أحدث الأخبار
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد

عدوان 2008.. ذكرى لا تموت!

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 30-12-2019

ليس غريباً أن تسمع صوت القصف ولا قصص الموت والأسر في بلد محتل، وليس عادياً أيضاً، فلا يكاد يخلو منزل أو حي صغير من شهيد أو أسير أو جريح أو كوكبة من الشهداء وأعداد من الأسرى والجرحى، على الأقل هذا ما وجدته وعاينته في أحياء وأزقّة قطاع غزة.
وعندما كان يحدثنا الأستاذ في المدرسة عن المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال في الماضي، لحظة احتلال فلسطين، وقتله العشرات والمئات في ساعات، لم نكن نتصور ببراءة الطفل أن هذا من الممكن أن يتكرر في حياتنا ونعاينه بأنفسنا.
ويوماً عندما خرجت من باب المدرسة عائداً إلى المنزل، ظننت القيامة قد قامت، في لحظات انقلبت الأوضاع رأساً على عقب وكأنه زلزال، الناس في الشوارع يركضون وأصوات الانفجارات تأتي من كل حدب وصوب، أسراب الطائرات تهاجم قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.
في دقائق معدودة قُتل المئات، وكانت في حينها أكبر المجازر التي شهدتها وعايشتها، لم يكد يخلو شارع في القطاع يومها من بيت لشهيد أو أكثر، تحول القطاع إلى «بيت عزاء كبير».
كان كل شيء مستهدفاً، وكم كان صعباً أن تشعر بأنك مستهدف في منزلك الذي قد يتحول إلى قبر لك وتضيع أشلاؤك بين الركام، كما حصل مع كثيرين في القطاع المحاصر، لا أريد أن أصف كيف يمكن لإنسان أن ينام ليلته وسط كل هذه التهديدات والتخوفات!
حدث هذا أواخر أيام عام 2008 وبداية عام 2009، أي بينما كان العالم يحتفل كانت غزة تتعرض للموت والعدوان، لقد كان شعور الخذلان صعباً مثل شعور الفقد، تخيل أن السماء في الدول الأخرى تضيء بأصوات المفرقعات والألعاب النارية، وأنت لا تستطيع النوم من شدة أصوات القصف.
لقد كان صعباً أن ترى الموت، وأيضاً كان صعباً أن تتخيله كل لحظة، فقد كان للقصف وميض يسبق صوته، فكلما رأينا الوميض والوهج المرافق للانفجار ظننا أن القصف وصلنا وتشهّدنا، هكذا لأيام وليالٍ طويلة.
يحدث هذا معنا في وطننا، ولا ذنب لنا إلا أن بلدنا محتل فيها محتلون لا يقبلون لنا أن نعيش بأمان وحرية، ثم يأتي بعد ذلك من يستصغر ذلك أو يستحقر الفلسطينيين ويتهمهم بأشنع التهم ويسيء إليهم.
ليس سهلاً أن نذكر الحرب أو نستذكر فصولها، لكن الأصعب أن ننسى ما حُفر في الذاكرة، ذاكرة العدوان التي لا تموت، فالاحتلال ما زال موجوداً وعدوانه لم ينتهِ، فكم فقدنا؟ وكم تألمنا؟ وكم حبسنا في الصدر واحتبسنا؟ مرة أخرى ليس سهلاً أن نتحدث عن ذلك ونستعيد تفاصيله، لكن من حق الشهداء علينا، ومن حق الأرض، وكل من بذل دماً وجهداً، وأعطى في ذلك الطريق أن نبقي قضيته حاضرة، حتى لا تضل الأجيال أو تُضلل، وحتى لا تُزيّف الحقيقة، وحتى يبقى الدم شاهداً على عار كل من اصطف إلى جانب المجرمين.