أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

«حق الليلة» والجدل الفارغ

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-05-2016


في بيتنا كما في بيوت كثيرة في الإمارات، استعدادات بهية وحقيقية للاحتفال بليلة النصف من شعبان، أو ما يسميها أهل الإمارات (حق الليلة)، والاستعدادات لا تعدو كونها إعداد العدة لاستقبال الصغار بدءاً من عصر يوم الرابع عشر من شعبان وحتى ما بعد المغرب وتقديم الحلويات والسكاكر والمكسرات لهم، يأتي الصغار يحملون أكياساً ويلبسون ثياباً مزركشة ولافتة ويتنافسون لجمع أكبر كمية من حلويات (حق الليلة)، يضاف إلى هذا اليوم الاحتفالي تجمع الصغار في بيت الجدة، وحالة الفرح الغامر التي تسود وجود الجميع والكثير من الأدعية والدعوات التي ترددها الجدات (كل سنة وكل حول، الله يعودكم على هذه الأيام الطيبة، يغفر لكم ويبلغكم رمضان على خير) فهل هناك ما هو أكثر مودة ورحمة ودفئاً من ذلك؟

يوافق اليوم نهار نصف شعبان، يوم (حق الليلة) اليوم المبارك الذي تنتظره كل بيوت الإمارات بمنتهى الفرح، كما أيام زمان، يوم كنا أطفالاً، تخيط لنا أمهاتنا أكياساً جميلة ويعدن لنا ثياباً ملونة، لنخرج بعد صلاة العصر نطوف الأحياء والبيوت التي نعرفها نردد أمام كل بيت (عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم)، نجمع الحلويات والمكسرات وأحياناً بعض النقود التي تضعها النسوة في أكياسنا مصحوبة بالأمنيات نفسها (كل سنة وكل حول الله يعودكم على هالأيام الطيبة)

كنا نعود مع أصوات الأذان إلى بيوتنا فرحين بتلك الحمولة اللذيذة التي نتفاخر بها من جمع أكثر ومن منا كيسه أكبر، لا شيء من كل تلك التفاصيل يمكن وصفه بالمشين أو المخالف للدين أو المتجاوز للشريعة، لا يمكنني أن أصدق للحظة أن ذلك الفرح الذي كانت تستقبل به جدتي يوم النصف من شعبان كان بدعة وأن عمل أمي الدؤوب لتجهيز الأكياس والثياب الجديدة لي ولأخوتي كان خطأ، كان لسان جدتي لا يكف عن الدعاء وكانت لا تتوقف عن التعبد غير مصدقة ان موسم الصوم العظيم صار على بعد عدة أيام، وهم من كان رمضان بالنسبة لهم شهر القداسة المطلق!

لا أدري متى تغيرت الأشكال الخارجية للاحتفال، متى تغيرت أنواع الحلويات والأكياس وغيرها من الشكليات، لكنها تغيرات تبقى في المظهر كما أنها محكومة بقانون التغيير الحتمي، إنها تغيرات مفهومة ومنطقية، غير المفهوم وغير المستساغ هو هذا الجدل المريب حول اعتبار احتفال النصف من شعبان بدعة وصل بالبعض حد تحريمها!

متى كان الاستبشار والفرح، والتصدق والكثير من الأدعية، وخفقان القلب انتظاراً لرمضان واستقبال الصغار وإدخال البهجة إلى قلوبهم حراماً وبدعة؟ لماذا يصر البعض على زرع القسوة وتجريد الحياة من معانيها النبيلة والإنسانية وإلصاق هذا كله بالإسلام؟

«حق الليلة» والجدل الفارغ