قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن سوق العقارات بمدينة دبي اشتعل خلال الأسابيع الأخيرة بشكل غير مسبوق بعد أن فتحت أبوابها أمام الأثرياء الروس الفارين من العقوبات المفروضة على النظام الروسي.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها السبت، إلى أن هذه الخطوات من شأنها أن تقوض العقوبات المفروضة على الحلقة المحيطة بالرئيس بوتين، بعد أن وجد هؤلاء الأثرياء "الإمارات" منطقة آمنة لا تهتم بالعقوبات ضد روسيا، مع وجود تتوتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة.

ونقلت الغارديان عن وكلاء عقارات في دبي قولهم إن المستثمرين الروس حولوا سوق العقارات في الإمارة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى واحد من أكبر الأسواق الصاعدة على الإطلاق.

"وأبلغ المصرفيون ووكلاء العقارات وتجار السيارات والمراسي عن وجود طلب غير عادي على المنازل والسيارات الرياضية ومساحات الإرساء مع استقرار التدفق في نظام ملكي غني بالنفط رسم مساره الخاص في روسيا بوتين ولا يخشى كشف التوترات الصارخة مع الولايات المتحدة في القيام بذلك"، وفق الصحيفة.

وقال مصدر استخباراتي إقليمي لصحيفة "ذا أوبزرفر" إن المعاملات، من مبيعات العقارات الفاخرة إلى عقود الإيجار، تتم إلى حد كبير باستخدام العملات المشفرة، لكن بعضها كان تحويلات مباشرة من كيانات مالية روسية مرتبطة بأباطرة أعمال خاضعين للعقوبات .

تقوض مثل هذه التحركات العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حلفاء القادة الروس، وهي إغراء قوي للفئة التالية من رجال الأعمال الروس الذين يخشون المصير نفسه.

وبحسب الصحيفة فإن عدداً كبيراً من المستثمرين الروس يقتنصون عقارات بشكل سري تحت غطاء  شركات، إما بشرائها مباشرة، أو دفع إيجار عام كامل مقدماً، حيث يقومون بتحويل أموالهم عبر التشفير، عبر وسيط يقوم بذلك نيابة عنهم ثم يتم تحويل الأموال إلى الملاك.

مالك نادي تشيلسي السابق

تنتشر الشائعات بين سماسرة العقارات في دبي بأن الملياردير والمالك السابق لنادي تشيلسي، رومان أبراموفيتش، يتواجد في السوق لشراء قاعدة فاخرة على شاطئ المدينة المرغوب فيه. فقد كانت إحدى طائراته من الزوار المنتظمين للقاعدة الجوية بالمدينة، وتم إرساء يخت مرتبط به في مياه الخليج القريبة.

وتخضع ممتلكات أبراموفيتش للتدقيق في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إقليم سانت بارتس الفرنسي في منطقة البحر الكاريبي، حيث يمتلك أكبر عدد من المنازل الفاخرة في خليج جوفيرنور، بالقرب من مجمعات مملوكة لحكم الأقلية الآخرين.

تقول الصحيفة إنه أبراموفيتش ربما موّل إصلاحات كبيرة للمرافق العامة بدبي، بما في ذلك الطرق ومواقف السيارات، لذلك فاز بتأييد السلطات هناك.

وقال وكيل عقاري باع عقارين فاخرين تصل قيمتهما إلى 20 مليون دولار إلى مستثمرين روس في الأسابيع الثلاثة الماضية: "سيكون الأمر كذلك في دبي". "إنهم يعرفون كيف يتعاملون مع السلطات المحلية ويجعلون أنفسهم جيرانًا جيدين".

"القائمة الرمادية"

بينما تستمر طائرات الأوليغارشية في التنقل بين موسكو ودبي، كذلك تستمر الرحلات الجوية التجارية. وليس هناك ما يشير إلى تباطؤ تدفق الأموال بين المدينتين، ولم يكن هناك رد فعل محلي يُذكر على التحرك الذي اتخذته في وقت سابق الشهر الجاري هيئة مراقبة الجرائم المالية العالمية يوضع دولة الإمارات على قائمتها "الرمادية" . مما يعني أن مصدر بعض النقود في الإمارات يمكن اعتباره مشكوكاً فيه.

بين المصرفيين وسماسرة النفوذ وكبار رجال الأعمال العالميين، لطالما عُرفت الإمارات بكونها بيئة متقبلة للاستثمار تطرح بعض الأسئلة. يمكن الحصول على تصريح إقامة وحساب مصرفي في غضون 30 يومًا بعد تسجيل الشركة. يمكن شراء الإقامة الدائمة بسعر فيلا فاخرة - حوالي 1.5 مليون دولار.

زعمت حكومة الإمارات أنها اتخذت تدابير مهمة لتنظيم تدفق الأموال. إن قبولها الجاهز للثروة الروسية في وقت يخضع فيه للتدقيق العالمي على قياصرة بوتين الماليين قد يضع هذا الادعاء على المحك، في الوقت تبدو العلاقة بين الإمارات وواشنطن أكثر انفتاحًا على التحدي، حيث يقترب القادة الإماراتيون من الصين، التي تبرز كمحور محتمل لنظام مالي بديل، فضلاً عن كونها منافسًا جيوسياسيًا.