أفاد خبير عسكري إسرائيلي أن عملية
القدس شكلت كابوسا مقلقا لأجهزة الأمن الإسرائيلية لم تكن تتمناه، والآن تقف هذه الأجهزة أمام لحظة امتحان قاسية، في ظل المخاطر التي تكتنف أي إجراءات إسرائيلية في الحرم القدسي قد تؤدي إلى اشتعال الموقف في
الضفة الغربية وداخل البلدات العربية في
إسرائيل.
وأضاف الخبير العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل أن ما يمنح عملية القدس خطورة أكثر أنها وقعت في أكثر الأماكن حساسية داخل إسرائيل، والمكان المقدس للمسلمين واليهود.
أما الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي فقد قال إن عملية القدس تطرح العديد من التساؤلات والمخاوف، مما يتطلب من دوائر صنع القرار في إسرائيل العمل بسرعة لاحتواء أي تدهور في الموقف الميداني يؤدي إلى اشتعال المناطق الفلسطينية، لأن الحدث يخص القدس دون غيرها من المدن.
وأضاف أن عملية القدس تستوجب من إسرائيل التفكير بهدوء وروية، كي لا تمتد تبعاتها لتطورات غير مرغوبة، مطالبا بسرعة التحقيق الأمني لمعرفة هل دخل منفذو العملية الحرم القدسي بأسلحتهم، أم حصلوا عليها من أماكن مخبأة داخله.
اختراق أمني
وحذّر بن يشاي من إعادة أحداث تاريخية سابقة حين أقدم يهودي أسترالي على محاولة إحراق المسجد الأقصى، فاندلعت مظاهرات عاصفة في العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف أن العملية التي جرت في الحرم القدسي تنتمي لظاهرة التنظيمات المحلية، لكنها تتطلب معرفة من زود أفرادها بالسلاح والمال، وأين تدربوا ميدانيا، وكيف تجاوزوا الإجراءات الأمنية في الحرم التي ينتشر فيها مئات من أفراد الشرطة، وهو ما يكشف وجود ثغرة أمنية تستوجب معالجتها، محذرا من تكرار مثل هذه العمليات في مرات قادمة.
من جانبه ذكر آفي يسخاروف الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بموقع ويللا الإخباري أن عملية القدس كفيلة بإشعال الشرق الأوسط بأسره، رغم صعوبة معرفة التنظيم الذي ينتمي إليه منفذوها، لكنهم اختاروا المكان والزمان الأكثر خطورة وحساسية لإسرائيل.
وأضاف أن نقطة القوة التي انطلق منها منفذو العملية أنهم حاصلون على الجنسية الإسرائيلية، ويستطيعون وصول الحرم القدسي بكل سهولة، لأنهم لن يضطروا للوقوف أمام أي حاجز إسرائيلي، إضافة إلى انتشار السلاح بكثرة في الوسط العربي داخل إسرائيل.
