حذرت جماعة الحوثي في اليمن، الإمارات والسعودية من القيام بدعم أي هجوم جديد على اليمن، وذلك بعد ورود تقارير تتحدث عن استعدادات لتنفيذ هجوم بري على الحوثيين، وفقاً لما نقلته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، اليوم الجمعة، عن عضو في الجماعة لم تسمه.

وقال العضو إن الجماعة مستعدة لصد أي عمليات عدائية، مضيفاً "نراقب ونتابع عن كثب جميع التطورات الميدانية، ونحن في حالة تأهب واستعداد قصوى لجميع الاحتمالات. لم يبدأ هذا التأهب الآن فحسب، بل كان قائماً منذ زمن طويل، لأننا نستبق ونستعد لجميع التطورات".

وتشمل هذه الاحتمالات تجدد تدخل الإمارات والسعودية، اللتين أطلقتا حملة مشتركة لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بعد أن طردتها جماعة الحوثي من العاصمة قبل عقد من الزمان. إلا أن الحملة وصلت إلى طريق مسدود، وتوقفت الأعمال العدائية إلى حد كبير بين الطرفين منذ وقف إطلاق النار في أبريل 2022 الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.

لكن مع تزايد الغارات الجوية الأمريكية على الحوثيين، المدعومين من إيران، بسبب حملتهم الصاروخية والطائرات المسيرة المستمرة ضد "إسرائيل" والسفن التجارية في خضم الحرب في غزة، حذّر الرئيس دونالد ترامب من اتخاذ إجراءات أخرى في اليمن.

وبينما لم تُبدِ أبوظبي والرياض أي استعداد لمحاولة مواجهة هذه الميليشيا القوية مجدداً، حذّر الحوثيين من أنهما ستواجهان عواقب وخيمة إذا أقدمتا على ذلك.

وقال المصدر: "أما دول الجوار، فإن تورطها بأي شكل من الأشكال في العدوان علينا دفاعاً عن العدو الإسرائيلي، سواء بنشر مرتزقتها أو غير ذلك، فإن التكلفة عليها ستكون فوق توقعاتها إن شاء الله".

نُذُر حرب

وظهرت تقارير عن هجوم يُعِدّه الجيش اليمني لأول مرة الأسبوع الماضي في صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، التي نقلت عن عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره السعودية، قوله إن نحو 80 ألف جندي يمني يجري حشدهم للسيطرة على محافظة الحديدة الساحلية الاستراتيجية، مع خطط لاستعادة صنعاء لاحقاً.

وزاد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن محمد الداعري، الأحد، من التكهنات بشأن عملية برية قادمة ضد جماعة الحوثي عندما قال لصحيفة عكاظ السعودية إن "الحرب قد تندلع اليوم أو غدا" حيث إن القوات اليمنية في أعلى مستويات الجاهزية.

كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الإثنين عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين لم تُسمّهم تأكيدهم على ما يبدو للتطورات. وزعموا أن أبوظبي عرضت خطة الحرب على إدارة ترامب، التي قيل إنها أبدت انفتاحها على دعم مثل هذا الهجوم البري، رغم أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.

وأفادت بلومبرج، الأربعاء، بأن محادثات مزعومة تجري بين مسؤولين أمريكيين وشركاء في شبه الجزيرة العربية، نقلا عن مسؤولين لم تسمهم مطلعين على المناقشات.

"أخبار مضللة"

ونفت مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية لانا نسيبة التقارير، قائلة: "من بين كل القصص الجامحة التي لا أساس لها من الصحة، فإن هذه القصة بالتأكيد تفوز بجائزة أخبار الأسبوع المضللة بفارق كبير"، وذلك في بيان مشترك مع نيوزويك ورويترز.

ونقلت رويترز عن مسؤول سعودي كبير لم تسمه نفيه مشاركة المملكة في محادثات بشأن هجوم بري في اليمن.

وذكرت "نيوزويك" أنها تواصلت مع سفارتي السعودية واليمن لدى الولايات المتحدة، ومكتب رئيس الوزراء اليمني، والمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن للحصول على تعليق.

ونقلت المجلة عن مسؤول دفاعي أمريكي، قوله إنهم "ليس لديهم ما يقدمونه بشأن هذا الموضوع".

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، إنها لا تستطيع التعليق على "التقارير المتعلقة بما قد يحدث أو لا يحدث على الأرض في اليمن لأن قدرة الحوثيين على المقاومة تدهورت".

والخميس، قالت بروس إنه "ليس من شأننا بالطبع". وصرحت للصحفيين بأنها "لا تستطيع الإفصاح عن طبيعة الخطط"، بما في ذلك "خطط المعارك أو الهجمات ضد الحوثيين من قِبل أفراد أو حكومات أو أنظمة أخرى".

وبينما اتهمت الولايات المتحدة والسعودية إيران بمساعدة حليفها اليمني، واصلت كلٌّ من واشنطن والرياض التواصل الدبلوماسي مع طهران. سافر وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران أمس الخميس للقاء المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، ومن المقرر أن يُجري المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف جولة ثانية من المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي غداً السبت بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد.