، ومدى تقدير المجتمع واعترافه بأهمية ودور الإعلام والإعلاميين، وهذه هي الرسالة التي أراد منتدى الإعلام وجائزة الصحافة العربية إيصالها للجميع، مع ذلك فلا يزال صدى ذلك السؤال الذي توجهت به إليّ شابة إعلامية يتردد في داخلي كلما استوقفني أمر أجد فيه الإعلام حاضراً بقوة!

ففي جلسة المشهد الإعلامي العربي بعد الثورات العربية، وبعد كل الذي قيل فيه حول الفوضى والاستقطابات وتأثر الموضوعية والحرفية المهنية بكل الذي حدث ويحدث في تلك الأقطار، وقفت شابة عربية تنتمي لإحدى الفضائيات متسائلة بحيرة شديدة «إنه إذا كان الإعلام العربي متهماً في موضوعيته ومنحازاً لجهة مموليه أو متأثراً مهنياً لهذا السبب أو ذلك، وإذا كان الإعلام العربي يعيش حالة استقطاب حادة بسب الانقسامات السياسية التي أحدثتها الثورات، وإذا كان كل المتواجدين في المنتدى إعلاميين في الغالب الأعم، فكيف المخرج؟ وكيف يتصرف الإعلامي الفرد حيال ذلك كله؟ هل يبقى مشكوكاً في مهنيته مرتهناً بمهنيته للجهة الممولة على اعتبار أن من يحكم القرار يملك توجيه سياساته؟ أم ماذا يفعل؟ القانون الأخير الذي ذكرته الشابة فيما يتعلق بالملكية والتحكم صحيح مائة بالمائة، خاصة وتحديداً وعلى وجه الدقة في عالمنا العربي، والسبب معروف وواضح يتمثل في انعدام بنية قوانين فاصلة، تحسم وترسم الحدود الفاصلة بين المال والإدارة، بين مصالح الممول واعتبارات وأخلاقيات مهنة الصحافة، ففي الغرب أمكنهم ببنية قوانين صارمة أن يحققوا المعادلة الصعبة، أنت تشتري الصحيفة وتستولي على كل أرباحها وماكيناتها وتطور تقنياتها وتعين وتوظف و...

لكنك لا تتدخل في السياسة التحريرية، هذا ليس ملعبك فاتركه لأهله، هكذا قيل للملياردير روبرت ميردوخ حينما أراد أن يشتري وول ستريت جورنال، وهذا ما حصل حينما شاعت فضيحة التنصت التي كان ميردوخ بطلها، فالتايم اللندنية العائدة ملكيتها له لم تبادر لنشر خبر الفضيحة حفاظا على توازنات المصالح، لكن الفضيحة حين أعلنت على الملأ لم تقف التايم صامتة فالمهنية تقتضي أن تبادر وتنشر وتبحث عن التفاصيل لأن هناك قارئاً في نهاية الأمر له مطالبه واشتراطاته، وإلا فإن مصداقية ومهنية التايم كانت ستكون على المحك وربما سقطت نهائياً! عندنا في العالم العربي كان سيعزل كل موظفي الصحيفة لو نشروا خبراً حول أي شيء يخص المالك أو يمسه بضرر!!

الإعلام ليس تمويلاً فقط، وهو لا يتعامل مع ماكينات وأجهزة وتقنيات وأخبار وينتهي الأمر، الإعلام مهنية، ومصداقية، والإعلامي حين يفقد مصداقيته لا يموت، إنه يبقى، يأكل ويتنفس ويتحرك ولكن بعيداً عن نبض وقبول وثقة القارئ، وهذا يعني أنه صار بلا قيمة تماماً، هذا يعني أنه مات مهنياً!