أحدث الأخبار
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد

الاستشفاء بالكتابة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-03-2016


الكتابة ليست فعلاً مسطحاً أو أحادي التأثير، فللكتابة تأثيرات مختلفة، حيث يكتب البعض حباً في الإفصاح عن موهبته وأفكاره، ورغبة في إيصال رسائل محددة للآخرين، ذلك - في الحقيقة - بعدٌ أفقي يشترك فيه كثير من الكتّاب، كما أن الكتابة كانت على الدوام شكلاً من أشكال المقاومة أيضاً، وذلك بعدٌ عمودي يرتفع بالأفكار ليكون حاملها والمدافع عنها..

وهناك تيار حديث ظهر في إطار علم النفس ينظر للكتابة باعتبارها طريقة من طرق العلاج يسميها الاختصاصيون (الاستشفاء بالكتابة) حين يطلبون من الإنسان أن يفرغ كل أفكاره بكل دقائقها وتفاصيلها التي تؤرقه على الورق، وتحديداً تلك التفاصيل المزعجة، المؤلمة، الضاغطة، والمتغلغلة في الدماغ والمسيطرة كهواجس دائمة على النفس!

يقول الاختصاصيون والكتّاب الذين عاشوا تجربة الاستشفاء بالكتابة، إنهم كانوا يشعرون بالراحة فعلاً، وبأن تلك الأفكار التي تحتل أدمغتهم وتؤرقهم تخرج تباعاً مع كل جملة وكل كلمة يكتبونها، وهنا نستحضر تجربة مدرسة الكاتبة الفرنسية »آني إرنو« وتحديداً في روايتها »الاحتلال« التي لم تتجاوز الـ60 صفحة ربما في ترجمتها العربية، لكنها بحق تعتبر أوضح نموذج لتجربة العلاج بالكتابة، كما روتها بنفسها!

»الاحتلال« رواية قصيرة، مكثفة، خالية من الزينة اللفظية والثرثرة الفارغة على حاشية النص، فـ»آني إرنو« تذهب للهدف مباشرة منذ الصفحات الأولى، إنها امرأة ناضجة تماماً تقرر بمحض إرادتها أن تنفصل عن الرجل الذي ترتبط به، تقول بأنها أرادت أن تحيا وحدها وتستمتع بالحياة دون آخر يشاركها أي شيء..

وقد حصل ما أرادت، لكنها بمجرد أن تعلم بأن هذا الرجل ارتبط بامرأة أخرى، فإن حالة مختلفة تتلبسها وتسيطر عليها، حالة أشبه بفقدان التوازن والتفكير خارج حدود المنطق، والتصرف بشكل أقرب للحماقة والسخف، لقد دخلت في دوامة مرضية تفاوتت بين الشعور بالندم والفقد والغيرة والعشق المفاجئ!

صار تفكيرها منصباً على تلك المرأة، كيف هي، وماذا تلبس، وما مقاس حذائها، صارت تجري محادثات مع سكان البناية التي تسكنها تلك (الأخرى) علّها تسمع صوتها، كانت تموت غيظاً لأن فرشاة أسنان رجلها في نفس الكأس التي فيها فرشاة المرأة الأخرى، وأنهما يشاهدان القناة التي لا تظهر عندها، لقد مارست طقوساً غرائبية لإيذاء غريمتها، ولم ينقذها من حالتها تلك سوى الكتابة، تقول آني إرنو »لقد احتلتني تلك المرأة، ولم يخلصني منها إلا الكتابة التي أحسست بأنها أخرجتها من رأسي فعلاً«. صارت تكتب مشاعرها ويومياتها والأفكار والهواجس، متخيلة المآلات التي يمكن أن تنتهي إليها تلك المرأة، وتدريجياً أحست بأنها تحررت من احتلالها بشكل نهائي!