أحدث الأخبار
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد

تحالفات أبوظبي الدولية.. هل تواجه مأزق تضارب المصالح أم تعسف المبادئ؟! (2-2)

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 19-06-2020

ما حجم العلاقات الإماراتية الصينية اقتصاديا وأمنيا وعسكريا؟

منذ مطلع الألفية، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الإمارات والصين إلى 50 مليار دولار، وقبل تفشي كورونا، كانت الإمارات تأمل في زيادته إلى 70 مليار دولار هذا العام.

شركات الاتصالات الحكومية في الإمارات منحت عقود إنشاء شبكات الجيل الخامس 5G لشركة Huawei الصينية المُدرَجة في القوائم السوداء لواشنطن.

الصين تزود أبوظبي بطائرات عسكرية مسيرة تستخدمها في ليبيا بعد رفض واشنطن بيع مسيرات أمريكية للإمارات.

من التحالفات ما يشكل رافعة للدول، ومنها ما يشكل عبئا ثقيلا، نتيجة التزامات أو إملاءات أحد الحلفاء على حليف آخر. العلاقات الدولية تقوم على مجموعة من التناقضات في المصالح والمبادئ سواء، وليس هناك اليوم حلفا نقيا واحدا. فأبوظبي تواجه ضغوطا أمريكية بسبب تقاربها الأمني والاقتصادي مع الصين. وكذلك هناك توتر بالغ بين أبوظبي والرياض، وتحالف أبوظبي والقاهرة يواجه "محكات" صعبة. فما هي صورة العلاقات بين هذه النوعية من التحالفات، وهل هي تحالفات متينة أم قابلة للاهتزاز وربما الانهيار؟

ما هي ضغوط الحليف الأمريكي على أبوظبي في علاقاتها مع الصين.. "إما معنا وإما ضدنا"؟!

كشف تقرير لمجلة ناشونال إنترست، أن دول الخليج تواجه تحديا كبيرا تفرضه عليها المواجهة المتصاعدة بين واشنطن وبكين، وعلى هذه الدول أن تختار وفق قاعدة "إما أن تكون معنا أو ضدنا". ويتوجب على دول الخليج أن تتفهم تكلفة الحفاظ على تحالفها الدائم مع الولايات المتحدة".

 المجلة حذرت من أن "السماح بوجود سياسي أو أمني للصين في منطقة الخليج، سيضر بالتوازن الحالي، ويجعل المهمة أمام هذه الدول أصعب".

وفي مايو الماضي، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، "إنه يتعين على دول الخليج النظر في علاقاتها مع الولايات المتحدة عند التعامل مع الصين". وقال إن على هذه الدول وضع قيمة شراكاتها مع الطرفين في ميزان، وذلك من أجل بذل العناية المطلوبة لشراكتها مع واشنطن.

ورأت المجلة، أن هذا التصريح كشف عن توترات بين الرياض وأبوظبي من جهة، وواشنطن من جهة أخرى بشأن علاقة دول المنطقة مع الصين، إذ أصبحت هذه الدول تقف على الخطوط الأمامية لنفوذ بكين المتزايد، خاصة فيما يتعلق ببناء شبكات الجيل الخامس بتقنيات صينية.

وأكدت المجلة: "الرياض وأبوظبي تسعيان للتحوط بالرهان على أن العلاقات مع الصين ستكمل العلاقة مع الولايات المتحدة، إلا أن رصيدهم بدأ ينفد مع واشنطن، وأصبحوا أمام لعبة صفرية، فإما أنت معنا أو ضدنا"، على حد قولها.

وكالة "رويترز"، قالت: تحتفظ الإمارات بعلاقات وثيقة مع الصين وروسيا وتواصل شراء الأسلحة منهما. وأضافت: حتى الصناعة العسكرية في الإمارات ستوضع تحت مجهر جديد للفحص والتمحيص، بعد التعاون الإماراتي الصيني في بعض المجالات العسكرية والاتصالات.

وكالة الأناضول، تحدثت عن معضلة تحالفات أبوظبي، قائلة: فجأة وجدت الإمارات نفسها محصورة بين المطرقة والسندان؛ فمن ناحية أصبحت الصين شريكاً تجارياً لا غنى عنه، ومن ناحية أخرى العلاقة مع واشنطن استراتيجية من أجل البقاء، وترامب يقول: "من ليس معي فهو ضدي".

وتطرقت الوكالة، إلى صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية التي نشرت تقريراً بعنوان: "الإمارات تعلق بين الولايات المتحدة والصين مع تنافس القوتين على النفوذ في الخليج"، ألقى الضوء على المأزق الإماراتي الذي لا يبدو أن هناك مخرجاً منه دون خسائر فادحة.

