أحدث الأخبار
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد

الوجوه التي توارت!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-10-2019

الوجوه التي توارت! - البيان

في واحدة من رواياته، وأحسبها «صخرة طانيوس»، يذكر أمين معلوف أنه (ما من قرية أو مدينة تخلو من مجنون أو رجل دين، ورجل الدين هذا قد يكون شيخ المسجد، أو خوري الكنيسة) فأما المجنون فغالباً ما يجهل الناس متى أو كيف عثروا عليه هكذا، وكأنهم ورثوه مع تاريخهم وسائر معالم بلدتهم، وفي طفولتنا اعتدنا وجود شخص كهذا، كنا نختلق حوله قصصاً غامضة ونركض خلفه نقذفه ببعض الكلمات الجارحة، وبما يقع في أيدينا!

في الحي الذي شهد طفولتي كان هناك أكثر من مختل، لا نعلم أهلهم ولا أين يسكنون، نتخيل أنهم ينامون في الأزقة أو داخل المسجد، وحين كبرنا أخذتنا الظروف من أيدينا وتنقلت بنا من حي لحي آخر، بالتدريج اختفى أولئك الأشخاص، لم يسأل عنهم أحد، ولم يفتقدهم أحد، لكن مع انسحابهم من مشهد الحياة اليومية للأحياء الجديدة اختفت الكثير من ملامح الحياة التي اعتدناها، وأصبح الناس يهمهمون بالشكوى!

أصبحت الأحياء أجمل لكن خفتت العلاقات الحميمة بين قاطنيها، وتوارى الجيران الطيبون الذين يزورونك كل يوم حاملين معهم أشياء عادةً ما تبهج الصغار، اختفى الصغار الذين يلعبون في فضاء الحي من دون خوف، وأصبحت المناسبات الجميلة مجرد احتفالات شكلية، أما العجائز الذين كنّا نصادفهم يسيرون بهدوء يزورون هذا ويتحدثون مع ذاك فلم نعد نصادفهم، كما اختفت الشخصيات الغامضة من الحكايات؛ لأن الأمهات توقفن عن القصّ ورحلت الجدّات، وأصبح كل هذا في حكم الماضي!

اكتشفنا لاحقاً أن أولئك المجانين كانوا أناساً طبيعيين وطيبين جداً، أصيبوا بصدمات أو أمراض أو مواقف لم تحتملها شفافية نفوسهم فانكسروا تحت ثقل تلك المواقف، كما اكتشفنا أن هؤلاء قد ازدادوا ولم ينقصوا أبداً لأن الصدمات أصبحت أكثر، وأنهم صاروا يحتجزون في مشافٍ خاصة، كما يحتجز العجائز في دور المسنين!

هؤلاء الذين تواروا كانوا يمنحون الحي بركته وحيويته وهويته، وروحه اللطيفة.