أحدث الأخبار
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد

الرياض تعلق الجرس

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 12-02-2016


بعد نحو 18 شهرًا من إطلاق التحالف الدولي لمحاربة «داعش» عملياته، أثبتت الوقائع على الأرض أن هذه العمليات العسكرية المعتمدة على الضربات الجوية غير كافية إطلاقًا. لم تكن هذه مفاجأة في واقع الأمر؛ فالحرب بهذه الطريقة لن تجدي نفعًا دون وجود قوات على الأرض ولو استمرت عشر سنوات قادمة. الجميع يعرف حجم المشكلة الفعلية، ومع ذلك استمروا في محاربة شكلية، إلى أن كشفت السعودية عن استعدادها لإرسال قوات برية للمشاركة في محاربة الإرهاب في سوريا، فكان هذا الإعلان بمثابة تعليق الجرس لبدء الحرب الفعلية لنزع شوكة «داعش» وبتر الإرهاب بالطريقة الصحيحة التي تأخر العالم في التصدي لها طويلاً.
 
وخلال اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، في بروكسل أمس، شرح ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، رؤية بلاده لهذه الخطوة الاستراتيجية، وسط ترحيب دولي، لأهمية الخطوة وليس فقط لأنها صادرة من السعودية، وبذلك تكون الرياض تقدمت إلى الأمام في الدفع بمساعٍ جدية للحرب ضد الإرهاب، بحلول جذرية تفتح الباب أمام ضربه في معقله، وهذا ليس جديدًا على السياسة السعودية، فهي تتصدر الدول المحاربة للإرهاب منذ سنوات طويلة، وتعمل على خنقه ومحاصرته فكريًا أو أمنيًا.. والآن عسكريًا، ناهيك بأن الرياض استطاعت، إبان إعلانها عن التحالف الإسلامي العسكري، الاستفادة من علاقتها المتميزة مع دول العالم الإسلامي، بإقناعها بأن التصدي للإرهاب لن يتم دون قيامها بمحاربته أينما كان، بعيدًا عن أي تصورات مذهبية كما تفعل دول أخرى، مثل إيران، تزعم أنها تحارب الإرهاب، إلا أنها في حقيقة الأمر تثير صراعات طائفية معقدة في المنطقة والعالم، بل إنها تدعم الجماعات الإرهابية بحسب طائفتها كما هو الحاصل مع الميليشيات الشيعية المنتشرة في سوريا والعراق.
 
كانت الولايات المتحدة ودول الغرب تمتنع عن المشاركة في أي عمليات برية حقيقية، متذرعة بأن دول المنطقة هي الأوْلى بحل مشكلاتها مع الإرهاب، ومع عدم منطقية مثل هذا الطرح على الأقل في شكله، باعتبار أن الإرهاب في فرنسا ليس مشكلة فرنسية فقط، كما أنه في بلجيكا ليس مشكلة بلجيكية فقط، فإن الإعلان السعودي الذي حرك المياه الراكدة، ينتظر خطوات مماثلة من الولايات المتحدة باعتبارها تقود هذا التحالف أصلاً، وكذلك من باقي دول «الناتو» التي لديها حدود مشتركة على الحدود التركية مع المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش. من جديد؛ مخطئ من يظن أنه يستطيع أن يحتوي هذه التنظيمات أو يبعد شرورها عنه دون حرب ضرورية ضدها حتى لو كانت مكلفة، ففي النهاية هذه حرب وليست نزهة.
 
لم يعد إرسال واشنطن لقوات برية لمقاتلة «داعش» وقيادة تحالف، يقبل التردد والمماطلة، حتى لو كان الرئيس باراك أوباما لا يزال يكرر وصف هذه الخطوة بأنها «خطأ». صحيح أن «داعش» تبتعد آلاف الأميال عن الأراضي الأميركية، وصحيح أن دول المنطقة عليها مسؤولية كبرى في هذا القتال، لكن أيضًا لا يمكن لأقوى دولة في العالم أن تتقاعس عن واحدة من أولوياتها فقط لتحقيق رؤية رئيسها بأنها لن ترسل قوات إلى أي مناطق نزاع في العالم، فالدول الكبرى عليها التزامات ليس مقبولاً منها التراجع عنها أو عدم القيام بها، كما ليس مقبولاً على دولة مثل السعودية أن ترفع يدها عن قضايا المنطقة وأزماتها باعتبار ذلك شأنًا لا يخصها، وها هي الرياض تعلق الجرس بانتظار متى ينقض العالم في حرب حقيقية للخلاص من «داعش» فعلاً لا قولاً.
 
أما لماذا لا يحارب هذا التحالف الدولي الإرهاب الآخر في سوريا، وأعني إرهاب نظام بشار الأسد، فهذا ليس تناقضًا كما يراد تصويره، بقدر أنه لا السعودية ولا الدول الأخرى تستطيع فعل ذلك دون وجود قرار دولي يسمح بتدخل عسكري، وفي ظل تعقيدات المشهد الحالي في سوريا بالتدخل الروسي العسكري، وعدم وجود رغبة دولية حقيقية لإصدار أي قرار أممي للتدخل ضد النظام السوري، فليس أمام العالم إلا محاربة نصف الإرهاب على الأقل، بدلاً من ترك «داعش» باقية وتتمدد، وهو أمر يصب في صالح النظام السوري لا ضده.