وقال مسؤول غربي: "أصبحت الإمارات جبهة توسع النفوذ الصيني. وكانت الولايات المتحدة قد أبعدت الإمارات عن هذه المنافسة سابقاً، لكنها أصبحت الآن تهاجم الإماراتيين بسبب هذه العلاقة، هناك شعور بأنك إما معنا أو علينا في هذه الحرب الباردة". وقال مسؤولون أمريكيون: "هم (الإماراتيون) يخاطرون بتمزيق العلاقات الاستراتيجية طويلة المدى التي تربطهم بالولايات المتحدة"، بحسب الوكالة التركية.

ما هي علاقات أبوظبي والرياض.. تحالف شخصي بين محمد بن زايد وابن سلمان لا مؤسسي؟!

معهد "مونتين" الفرنسي تحدث في دراسة له عن  شخصيتي محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، قائلا: من منظور نشر الخوف، يهدف الجيش الإماراتي قبل كل شيء إلى إظهار تفوقه على السعوديين، لأن الهيمنة السعودية في الخليج تشبه سيف "ديموقليس" المصلت فوق باقي دول مجلس التعاون، وأولهم الإمارات.

وهدف محمد بن زايد الإستراتيجي هو ردع هذا التهديد، وهي إستراتيجية تبدو ملائمة عندما يعرف المرء ضعف الجيش السعودي.

ورأت الدراسة، أنه خلف الصداقة الظاهرية والاحترام المتبادل بين وليي العهد في الرياض وأبوظبي، هناك مواجهة بين صقور كل من الجانبين، مع أفضلية مؤقتة للرجل المجرب محمد بن زايد الذي استفاد حتى الآن من قلة خبرة محمد بن سلمان، على حد تعبير الدراسة.

وكالة "رويترز" من جانبها، قالت: كل المؤشرات تشير إلى أن عرى العلاقة بين السعودية والإمارات لا تنفصم على الساحة العالمية، إذ عمل البلدان معا على الظهور بمظهر من يتمتع بالنفوذ في الشرق الأوسط وما وراءه والتودد لترامب للتصدي لإيران.  ومن مصر إلى السودان والقرن الإفريقي، عمد البلدان إلى تنسيق استخدامهما لما يملكانه من سطوة مالية وقوة عسكرية، لإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة بما يتفق مع مصالحهما.

ولكن الوكالة، أسندت لمصادر مطلعة، أن الملك سلمان اتخذ مؤخرا خطوة غير مألوفة فأبدى "انزعاجه الشديد" من الإمارات أقرب الشركاء العرب للمملكة.  و"يبدو أن هذا التعليق دليل على وجود شرخ في التحالف الذي يقوده محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد"، بحسب "رويترز".

وعللت الوكالة ذلك، بسبب حرب اليمن الطاحنة بعد أن انسحبت من اليمن دون تنسيق مع السعودية، وترعى أجندة مختلفة عن أجندة التحالف. أما السبب الأشمل، بحسب "رويترز"،  فهو قرار الإمارات بالتحول لخدمة مصالح وطنية أضيق وإظهار نفسها في صورة الشريك الأكثر نضجا الذي بمقدوره تحقيق استقرار المنطقة حتى إذا كان المغزى من وراء ذلك تقليص الخسائر والمضي قدما من دون الرياض.

وبينما قال مصدر مطلع للوكالة: "الإمارات تعتقد أنه إذا كانت السعودية تنزع للتوسع فستبتلعهم"، قال دبلوماسي غربي: "لم يُستقبل انسحاب الإمارات من اليمن بطريقة إيجابية. فقد شعر السعوديون بأنهم جرى التخلي عنهم".

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن المحلل اليمني عبد الغني الأرياني بشأن الحرب في اليمن: "ما لم يتم تقديره جيدا هي درجة العداء بين الرياض وأبوظبي خاصة عندما يتعلق الأمر بحزب الإصلاح. وما يحافظ على العلاقة هو التقارب بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ولو كان الأمر بيد القنوات المؤسساتية لانهار"، على حد تقديره.

أبوظبي سايرت الرياض في حرب أسعار النفط ولم تكن مقتنعة بها

وفي خلاف آخر بين السعوية والإمارات، على عكس الرياض، فقد تبنت أبوظبي نبرة أخف بعد التفجيرات التي وقعت في ناقلات في مياه الخليج إزاء إيران؛ بل وأخذت أبوظبي تطبع علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع طهران سرا وعلانية، لدرجة ذيوع تقارير تفيد بزيارة مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد لإيران، وإن نفت طهران زيارة طحنون فإنها أقرت بزيارة سرية لشخصيات أرفع من الأخير.

