استدعت بلجيكا سفير الإمارات في بروكسل بسبب تورط أبوظبي في حملة تشويه لربط ما لا يقل عن ألف شخص في أوروبا بجماعة الإخوان المسلمين، وفق ما أورد موقع "ميدل إيست آي" البريطاني اليوم الأحد.

وأشار تقرير نشرته يوم الجمعة عدة منصات وهيئات إعلامية، إلى أنه بين عامي 2017 و 2020، أنشأت Alp Services، وهي شركة استخبارات سويسرية خاصة، ملفات عن أشخاص من 18 دولة أوروبية و400 منظمة نيابة عن أجهزة الاستخبارات في أبوظبي.

واستند التقرير إلى 78 ألف وثيقة سرية حصلت عليها صحيفة ميديابارت الفرنسية على الإنترنت وتمت مشاركتها مع منظمة التعاون الاستقصائي الأوروبية (EIC).

وكان من بين الوثائق رسم بياني يحتوي على مئات الأسماء والأسهم المختلفة، في محاولة لربط الأفراد بالتطرف، وفقا للتقرير.

وكشفت شبكة "أر تي بي أف" البلجيكية، أنه تم استدعاء سفير أبوظبي في بروكسل يوم السبت، من قبل وزارة الخارجية البلجيكية.

وقالت الوزارة في بيان: "طلبنا تفسيرات وتوضيحات كاملة، ونأسف وندين التلميحات غير المبررة، كما هو الحال مع وزيرة البيئة زكية خطابي".

240 فرداً وكياناً في بلجيكا

وكانت الشركة السويسرية قد أدرجت 80 منظمة و 160 فردا من بلجيكا في القائمة. ومن بينهم زكية خطابي، الوزيرة الاتحادية للبيئة والاستدامة في البلاد.

وقالت خطابي لشبكة "لو سوار" الفرنسية، إنها تأمل ألا يكلف البحث الكثير لأن كل شيء خاطئ. وقالت إنها لا علاقة لها بجماعة الإخوان المسلمين "لا من قريب ولا من بعيد".

وأدان حزبها، إيكولو، الذي تم إدراجه أيضا، أبوظبي بشدة بسبب تورطها المزعوم.

وقالت "إن نهج الإمارات، من خلال هذه الشركة السويسرية، فاضح. إنه رمز للممارسات المعادية للديمقراطية لهذا النظام".

وأضافت أنه "من الواضح أن النتائج سخيفة وسخيفة لدرجة أنها لا تستحق التعليق أو الاهتمام".

وأكد بلجيكي آخر على القائمة، وهو أستاذ العلوم السياسية فؤاد غندول، أنه لا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين. ووفقا لصحيفة لوسوار، فقد تمت إضافته إلى القائمة بسبب عضويته في منظمة منحلة الآن تدعم الأصوات الإسلامية التقدمية.

وقال غندول "يبدو الأمر كما لو أنني وقعت في فيلم جيمس بوند... الجواسيس السويسريون والإمارات؟ يا لها من قصة".

وذكر التقرير أن أبوظبي قدمت مقابل كل فرد مبالغ تتراوح بين 20 ألفا و50 ألف يورو (22 ألفا إلى 55 ألف دولار)، وفقا لصحيفة لو سوار. وأضافت أن الإمارات دفعت ما لا يقل عن 22.000 مليون يورو للشركة السويسرية، ورئيسها ماريو بريرو.

وأطلقت هذه الشركة حملات إعلامية وعدلت صفحات ويكيبيديا وحاولت حث البنوك على إغلاق حسابات معينة.

وذكر التقرير أن أكثر من 200 شخص و 120 منظمة من فرنسا لديهم ملفات أنشأتها الشركة السويسرية. وكان من بينهم المرشح الرئاسي اليساري السابق بينوا هامون.

وقال لميديابارت: "منذ ترشحي للرئاسة، لا يمكنني نشر رسالة واحدة على شبكاتي الاجتماعية دون التعرض للهجوم بسبب الأوهام السخيفة واتهامات بالتواطؤ مع الإسلاموية".

ولم يرد المسؤولون الإماراتيون على طلبات للتعليق.

وقالت شركة Alp Services إن المعلومات تستند إلى "بيانات مسروقة"، وادعت أن خط الاستجواب من الشبكة يشير إلى أن الوثائق "مزورة جزئيا".

وفي مارس، ذكرت مجلة نيويوركر أن أبوظبي مولت حملة عبر الشركة السويسرية لتشويه سمعة منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية الخيرية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، وسعت إلى ربط المسؤولين مع المنظمة بجماعة الإخوان المسلمين والمتطرفين العنيفين.

ووفقا للتقرير، حاولت الشركو ربط حشمت خليفة، وهو عضو سابق في مجلس أمناء الجمعية الخيرية، بالإرهاب، بعد عمله مع منظمة إنسانية مصرية في البوسنة خلال تسعينيات القرن العشرين.

وفي عام 2014، وضعت أبوظبي المنظمة على قائمة الإرهاب التي ضمت 86 جماعة أخرى، بينها العديد من المنظمات الإسلامية البارزة.