أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

المنقذ

الكـاتب : حسين شبكشي
تاريخ الخبر: 12-10-2015

في خضم الحديث المتواصل عن الهجرة والمهاجرين واللجوء واللاجئين، يستشهد كثيرون بقصة نجاح معروفة لابن المهاجر السوري عبد الفتاح الجندلي، الذي غزا العالم باختراعاته وعبقريته، وبات الناس يستمتعون بإنجازاته ويعرفونه بالاسم كما يعرفون نجوم السينما ومطربي الغناء (البوب) وكبار لاعبي كرة القدم المشهورين. من منا لا يعرف ستيف غوبز؟ الذي اخترع «التفاحة» ومشتقاتها، وتوفي بالسرطان، بينما غيره اخترع معسل «التفاحتين» وأسهم بنشر السرطان بين الناس، كما تقول الطرفة المعروفة. ويبقى السؤال المهم هو: لماذا يتعلق المهاجرون بفكرة «الغرب» كمنقذ لهم مما هم فيه؟ الحقيقة أن فكرة وجود، والتعلق بـ«مخلص» يأتي ليحل كل المشكلات، مسألة باتت أشبه بالغريزة الطبيعية والفطرة العادية عند البشر، كما هو واضح، فهناك تعلق صريح بالفكرة في صلب المبادئ العقائدية في كثير من الأديان السماوية التي تروّج لفكرة رجل أسطوري يأتي يوما ما ليخلص البشرية من الشرور وينتصر للعدل ويهزم الظلم، وهي صورة عاطفية رومانسية مثالية تتعلق بها الروح وكذلك العقل والقلب، وتحولت مع مرور الوقت إلى «صورة» للترويج في ثقافة الطفل ليتم عرض سلسلة غير محدودة من الأبطال المنقذين الذين تتم الاستغاثة بهم للخلاص من الشرور والانتصار على الظلم، ورأيناها تتجسد بشكل درامي على الشاشات السينمائية بشكل مبهر وأخاذ، وتم ترسيخ الرجل السوبرمان، والرجل الوطواط، والرجل البرق، والرجل العنكبوت.. وغيرهم، بوصفهم نماذج ناجحة للرجل المنقذ. الغرب نجح في أن يروّج لنفسه على أنه ناصر الحق ونصير الضعفاء، فهو ملجأ للهاربين من الظلم والاستبداد والحروب والمجاعات، وهو الذي روّج لنفسه على أنه باني الحضارة حتى لو كان ذلك في بلاد استعمرها ونهب خيراتها وامتص دماءها، ولكن يبقى الملاذ الآمن و«المنقذ» لمواطنيها في الحروب المختلفة والمشكلات الملتهبة (التي قد تكون في كثير من الأحيان من صنيعة الغرب أو بتسهيل منه). يتعلق الناس بالمنقذ الغربي ليخلصهم مما أصابهم ومما وقع عليهم، وذلك في مشهد متناقض وغريب بامتياز شديد جدًا. ولكنه فن صناعة الصورة الذهنية وفن ترويج تلك الصورة. بقدر ما «يكره» كثيرون سياسات الغرب وأهدافه ومبادئه، بقدر ما يتعلق نفس الناس بفكرة أن الغرب هو «المخلص» لما هم فيه سواء بالعلم الذي يحصلون عليه منه، أو بالاستعانة المباشرة به، أو بالهجرة إليه. أهم ما نجح فيه الغرب في تحويل «دوره» العالمي إلى حالة ذهنية متكاملة، هو الاستغلال الحقيقي للفطرة الموجودة بشكل طبيعي ومتأصلة في العقلية القائمة في العالم الثالث أنه يبحث دائما عن «مخلص»، وقام الغرب بلعب هذا الدور بإتقان؛ سواء أكان بقصد أو بغير قصد. والأدلة المؤكدة لذلك حولنا.