تستخدم أبوظبي أحد المطارات في الصومال بشكل يومي لتهريب السلاح لقوات الدعم السريع في السودان، وفق ما كشفته صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية في تقرير لها، اليوم الخميس.

ونقلت الصحيفة عن مصدر، لم تسمه، قوله إن أبوظبي تستخدم مطار بوصاصو يوميا لدعم قوات الدعم السريع، حيث تصل طائرات شحن كبيرة بانتظام لتحميل الأسلحة والذخائر، وأحيانا تصل إلى خمس شحنات كبيرة في المرة الواحدة.

وأضافت أن بيانات حركة المرور الجوي المتاحة للعامة تشير إلى أن أبوظبي تستخدم مطار بوساسو بشكل متزايد لتزويد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان.

في وقت سابق من هذا العام، رفعت الحكومة السودانية دعوى قضائية ضد أبوظبي لدى محكمة العدل الدولية، متهمةً إياها بارتكاب إبادة جماعية بسبب صلاتها بقوات الدعم السريع. وتنفي الإمارات دعمها العسكري لقوات الدعم السريع.

توسع عسكري

وأشارت الصحيفة إلى أن أبوظبي نشرت راداراً عسكرياً في منطقة بونتلاند الصومالية في وقت سابق من هذا العام للدفاع عن مطار بوصاصو ضد هجمات الحوثيين المحتملة من اليمن.

ونشرت الصحيفة صورة من الأقمار الصناعية التقطت في أوائل شهر مارس، قالت إنها لرادار إسرائيلي الصنع من نوع ELM-2084 3D النشط إلكترونيا الممسوح ضوئيا، وقد تم تركيبه بالقرب من المطار.

وقال مصدر إقليمي: "قامت الإمارات بتركيب الرادار بعد وقت قصير من فقدان قوات الدعم السريع السيطرة على معظم الخرطوم في أوائل مارس".

وبحسب المصدر، "ويهدف الرادار إلى اكتشاف التهديدات بالطائرات بدون طيار أو الصواريخ وتوفير الإنذار المبكر ضدها، وخاصة تلك التي قد يطلقها الحوثيون، والتي تستهدف بوساسو من الخارج."

أفاد مصدر إقليمي آخر أن الرادار نُشِر في المطار أواخر العام الماضي. ولم يتمكن موقع "ميدل إيست آي" من التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل.

وطلب موقع "ميدل إيست آي" التعليق من وزارة الخارجية الإماراتية، في حين رفض عبد الفتاح عبد النور، وزير الدولة في رئاسة بونتلاند، التعليق على القضية، وبدلاً من ذلك أرسل صورًا ساخرة تسخر من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

علاقات طويلة الأمد

وزعم مصدران صوماليان منفصلان أن رئيس بونتلاند سعيد عبد الله ديني لم يطلب موافقة الحكومة الفيدرالية الصومالية أو برلمان بونتلاند على هذا الترتيب. وبونتلاند هي دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع وتعتبر على نطاق واسع منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الصومال، بحسب الصحيفة.

ويُنظر إلى ديني على نطاق واسع على أنه متحالف بشكل وثيق مع الإمارات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المساعدات المالية التي يمكن أن تعزز طموحاته السياسية.

وقال مصدر صومالي مطلع بشكل مباشر على الأمر: "هذه صفقة سرية، وحتى أعلى مستويات حكومة بونتلاند، بما في ذلك مجلس الوزراء، لا علم لها بها".

وأشار المصدر أيضا إلى تقارير تفيد بأن جنودا كولومبيين تم نقلهم إلى مطار بوصاصو لإعادة نشرهم في السودان، على الرغم من أنه لم يتضح من الذي أصدر تأشيراتهم، حيث لم تشارك مقديشو في الترتيبات.

وترتبط الإمارات بعلاقات طويلة الأمد مع الحكومة الصومالية، حيث قدمت لها مساعدات مالية ودربت جنوداً صوماليين لمحاربة الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب لسنوات.

وأشار مصدر صومالي إلى أن تحالف ديني مع أبوظبي مدفوع جزئيًا برغبته في تأمين الدعم للانتخابات الرئاسية الصومالية.

وقال المصدر الذي تحدث دون الكشف عن هويته لتجنب أي تداعيات في المنطقة: "هناك انتخابات رئاسية في عام 2026، وسوف يحتاج إلى كل الدعم للفوز في التصويت الوطني".

وأشار سليم سعيد سليم، الخبير الإقليمي والمدير التنفيذي لمعهد سيدرا في بونتلاند، إلى أنه على الرغم من التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية، لم يعلق ديني ولا إدارته على وجود الرادار.

وقال سليم إن "هذا الصمت يشير إلى صحة هذه الادعاءات"، مضيفا أنه لم يتفاجأ بهذا التطور نظرا للعلاقات القديمة بين ديني والإمارات العربية المتحدة.

وأضاف أن مقديشو ربما اختارت عدم إثارة غضب الإمارات، واختارت بدلا من ذلك الصمت بشأن الأنشطة العسكرية الإماراتية في بونتلاند.

ولفت إلى أن "الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يعتمد على دعم الإمارات لمحاربة حركة الشباب والسعي إلى السلام في البلاد. من المنطقي أن تُعالَج هذه القضايا خلف الأبواب المغلقة".