أحدث الأخبار
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد

غضبٌ على «الأغيار»!

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد الباهلي

كما حدث لكثير من الكتاب والمفكرين الذين انتقدوا سياسة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ومخاطر ما تقترفه
 الحركة
 الصهيونية في المنطقة العربية، وبينوا أساطيرها ومخططاتها الاستعمارية، حدث ذلك للأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا)، الدكتورة ريما خلف. فقد نشرت «الأسكوا» تقريراً تحت عنوان «التكامل العربي سبيلا لنهضة إنسانية»، جاء فيه أن إسرائيل تطبق سياسة التطهير العرقي والديني، مثل أنظمة الحكم الأشد ظلامية في القرن العشرين، وأنها مسؤولة عن بعض الانقسامات في العالم العربي وعن تأخره في كثير من المجالات. وحسب التقرير فإنه رغم تعدد أشكال الاستباحة الخارجية للحقوق العربية، يبقى أسوؤها هو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وأراضي سورية ولبنانية. كما أن أضرار سياسات إسرائيل لا تتوقف عند احتلال الأرض العربية، بل أن الممارسات العدوانية الإسرائيلية، من دعم للفتنة في البلدان العربية سعياً لإقامة دول الطوائف فيها، إلى برنامج نووي يبقى خارج كل رقابة دولية، باتت مصدر خطر دائم على أمن المنطقة بأسرها. ولم يفت التقرير التأكيد على أن أشد هذه السياسات خطراً هو إصرار إسرائيل على اعتبارها دولة لليهود فقط، وهو إحياء لمفهوم النقاء العرقي والديني الذي جلب على الإنسانية أفظع ويلات القرن العشرين.
إسرائيل اعتبرت أن هذا التقرير معادي للسامية وأن ريما خلف مناهضة لليهود، وطالبت أمين عام الأمم المتحدة «بان كي مون» بإيقاف ريما خلف عن عملها، لكن «مون» رفض هذا الابتزاز الإسرائيلي وأصر على بقاء خلف في عملها بالمنظمة، لأن هذا تقريرها مبني على حقائق ووثائق وتقارير أممية.

هذا نموذج آخر لسلوك إسرائيل حيال أي فكر مستقل وحر يفضح سياستها ويبين حقيقتها للعالم وخطورة أهدافها. لكن لو توقفنا قليلا عندما يكتب في إسرائيل عن العرب والمسلمين لوجدنا كماً هائلا من الكذب والتلفيق والتشويه والتحريض. وقد قالها الكاتب الإسرائيلي «جدعون ليفي» صراحة في مقاله «فساد إسرائيل الأكبر هو الاحتلال» («هآرتسس»/ 3-4-2014)، موضحاً بالنص: «إن فساد إسرائيل الأكبر ليس في المال ولا في خزانة شموئيل دخنر بل في الاحتلال كأكبر فساد. إنه مملكة العفن والجريمة المنظمة التي لا يحاكم عنها أحد».

لقد أصبح لدى الكثير من أصحاب الفكر قناعة راسخة بأن الصهيونية دائماً ما تتصدى لمن يكشف قبحها، لأن العقل الصهيوني بطبيعته يخاف أن يتعرف الناس على أهدافه السرية وسياسته الاستعمارية وتوجهاته المسمومة، لذلك نجد أن إسرائيل لا تتعامل مع الفكر المضاد بالرد العلمي المكتوب والمسنود بحقائق تؤيد ما يدعيه، لأنها تدرك أن ما يُقال عنها هو عين الحقيقة وأنها عاجزة عن الرد عليه بالأسانيد العلمية، فلا يكون أمامها غير طريق الابتزاز والعنف والإرهاب، فتلجأ إلى محاصرة ذلك العمل وتعمل على خنقه، وقد يصل الأمر إلى مطاردة صاحب الفكر، ودائماً ما تنتهي مثل هذه المطاردة إلى موقف انتقامي يقودها إلى اغتيال أصحابه، كما حدث لقائمة طويلة من المفكرين. وإسرائيل إنما تفعل ذلك انطلاقاً من نظريتها القائمة على أساس التخويف النفسي والسياسي والعسكري، أما شعارها الأثير فيقول: «صب غضبك على الأغيار».