أعلنت محكمة العدل الدولية أنها ستُصدر حكمها يوم الإثنين الموافق 5 مايو في الدعوى التي رفعها السودان ضد الإمارات، بتهمة التواطؤ في جرائم إبادة جماعية عبر دعمها لقوات الدعم السريع.

وجاءت هذه الدعوى في إطار الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، حيث اتهم السودان أبوظبي بتقديم دعم عسكري ولوجستي للميليشيات المتورطة في انتهاكات واسعة.

من جانبها، نفت أبوظبي هذه الاتهامات ووصفت القضية بأنها "مناورة سياسية" تهدف إلى تحويل الانتباه عن تداعيات الحرب الداخلية في السودان، التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والمشردين، بالإضافة إلى تفاقم أزمة المجاعة في مناطق متفرقة من البلاد.

ويطالب السودان المحكمة بإلزام أبوظبي بوقف الدعم المزعوم وتعويض ضحايا النزاع، إلا أن خبراء قانونيين يشككون في نجاح الدعوى بسبب إشكالات تتعلق بالاختصاص القضائي، خاصة بعد أن قدمت الإمارات تحفظًا على بند في اتفاقية منع الإبادة الجماعية يسمح بمقاضاة الدول أمام المحكمة.

وأمس الثلاثاء، قال أنور قرقاش مستشار رئيس الدولة، إن تقرير مجلس الأمن النهائي حول السودان يفضح انتهاكات الأطراف المتحاربة بحق المدنيين ويدحض مزاعم الجيش السوداني الباطلة ضد الإمارات، في حملة تضليل ممنهجة تهدف للتنصل من المسؤولية.

وجدد قرقاش دعوته لوقف الحرب فورا دون شروط، والانخراط الجاد في محادثات السلام، وتسهيل المساعدات الإنسانية، ودعم قيام حكومة مدنية مستقلة تحقق تطلعات الشعب السوداني.

من جانبه، قال السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في بيان رسمي للبعثة الدائمة لدى المنظمة في نيويورك، إن التقرير لم يتضمن أي استنتاجات أو دلائل تدعم الادعاءات الباطلة التي وجهتها القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات".

وأوضح أن التقرير تناول الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها طرفا النزاع في السودان بحق المدنيين، بما يشمل الغارات العشوائية والهجمات وجرائم العنف الجنسي واستخدام منع المساعدات كسلاح، دون أن يسجل أي اتهام أو إدانة لدولة الإمارات.

واعتبرت دولة الإمارات أن القوات المسلحة السودانية تحاول من خلال إطلاق اتهامات لا أساس لها تحويل انتباه المجتمع الدولي عن الفظائع التي ترتكبها في السودان، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.

وجددت دولة الإمارات دعوتها لجميع الأطراف السودانية، وفي مقدمتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى إنهاء الحرب الأهلية دون شروط مسبقة، والانخراط الجاد في مفاوضات سلام شاملة.

وفي ظل الجدل القانوني، تستمر التصعيدات الميدانية، حيث سجلت الأمم المتحدة مقتل المئات من المدنيين في ولاية شمال دارفور خلال الأسابيع الأخيرة، محذرة من تصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها العنف الجنسي.

يذكر أن الحرب الأهلية في السودان، التي تشهد مواجهات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تسببت في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفقًا لتقارير أممية، مع انتشار المجاعة في عدة مناطق، بما فيها مخيمات النازحين في دارفور وجنوب السودان.

اقرأ أيضاً:

قرقاش: تقرير مجلس الأمن "يدحض" ادعاءات الجيش السوداني الباطلة بحقنا

"نيويورك تايمز": أبوظبي تتستر بالعمل الإغاثي في السودان لتهريب الأسلحة والطائرات المسيرة

الكشف عن عشرات الرحلات من أبوظبي لنقل أسلحة لقوات "الدعم السريع" عبر تشاد

وكالة: الإمارات ممر رئيسي للذهب السوداني خلال فترة الحرب

هل يتجاوز لقاء رئيس الدولة بنظيره التشادي العلاقات الثنائية إلى محاولة لاحتواء تداعيات حرب السودان؟

تقرير: أبوظبي تستخدم مطاراً صومالياً لتهريب السلاح للدعم السريع في السودان