أدخل مستشفى دبي جراحة جديدة، هي الأولى من نوعها في الدولة، لإعادة البصر، بزراعة القرنية الجزئية في العيون.

وقال الفريق الطبي للعيون، المسؤول عن الجراحة الجديدة، لصحيفة «الإمارات اليوم»، إن «هذه الجراحة تجرى في 20 دقيقة، وتحافظ على صلابة العين، وتغني عن زرع القرنية الكاملة.

وأكد استشاري جراحة العيون وتصحيح عيوب الإبصار في مستشفى دبي، الدكتور هاني سكلا، أن الجراحة الجديدة نقلة نوعية في مجال جراحات العيون، وستسهم في الحفاظ على قرنيات المرضى، موضحاً أن المستشفيات تجري عمليات زراعة قرنية كاملة، يتم استيرادها من بنوك القرنية في الولايات المتحدة، ويتم خلال هذا النوع من الجراحات إزالة قرنية المريض بصورة كلية، والاستغناء عن جميع طبقاتها، ومن عيوب هذه الجراحة أن نسبة إزالة القرنية المزروعة مستقبلاً تكون 15%.

وأضاف أن مستشفى دبي بدأ بزراعة القرنية الجزئية، التي تقوم على استبدال الطبقة المصابة أو المريضة من القرنية بطبقة أخرى، مع الاحتفاظ بالأجزاء السليمة من قرنية المريض.

وأكمل سكلا، وهو رئيس فريق زراعة القرنية في مستشفى دبي: «من ميزات هذه الجراحة، أنها تسرع في عملية شفاء المريض بعد العملية واستعادة بصره، وتقلل احتمالات طرد الجسم للطبقة المزروعة، كونها لا تنبه جهاز مناعته».

وتابع: «من أشهر الأمراض التي تعالج بزراعة القرنية الجزئية مرض القرنية المخروطية، وهو المرض الأكثر انتشاراً بين الشباب في الدولة، إذ تتم زراعة الجزء الأمامي المصاب من القرنية، بطبقة سليمة تستورد من الخارج، وتعد هذه العملية الأكثر أماناً، لأنها تغني عن إجراء جرح بعين المريض، بل تتم على سطح القرنية، ما يحافظ على صلابة العين الطبيعية».

ولفت إلى أن «القرنية المخروطية، هو مرض شائع في منطقة الخليج لأسباب وراثية وبيئية، ويصيب نسبة كبيرة من المرضى في سنّ صغيرة، ويبدأ بعد مرحلة البلوغ حتى بداية الأربعينات، وقد يؤدي إلى فقدان البصر بصورة كلية»، مشيراً إلى أنه «في الحالات المتأخرة من المرض يكون الحل الوحيد هو زراعة القرنية لاستعادة البصر».

وأكمل: «نجح مستشفى دبي أيضاً في إجراء زراعة الطبقة الداخلية من القرنية، في بعض المرضى الذين يعانون اعتلال القرنية الفقاعي، وهذا المرض يحدث نتيجة مضاعفات أثناء إجراء عمليتي المياه البيضاء، وزراعة العدسات، أو نتيجة عوامل وراثية في الطبقة الداخلية المبطنة للقرنية».

وأوضح سكلا، أن «هؤلاء المرضى كانت تجرى لهم زراعة قرنية كاملة تحت مخدر كلي، مع استعمال عدد كبير من الخيوط الجراحية، ما يجعل المريض في حاجة إلى فترة استشفاء طويلة ليعود إليه بصره، أو الحصول على رؤية واضحة».

وقال إنه «بعد إدخال زراعة القرنية الجزئية، أصبح من الممكن إجراء العملية تحت مخدر سطحي، في 20 دقيقة، بغلق العين وعلاج الجرح بخيط واحد»، موضحاً أن «هذا الخيط تتم إزالته بعد أسابيع قليلة، ويعود البصر للمريض بشكل سريع، وتختفي آلام العين».

ويضم فريق زراعة القرنية في المستشفى أخصائيي أول أمراض القرنية، الدكتور هشام بركات، والدكتور إيهاب نصر.