أحدث الأخبار
  • 07:29 . صحيفة بريطانية: واشنطن تفرض عقوبات على الكولومبيين المتورطين في حرب السودان وتتحاشى أبوظبي... المزيد
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد

بريد الليل.. لن يصل أبداً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-03-2019

بريد الليل.. لن يصل أبداً! - البيان

مواطنو بلدان الهجرة والقهر الفاقع لا تجمعهم سوى الغربة والرسائل، ولأنه لا عناوين بعد أن دمرت الحروب المدن والأحياء والأزقة والقرى، فإن الرسائل تأخذ مسارات غريبة على أمل أن يتمكن ساعي بريد ما ذات يوم من إيصال الرسائل إلى أصحابها، وإن بدا ذلك أملاً بعيد التحقق.. لماذا؟ لأن بلدان الشك لا تمنحك يقين النجاة: أنت إلى التشرد والتهجير، ورسائلك إلى الليل والضياع.

في النهاية لا شيء يصل، لا المهاجر يعود، ولا الأوطان ترجع، ولا الرسائل تجد عناوينها، ولا ساعي البريد يعثر على بصمات أقدام سعاة آخرين سبقوه، لذلك يموت على قهر، كما كل شيء في هذه البلدان المستعرة بالخيبات!

وضعت هدى بركات في «بريد الليل» بضع رسائل كتبتها بلغة شديدة الحساسية، لتعبر عن حالات وجدانية لنساء ورجال طوحت بهم الأيام في المنافي، يكتبون رسائلهم ليعترفوا بكل ما يمزقهم من شوق وحنين ويأس وغضب وندم وتمرد؛ علّهم يصيرون بعد هذه الاعترافات شخوصاً وديعة في شوارع الغربة!

وبعيداً عن شجن الرسائل، فلا وجود لرواية بالشكل التقليدي المتعارف عليه، فالقارئ لا يجد شخوصاً بأسمائهم سوى كتاب رسائل مجهولين، كما لن يعثر على أحداث تتصاعد وتتعقد في نقطة معينة، لا زمن ولا مكان للرواية سوى الهواجس والفضاءات العامة لبلدان المهجر، يمكن اعتبار ساعي البريد الذي لا طريق يسلكه، بطلاً تكتب الحروب نهايته، كما أن الرسائل بطل آخر يحرك الحكايات ويمنحها موسيقى جنائزية واضحة!

نحن مع هدى بركات أمام أشخاص مجهولين يكتبون رسائل لن تصل لمن أرسلت إليهم، رسائل لن تقرأها الأم أو الأب أو الأخ أو الحبيب، ولكن سيقرأها الكتاب الغرباء أنفسهم، إنها المراوحة في ليل بلا نهاية!

بريد الليل، تفكيك لنص مغلق على القهر والدمار عنوانه «الشرق الأوسط المأزوم».

إنها محاولة لعبور الليل بضوء الكلمات.. علَّ قبساً منها يضيء الطريق لتبلغ الغربة نهايتها!