تتواصل الأصوات الرافضة لتعيين الدكتور سلطان أحمد الجابر، رئيساً لمحادثات المناخ العالمية "كوب 28" Cop28، التي ستنعقد في نوفمبر القادم بدبي، بسبب شَغله منصب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي (أدنوك)، والتي يرى نشطاء المناخ أنها أحد أسباب تلوث البيئة على مستوى العالم.

وفي 12 يناير الجاري، كلّف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص للدولة للتغير المناخي رئيساً معيَّناً للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.

وجاء التكليف -الذي أثار انتقادات نشطاء المناخ-  من رئيس الدولة بعد قرار صادر من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة.

واليوم الخميس، اعتبرت ناشطة المناخ السويدية الشابة غريتا تونبرغ أنه من "السخف تماما" أن يترأس سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لأدنوك الجولة القادمة من محادثات المناخ العالمية في دبي في نوفمبر.

وتشارك الناشطة السويدية في حدث نظم على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، مع ناشطات أخريات مدافعات عن المناخ والمدير العام لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول.

من جانبها وصفت لويزا نيوباور، الناشطة الألمانية في مجال المناخ، هذه الخطوة بأنها "سخيفة"، لكنها ليست تطورا جديدا، حيث توافد أعضاء جماعات الضغط على اجتماع "كوب" الأخير في مصر.

وقالت "هيلينا جوالينجا"، من مجتمع السكان الأصليين في غابات الأمازون المطيرة في الإكوادور، إن تحرك الإمارات يرسل رسالة مفادها أن قضية المناخ لم يتم أخذها على محمل الجد.

وأضافت جوالينجا: "أعتقد أنه يبعث برسالة مفادها: إلى أين نتجه الآن؛ إذا كنا نضع رؤساء شركات الوقود الأحفوري لقيادة مفاوضات المناخ".

والأسبوع الماضي، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه يتعين على الجابر التخلي عن دوره في الوقود الأحفوري لتولي رئاسة Cop28. وأشارت إلى أن الدول المنتجة للنفط والغاز _ومن بينها الإمارات_ كانت من بين الحواجز التي تمنع لغة أقوى بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ما يعرض أهداف المناخ للخطر.

وسلطان الجابر هو مبعوث الإمارات المناخي، ورئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، ثاني عشر أكبر شركة نفط في العالم من حيث الإنتاج، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الدولة، ورئيس شركة مصدر التي تركز على الطاقة المتجددة.

وأضافت الغارديان "ستكون قمة المناخ COP28 للأمم المتحدة، التي ستنعقد في 30 نوفمبر في دبي، مؤتمرا حاسما، لتحديد ما إذا كان العالم يمكن أن يسير على المسار الصحيح لمعالجة أزمة المناخ. هذا العام، يجب على الدول إجراء "تقييم عالمي" لتقييم الوضع الحالي للعمل المناخي والتقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاقية باريس لعام 2015 ".

وتابعت "بينما قدمت بعض البلدان خططا وطنية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تتماشى مع الطموح في اتفاقية باريس للحد من التسخين العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فقد فشل العديد من أكبر البواعث في العالم في القيام بذلك، مما يعرض للخطر أهداف المناخ".

ولفتت إلى أن أحد أدوار رئاسة "كوب" هو محاسبة مثل هذه الحكومات المتمردة، لكن العديد من المراقبين يخشون من أن الإمارات، بصفتها منتجًا رئيسيًا للنفط ولها علاقات وثيقة مع منتجين آخرين مثل السعودية، ستتردد في توليه.

وفي نوفمبر الماضي، قرر مجلس إدارة أدنوك طرح هدفه المتمثل في توسيع إنتاجها النفطي إلى خمسة ملايين برميل يوميا حتى عام 2027 من عام 2030 لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

ورداً على تعليقات النشطاء، أصر متحدث باسم Cop28 على أن الجابر - الذي أسس شركة الطاقة المتجددة مصدر في عام 2006 - "مؤهل بشكل فريد لتقديم Cop28 ناجحًا".

وقال المتحدث باسم Cop28: "الدكتور سلطان خبير في الطاقة ومؤسس إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، وكبير رجال الأعمال، ووزير في الحكومة، ودبلوماسي المناخ مع أكثر من 20 عامًا من الخبرة في اتخاذ الإجراءات المناخية."

وطالبت الناشطة السويدية تونبرج أيضًا رؤساء الوقود الأحفوري بالتوقف فورًا عن فتح أي مواقع جديدة لاستخراج الوقود الأحفوري.

وفي عام 2021، قالت وكالة الطاقة الدولية إن استغلال وتطوير حقول النفط والغاز الجديدة يجب أن يتوقف في ذلك العام، إذا أراد العالم تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

وقال رئيس الوكالة بيرول اليوم الخميس إنه "سعيد للغاية" لأن النشطاء يدفعون بأجندة المناخ إلى الأمام.