أحدث الأخبار
  • 12:10 . "ديوا": 22 محطة نقل كهرباء جديدة في دبي خلال 2025... المزيد
  • 11:16 . الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة... المزيد
  • 02:16 . حاخام يهودي: قادة أبوظبي سيفتحون الحياة اليهودية في الخليج... المزيد
  • 07:50 . صحيفة إسرائيلية: أبوظبي امتنعت عن إدانة اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال" حفاظاً على مصالحها... المزيد
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد

مضايا... الإرهاب بالتجويع

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 12-01-2016


نهج التجويع المميت الذي ينفّذه النظام السوري و «حزب الله» اللبناني ضد أهالي مضايا، يُعدّ سابقة في التجرُّد من الأخلاق والقيم الإنسانية. الإرهاب بالتجويع في مضايا تجاوز في وحشيّته تجويع الصوماليين في أوغادين في سبعينات القرن العشرين على يد هيلاسيلاسي. إنه جريمة إنسانية تفوق في فظاعتها الجرائم التي مورست عبر تاريخ البشر.

حصار مضايا وتجويع أهلها يؤكدان مجدداً أن نظام بشار الأسد وميليشيا «حزب الله» يحاربان الشعب السوري، وبطرق تُعتبر سابقة في الانتقام والقسوة والتوحُّش، ويؤكدان أيضاً أن الجيش الروسي، وبقية الجيوش التي تحارب في سورية، تمارس الإرهاب ضد السوريين، وتجاهلُها المتعمّد لهذه الكارثة الإنسانية يشير بوضوح إلى أن الحلفاء الكبار ماضون في تحقيق أهداف النظام السوري، وتسهيل العبث بتركيبة السكان، والتبادل السكاني بين البلدات السورية لتعزيز قبضة النظام على المناطق المحاذية للحدود مع لبنان، وصولاً إلى عملية تقسيم سورية.

هذه الجريمة التاريخية الكبرى سترتد، حتماً، على الوضع في لبنان. الشعب اللبناني لن يغفر لـ «حزب الله « دوره الظالم في هذه المجاعة البشعة التي جاءت متعمّدة لأسباب مذهبية وطائفية، وبأساليب تذكّر بحروب العصور الهمجية. وسيُواجَه الحزب برفض شعبي لبناني غير مسبوق، وربما وجد نفسه في حرب مع مواطنيه، يصعب عليه الخروج منها. هذه المرة لن تنقذه شعارات «المقاومة والممانعة»، فمن يقتل الأطفال والنساء والمرضى السوريين بالحصار والتجويع، ما عاد قادراً على إقناع أحد بأنه جيش للمقاومة، وحماية الحدود واستعادة الأرض المحتلة، لأنه فاق في وحشيته، همجية الاحتلال الإسرائيلي.

جريمة مضايا المأسوية تشير بوضوح إلى حقيقة الوضع في سورية، والتي تشهد تعتيماً عليها. فحين تصبح كارثة بحجم قتل الناس جوعاً مغيّبة عن وسائل الإعلام، وعلى مدى ستة أشهر، فهذا يؤكد أن ما يحصل في مضايا واحد من مشاهد أشد نكالاً وقسوة.

الكاتب البريطاني ديفيد بلير تساءل في صحيفة «صنداي تلغراف» «إذا كان بمقدور سلاح الجو الملكي البريطاني إسقاط القنابل، فلماذا لا يُسقط مساعدات لإنقاذ المتضوّرين جوعاً في مضايا؟».

هذا التساؤل، المنطقي والأخلاقي، يكشف بوضوح عن أن جيوش الروم والتتار والفرس التي تصمت عن إرهاب التجويع وهي تدّعي الحرب على الإرهاب، إنما جاءت لتصفية بقية السوريين وما تبقى من سورية.