بشّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد شعب الإمارات بمستقبل واعد ركيزته الأساسية السعادة التي تحولت إلى هدف استراتيجي في عمل الحكومة منذ أن قرر سموه أن عمل الحكومة ليس في التسلط على الناس، ولكن في إسعادهم وتوفير كل الخدمات وتسخير الإمكانات لضمان تمتعهم بحياة سعيدة مستقرة، ولتحقيق هذا الهدف النبيل استحدث سموه منصب وزير السعادة، ومن حسن الحظ أن يتشرف شباب يمثلون المستقبل بكل تفاؤله وإنجازاته لتحمل مناصب عليا في الحكومة الجديدة.
لقد أعلنت الإمارات واحداً من أكبر التغييرات الهيكلية في تاريخها، لتكون الدولة الأولى على مستوى العالم التي تستحدث وزارة للسعادة ووزارة للتسامح وتدمج وزارات وتقلل عددها، بينما تزيد عدد الوزراء وتمنح شباباً في العشرينات من أعمارهم شرف وفرصة وتحدي حمل حقائب في هذه الحكومة.
سيقول الناس كلاماً كثيراً عن التغييرات وعن وزارة السعادة، وعن استراتيجية تكليف شباب في العشرينات بمناصب وزارية عليا، وعن كل التغييرات الهيكلية، ذلك جيد، وذلك أصلاً ما اعتدنا عليه هنا في الإمارات ونحن نتقدم للأمام متجاوزين الجميع بجرأة وشجاعة لا تكون في متناول أي قلب.
وحدهم أصحاب المشاريع الكبيرة يمتلكون قلوباً جريئة قادرة على الذهاب إلى أماكن وتبنّي مشاريع مختلفة لا يقدم عليها الذين يخافون من التغيير والمترددون أمام الصعاب والذين يفكرون كثيراً فيما سيقوله الناس، وهذا هو مقتل الجرأة، ألم يقل الشاعر منذ قرون طويلة:
من راقب الناس مات هما
وفاز باللذة الجسور
واللذة هنا لا يجب أن تؤخذ بمعناها الضيق، فالحياة ليست مأكلاً ومشرباً وشهوات حسية فقط، فبعض الناس لذتهم في اقتحام الصعاب وبعضهم تكمن لذتهم في اجتراح ما لا يجرؤ الآخرون عليه، ويبقى السؤال الحقيقي: إذا كنت ستفعل مثل الآخرين.
وإذا كنت ستسير خلف القافلة ومع الركب، وإذا كنت ستؤمن بما يؤمن به القطيع وترى ما يرونه وستتردد أمام قراراتك المصيرية خوفاً منهم، فما المختلف الذي ستفعله؟ ما الجديد الذي وعدت الناس أنك ستقدمه لهم؟ وما الفرق بينك وبين كل الناس؟ أنت إذا لم تفعل شيئاً مختلفاً فلست سوى نسخة طبق الأصل من الموجود!
الآن تلفتوا حولكم هل تجدون محمد بن راشد وحكومته ودولة الإمارات صورة طبق الأصل مما هو موجود؟ ربما لسنا الأفضل لكننا نحاول أن نكون، وهذا حقنا طالما أننا نمتلك القدرة والرغبة والإمكانات و... محمد بن راشد!
