أحدث الأخبار
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد

العورة الفكرية والأخلاقية

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 09-05-2019

سحر ناصر:العورة الفكرية والأخلاقية- مقالات العرب القطرية

ما الآداب العامة؟ قد يختلف التفسير بحسب المكان والدولة والمجتمع الذي يعيش فيه المرء، والثقافة المحيطة بنا، والتشريعات حول هذا الأمر. فالآداب والسلوكيات التي تُعتبر مألوفة في بلد ما ومقبولة في مجتمع معيّن، تُعدّ غير مقبولة في مجتمع آخر. اللباس القصير مثلاً قد ينافي هذه الآداب في مجتمع محافظ أو متزمت، وقد يكون ظاهرة طبيعية في مجتمعات منفتحة يُعتبر فيها لباس المرء حرية شخصية وحقاً قانونياً. بين هذا المجتمع وذاك، يبقى هناك حدّ أدنى من هذه الآداب والسلوكيات، كعدم ممارسة الفواحش في الأماكن العامة، وعدم الخروج «ملط»، وغيرها من الممارسات كحالات السُّكْر على الطرقات.

باعتقادي هذا أمر مفروغٌ منه، تعارضه كل المجتمعات والأذواق العامة في أغلبها. ولكن ما يستفزني حقيقة -وربما يستفزكم جميعاً- هو السلوكيات التي يعتبرها البعض طبيعية وهي تنافي الآداب العامة والأخلاقيات في مجتمعات يتباهى المنتمون إليها بأنهم من «خير أمة أُخرجت للناس»، كالسائق الذي يتسبب بحوادث على الطرقات لأنه يشعر بالحرّ وصائم عن الطعام والشراب، فإذا به ينتقم من جميع من حوله فقط لأنه جائع، وكتلك المرأة المحجّبة الملتزمة سلوكياً التي تأتي بأولادها الصغار جميعاً يعيثون صراخاً وفوضى في العيادات المخصصة للمرضى البالغين، وإذا بالأطفال يلتصقون بالجراثيم أرضاً وعلى الزجاج ويلعبون بالأدوات التي قد تكون ملوثة، وهي تشاهد المسلسلات وتتحدث مع صديقاتها عبر البحار من الهاتف الجوال، فيما ابنها يلعق الأرض وما عليها. أو تلك الفتاة التي تُجبر السائق على التوقف في مكان غير مخصص لذلك وتختال بكعبها العالي وسط النهار، فتتسبب بزحمة خانقة ربما بداخلها مريض يحاول أهله الوصول به إلى المشفى، وهي غير مبالية لأنها تحسب نفسها «باريس هيلتون»!

ناهيك عن الذين يعدونك بمواعيد عرقوب؛ حيث يحلفون بالله إنهم تأخروا عن المجيء بساعتين بسبب صلاة الظهر. وعندك مثال آخر من الجار الذي يفتخر بعدد أطفاله ويبتسم ممازحاً إياك عندما يهجم أطفاله عليك يريدون فتح الأكياس التي تحملها وتسألك تلك الطفلة التي لم تتجاوز أربع سنوات: «هذا أكل.. معك أكل»؟! وطفله الآخر في الحفاض يلهو بين المصعد والأدراج ورائحته تهف في الممرات.

سلوكيات عجيبة نشهدها في مجتمعاتنا من غرور وعدم التعاطف مع الآخرين والفوضى في التربية وأخلاق الذوق العام والآداب العامة، ورغم ذلك التباهي بالالتزام الشكلي من حيث طول اللحى وقصر الثوب وغيرها من المظاهر الشكلية التي باتت مملة والتي لا نستطيع حتى مناقشتها، والتي نُعتبر من الخوارج في مجتمعاتنا إذا تحدثنا عنها، أو نُعتبر من المتخلفين إذا انتقدناها، كتلك التي لا تتحدث مع أبنائها إلا اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وعندما نحاول الحديث مع الطفل بالعربية تراه ينظر إليك كأنك كائن فضائي لا يعرف كيف يُجيبك، ويبدأ بالنظر إلى والدته وكأنه يؤنّبها لأن صديقاتها يتحدثون معه العربية.. فهذه قلة أدب!

لماذا تكثر هذه الظواهر؟ ولماذا لا نستطيع مناقشتها جهراً والإشارة بالبنان إليها؟ لأننا نربط الآداب بستر العورات الجسدية فقط.. بينما تبقى العورة الفكرية والأخلاقية جلية للعيان في سلوكياتنا اليومية.