أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

التعامل العربي الغريب مع الأحداث

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 06-10-2016

حاولت بكل ما أستطيع من قوة، وباستعمال كل حيل المنطق، أن أفهم ردود الفعل العربية تجاه حدثين واجهتهما الأمة العربية خلال الأسبوعين الماضيين. لكنني لم أستطع الوصول إلى فهم موضوعي متسامح ومقنع.
الحدث الأول هو إقدام البعض من مسؤولي هذه الأمة على محاولة استلال الشعرة، التي مثُلها مجرم الحرب شمعون بيريز، من العجينة، التي يمثلها الكيان الاستعماري الهمجي الصهيوني.
فهل حقاً أن تلك الشعرة لم تكن منصهرة وذائبة ومتفاعلة ومتباهية مع العجينة الصهيونية المعجونة بدماء ودموع وأحزان الملايين من عرب فلسطين ومصر وسوريا والأردن ولبنان، بل وكل العرب؟
هل حقاً أن تلك الشعرة ليست جزءاً من مذاق تلك العجينة التي سممت الحياة العربية وأضعفت كل جزء من الجسم العربي طوال السبعين سنة الماضية؟
شمعون بيريز، تلك الشعرة السامة، أليس هو الذي بدأ حياته السياسية عضواً في منظمة «الهاغانا» الإرهابية التي استباحت قرى فلسطين وهجرت بالرعب وسفك الدماء ساكنيها؟ ألم يتنقل ذلك الصهيوني بين أعلى مناصب كيانه ويشرف على حروبه العدوانية المتكررة ضد العديد من أقطار أمة العرب، ويدير عمليات القتل والإبادة في قانا وصبرا وشاتيلا؟ ألم يسهم في خيانة ما اتفق عليه في اتفاقية أوسلو المشؤومة ويكون أحد داعمي بناء المستوطنات وسرقة ما تبقى من أرض لسكان فلسطين؟ وحتى عندما حاول خداع العالم باقتراح خطة مستقبل لما سمي «بالشرق الأوسط الجديد»، لم يستطع إخفاء تعاليه وعنصريته وثعلبية الصهيونية، فاقترح تصوره اللئيم بأن يكون المستقبل مزجاً بين «العبقرية» اليهودية في العلم والتكنولوجيا والاقتصاد وبين المال العربي.
إذاً، وعلى ضوء ذلك وأكثر من ذلك، مما لا يسمح المجال لسرده، هل حقاً أن هناك شعرة يمكن أن تستل من ذلك العجين المليء بالقيح والأوبئة؟
فيا حسرتاه على الرجولة والشهامة والعدالة واحترام النفس وفهم التاريخ، ويا حسرتاه على ما فرطنا فيه من قيم الحقوق والكرامة والنأي بالنفس عن المذلُة والتعاطف مع الإخوة الضحايا.
الحدث الثاني هو تمثيلية الكونغرس الأمريكي، وقد تكون بالتعاون مع البيت الأبيض، والتي تأخرت خمس عشرة سنة لتعرض على المسرح، وذلك بشأن مقاضاة القطر العربي السعودي من قبل ضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر من سنة 2011 الأثيمة.
لا نريد أن نشير إلى علامات التعجب ومشاعر الشكوك التي تنتاب الكثيرين من الرفض الأمريكي التام لمراجعة تفاصيل الحدث ونواقص التقرير الرسمي بشأن الكثير منها، وذلك بالرغم من عشرات الفيديوهات والتقارير والمناقشات التي صدرت أو عقدت في أمريكا نفسها، ومن قبل أمريكيين ذوي ضمائر حيًة وحاملي قيم أخلاقية رفيعة.
ذاك موضوع ليس مجاله هنا. ما مجاله هنا هو الحديث عن فاجعة ظاهرة «جزاء سنمار» في علاقات دولنا، مع «الحليف» الأمريكي على مختلف المستويات وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
هل نذكٌر أنفسنا بالتساهل مع محاصرة شعب العراق، ثم احتلال دولته ليصبح العراق العربي، الموغل في التاريخ العروبي والمحارب في خندق كل قضية قومية عربية، ليصبح ألعوبة في يد إيران وأمريكا والطائفيين والفاسدين، وليسقط في النهاية جثة عاجزة أمام القاعدة و»داعش»؟
هل نذكر أنفسنا بالدور الملتبس في دعم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في سوريا، والرغبة في تدمير سوريا نظاماً والتزاماً قومياً؟
هل نذكُر أنفسنا بالاستثمارات الخليجية الهائلة في صالح الاقتصاد الأمريكي والإصرار على بقاء الدولار الأمريكي كعملة مهيمنة في الأسواق النفطية والمالية الدولية؟
ولكن أمريكا تناست كل ذلك، وها هي تمارس رذيلة «جزاء سنمار» كما فعلته في عشرات الساحات الدولية الأخرى.
والسؤال: هل سنظل نمارس الأخطاء والخطايا والبلادات والمماحكات، والشك في أنفسنا وإخوتنا في العروبة والإسلام، واعتمادنا على قوى الخارج؟ أم سنعيد النظر، حكومات ومجتمعات، في استراتيجياتنا التعاضدية والوحدوية القومية، ونبتعد عن وهم الخلاص الفردي لهذا القطر أو ذاك، ونقتنع نهائياً بأن درب العروبة ودروب الوحدة والتنمية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية وحقوق الإنسان والتجديد الحضاري، ليسير في أرجائها كل قطر، ولتسير في أرجائها الأمة جمعاء، هي المخرج الوحيد للخروج من هذا الظلام الحضاري والوجودي الدامس الذي كان الحدثان السابقان جزءاً منه ومثالاً على السقوط السياسي المذهل الذي نعيشه جميعاً ومن دون استثناء؟ تلك أسئلة الساعة، فما عاد بالإمكان ممارسة تمثيلية المجاملة.