أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

ردود أفعال العقل العربي

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 21-05-2016


من المشاكل الحقيقية لدى العقل العربي المعاصر أنه يمارس انتقاد الآخرين، وهو غير مدرك لما يقوم بانتقاده، خاصة عندما يتم انتقاد الغرب، في حين أن الغرب يجري دراسات دقيقة لتفاصيل حياة العرب ومكونات مجتمعاتهم ودولهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. العرب في تاريخهم الطويل لم يحدث أن واجهوا تحدياً يمكن مقارنته من حيث الخطورة والضخامة بذلك المتمثل في مواجهتهم للعالم الغربي الحديث، فلأول مرة يتم وضعهم في موقع الدفاع عن النفس بطريقة صارخة ليس من الناحية العسكرية، ولكن من الناحية الثقافية، فما أن دشن الغرب اتصاله بالعالم العربي حتى بدأ في دراسة تاريخ العرب وديانتهم الإسلامية، وأدبياتهم والمظاهر والتجليات الأخرى للثقافة العربية.

منذ وقت طويل عرف المستشرقون الغربيون الكثير من تلك المواضيع أكثر من الدارسين العرب أنفسهم، بحيث إنه إذا أراد الدارسون العرب إجراء دراسات علمية جادة لتاريخهم وأدبياتهم وثقافتهم، فلابد لهم من الرجوع إلى الدراسات والكتب التي وضعها الغربيون. وفي هذا السياق العرب منذ اتصالهم بالغرب يعترفون دون حساسية بتفوق الغرب التكنولوجي، فمثل هذه الحقيقة لايمكن حجبها. وبعد كل شيء الغرب ومنذ عصر النهضة الأوروبي أصبح متخصصاً في التنمية والتقدم التكنولوجي. لذلك فإن لسان حال العرب يقول: «دعونا نستخدم مخترعاتهم، وآلاتهم وأدواتهم ووسائلهم التكنولوجية ونرفض ثقافتهم ووسائل عيشهم الاجتماعية»، الأمر الذي يولد إشكالية وصعوبة.

وتعود هذه الصعوبة إلى أنه لايوجد عجب في أن بعض الدارسين العرب المحدثين الذين برزت شكوكهم الوطنية والقومية يتهمون المستشرقين الغربيين بأنهم كانوا جميعاً يعملون لمصلحة المؤسسات الأمنية والاستخبارات الخارجية ووزارات خارجية حكوماتهم، وبالتالي فإنهم قاموا بتعمد بتزييف وتشويه التاريخ والثقافة العربية. ويقابل ذلك أن الدارسين العرب المحايدين علمياً لجأوا إلى الدراسات الغربية للتاريخ والثقافة والأدب العربي وتعلموا منها. إن واحداً من أقل الأمور استساغة لدى الإنسان العربي في عقله الباطن، والذي يتوجب على جميع العرب معرفته وفهمه هو أنه مع نهاية العصور الوسطى غطس العرب في سبات عميق بحيث تجمدوا وبقوا في حالة من الجمود الثقافي والفكري والعلمي إلى أن تم إيقاظهم من ذلك، وهنا لا يوجد شك في أن الكتاب والمؤرخين والباحثين والنقاد الاجتماعيين العرب استوعبوا جيداً فكرة الجمود التي تعيشها مجتمعاتهم، ولذلك أصبحوا أكثر انتقاداً للأوضاع القائمة فيها بشكل يفوق ما قام به المستشرقون الغربيون عند انتقادهم للأوضاع العربية.


إن التساؤلات الموجودة أمام العقل العربي لازالت مفتوحة، لكن المسألة الأهم من بين التساؤلات الثقافية والفكرية والاجتماعية والعلمية هي المسألة السياسية التي تتكون بدورها من مجموعة من التساؤلات المتداخلة: فهل على العقل العربي تسهيل وتشجيع تبني نظام سياسي جديد شبيه بالنظم الغربية؟

خاتمة القول هي أنني طرحت تساؤلاً في مقالة سابقة حول النقد والهجاء لدى العرب مفاده: هل نحن كعرب لانزال غير متعلمين بشكل واسع وضعفاء اقتصادياً، ومتخلفين تكنولوجيا؟ وبرغم ما تبدو عليه الإجابة على هذا السؤال من صراحة ووضوح وربما سذاجة، إلا أنها تمثل كبد الحقيقة التي على العرب التعامل معها بنفس قدر صراحتها ووضوحها إذا شاؤوا لأنفسهم نهضة حقيقية ومستقبل مشرق، وعليهم أخذ المبادرة بأنفسهم لحيازة المعرفة ووسائل الابتكار والإنجازات الفكرية لخلق واقع جديد يقودهم في عمر المستقبل.