انعقد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي ، وتبعه اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية بموجب دعوة من المملكة العربية السعودية ، وكان البند الوحيد المطروح أمام السادة الوزراء في الاجتماعين هو بند اعتداء الرعاع في طهران ومشهد على السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية والقنصلية في مدينة مشهد تحت حماية الأمن الإيراني ، والحملة الإعلامية والسياسية الموجهة ضد المملكة العربية السعودية لأنها نفذت حكم إعدام ضد مواطنين سعوديين متهمين بالارهاب ومن بينهم السيد نمر النمر من اتباع المذهب الخامس المخالف لاهل السنة والجماعة .
( 2 )
، انفض الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة ، وصدر بيان يؤيد موقف المملكة من اتخاذ جميع التدابير لحماية أمنها القومي ، ويدين إيران على ما فعلت تجاه البعثات الدبلوماسية السعودية المعتمدة في إيران كما يدين الحملة الإعلامية والسياسية ضد السعودية .
البيان الوزاري العربي الصاد ر عن اجتماع القاهرة تجاه القضية المطروحة على جدول أعماله ليس فيه جديد ، كلمات مكررة منها الشجب والإدانة والاستنكار وتحميل إيران المسؤولية و مناشدتها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كنت كغيري من المهتمين بالشأن العربي نتمنى أن يرتقي مجلس الجامعة العربية إلى مستوى الأحداث التي تحدثها إيران على الساحة العربية بشكل يومي ،إيران ابتلعت العراق وتبيد أهل السنة في العراق تحت دعوى محاربة الإرهاب ، و لها أكثرمن 50 منظمة مليشية ( الحشد الشعبي الشيعي ) مسلحة تمارس الإرهاب في العراق وسورية واليمن ضد العرب السنة ، و لها خلاياها النائمة في الخليج العربي تستدعَى متى ما دعتها إيران للعمل ضد أنظمة الخليج ، ما حدث في الكويت من تكديس أسلحة وغيرها والبحرين وشرق المملكة شاهد على ذلك . أدخلت إيران ، قبل شهر إلى العراق ما يزيد عن 500 ألف إيراني بطريقة غير مشروعة بهدف تغيير التركيبة السكانية في العراق لصالح طائفة ضد طائفة أخرى ، وما تفعله في سورية عبر مليشياتها لا يقل خطورة ووحشية عن ما تفعل بالعراق واليمن ،وفي لبنان لم يستطع البرلمان اللبناني انتخاب رئيس جمهورية لأكثر من عام ونصف العام نظرا للفيتو الإيراني المستتر ، إنها لا تخفي تدخلاتها في الدول الخليجية والعربية ، بل إنها تتباها بما تفعل وتقول :انها تحتل أربع عواصم عربية والخامسة في الطريق ، وأن بغداد عاصمة امبراطوريتها " .
( 3 )
إيران نشرت خلايا الدعوة إلى التشيع في عقر دار الكثير من أهل السنة والجماعة في الدول العربية ، في المملكة المغربية ،والجزاير والصومال واليمن ومصر والسودان وارتريا وجيبوتي وجزر القمر وغير تلك الدول إلى جانب خلاياها النائمة في الخليج العربي .
في هذ الإطار، ليس مطلوبا من مجلس الجامعة العربية الوقوف عند قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران أو استدعاء سفرائها للتشاور ، إن ذلك تحصيل حاصل وواجب التضامن مع المملكة السعودية في هذه الظروف . إن المطلوب هو قطع العلاقات الاقتصادية والثقافية ومنع الطيران الإيراني من المرور في الأجواء العربية ذلك الإجراء هو الذي سيؤلم إيران ويعين الشعب الإيراني في العمل للحد من تدخلات إيران في شؤون العالم العربي والإسلامي .إن المملكة العربية السعودية وقفت مع جميع الدول العربية في أزماتها واستجابت لطلب قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران ومع بريطانيا وفرنسا ودول اخرى في ماضي الايام ، ننتظر دورا مصريا فعالا لكونها الدولة العربية الوحيدة التي أصبحت الدولة الأولى المشمولة بالرعاية السعودية على وجه التحديد وبقية دول مجلس التعاون ، ننتظر دورا جزائريا فعالا ليس من أجل التوسط وإنما اتخاذ قرارات في المجالات التي أتينا عليها .في المغرب والجزائر وجزر القمر وجيبوتي ، مطلوب إغلاق جميع المراكز الثقافية إلى جانب قطع جميع العلاقات الاقتصادية ، وتجميدجميع الاتفاقيات المتعلقة بهذا الشأن .
(4)
القيادة السعودية عليها ان تعيد حساباتها مع كل الدول االعربية التي لم تقف معها في محنتها هذه ، السودان وقف إلى جانب المملكة عسكريا وقدم الشهداء في حربها ضد الحلف الثنائي ( صالح ــ والحوثي ) في اليمن نصرة للشرعية اليمنية ، وقف مع السعودية في أزمتها مع إيران، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها وأغلق جميع المراكز الثقافية الإيرانية التي كانت منتشرة في أرجاء السودان من أجل الدعوة للتشيّع ، وعلى ذلك لا بد أن يكون السودان أولى بالرعاية من قبل السعودية ودول مجلس التعاون .
الأردن لا يُفلت من أيدينا ، فإيران تحيط به من الشرق عبر العراق ، ومن الشمال عبر سورية ، و من الغرب ، إسرائيل وروسيا وإيران والعراق حلفاء اليوم لنصرة بشار الأسد ضد إرادة الشعب السوري، والمستهدف بعد دمشق الأردن ، نريد من الأردن موقفا أكثر من استدعاء سفيره من طهران ، ولكن على دول مجلس التعاون قاطبة اعتبارجيش الأردن جزءا من قوات درع الجزيرة على أن يحظى الأردن بتزويده بالطاقة البترولية والغاز بسعار مميزة كما فعلنا مع مصر ، إلى جانب تزويد البنك المركزي الأردني بوديعة نقدية في حدود 4 مليارات دولار تتقاسمها دول مجلس التعاون ، الأردن ثروة قومية شعبا وجيشا وموقعا فلا يترك منفردا تتلاقفه أيدي المتآمرين على أمتنا العربية والإسلامية نتيجة لحاجته وندرة موارده المالية .
آخر القول : إن يد الله مع الوحدة ، فوحدوا يامعشر عرب الجامعة موقفكم من الهيمنة الإيرانية وبرنامجها التوسعي ، إسرائيل تتمدد على أرضنا شرقا ، وإيران تتمدد على حسابنا في كل الجهات مذهبيا وعسكريا ، فهل أنتم مدركون للأخطار التي تحيط بكم ؟ أرجو ذلك .