وبشأن حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا، تقول باربرا ليف، السفيرة الأمريكية السابقة في الإمارات: "لقد اصطف الإماراتيون مع الرياض وزادوا من الإنتاج" رغم أن ذلك يخالف قناعات الإمارات، إلا أن أبوظبي تتجنب التعبير عن خلافاتها مع حليفتها الكبرى علنا.

الباحث الفرنسي، "ستيفان لاكروا"، وهو يتحدث لمجلة "أوريان 21"، حول سياسة الإمارات، قال: أبوظبي تبعت السعودية في اليمن وانحازت إلى جانبها في مرحلة أولى. علماً أن الحوثيين بالنسبة لأبوظبي لا يشكلون قضية مركزية، وإنما حزب الإصلاح ومحاربة الإسلام السياسي هو دافع أبوظبي.

وفي المقابل، استطاعت أبوظبي جرّ السعودية الى موقفا من النزاع مع قطر. ففي هذه الإزمة حول قطر، ليس التنافس بين السعودية وقطر هو لب القضية بل التنافس بين الإمارات وقطر.

ورأى الباحث، رغم أن العلاقة تشكلت بين الإمارات والمملكة في إطار من الوعي بالمصالح، إلا أن الإمارات غير مقتنعة بالنزاع مع إيران، فهي، ليست في صدر أولويات الإمارات. إلا أن تحالفهم مع السعوديين، والذي يدر عليهم منافع أخرى، يجعلهم طرفاً في هذه العملية.

ماذا بشأن التحالف بين أبوظبي والقاهرة.. هل تخلى نظام السيسي عن الإمارات؟!

تحت عنوان "مصر والخليج.. حلفاء ومتنافسون"؛ نشر المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) ورقة بحثية، أكدت أن العلاقات بين السيسي ومحمد بن زايد ظلت وثيقة طوال السنوات السبع الماضية. وكانت الإمارات ومصر من بين أهم الداعمين الخارجيين لخليفة حفتر، على الرغم من أنهما لم يدشنا تحالفًا علنيًا في هذه الساحة. وبينما تبنت مصر نهجًا دبلوماسيًا تجاه ليبيا، انخرطت الإمارات عسكريًّا.

وغني عن التكرار، ما قدمته أبوظبي لنظام السيسي طوال سبع سنوات من دعم مالي واقتصادي ودبلوماسي، ناهز العشرين مليار دولار بحسب مصادر غربية، ونحو 13 مليار دولار بحسب ما تعلنه أبوظبي.

وحول الأزمة الخليجية، قالت الدراسة، قدمت مصر الدعم للعقوبات التي فرضتها السعودية والإمارات على قطر، ولكن دون اتخاذ أي إجراء من شأنه المخاطرة بمصالحها الخاصة، فيما سعت في الوقت ذاته إلى تطوير علاقات قوية ومستقلة مع عمان والكويت والبحرين.

وأحدث مظاهر تخلي السيسي عن وعوده بحماية "أمن الخليج" هو رفضه الانضمام إلى "الناتو" العربي الجاري تشكيله لمواجهة إيران العدو اللدود والمهدد الكبير لأمن دول الخليج، وتحتل 4 عواصم عربية، وفق ما يقوله المعسكر الداعم للسيسي.

وسرت مؤخرا أنباء، تفيد أن القاهرة تخلت عن أبوظبي في ليبيا بعد دخول الجيش التركي على خط دعم حكومة الوفاق الشرعية وهزائم حفتر المتواصلة. وتقول تسريبات، أن السيسي طلب مبلغ 5 مليار دولار من أبوظبي ليرسل قوات إلى ليبيا لمواجهة تركيا، وهو ما أثار غضب أبوظبي، التي تعتبر أن مساهمتها في تدشين قاعدة محمد نجيب بالقرب من الحدود الليبية، وتمويلها صفقات أسلحة فرنسية، ومؤخرا إيطالية، يمنحها الحق في طلب دعم السيسي لوقف انهيار مليشيات حفتر في ليبيا ولمنع تسجيل أردوغان من تسجيل نصر.

في النظر إلى الحالات السابقة، يتضح أن مختلف الفرقاء الدوليين يتفاوتون في طبيعة العلاقات والتحالفات ومداها، وليس هناك قواعد دبلوماسية وأحيانا أخلاقية تحظى بالاحترام بينهم. إن أكثر ما يمكن استخلاصه من النماذج السابقة، أننا في عهد ترامب وأمثاله، لسنا أمام أكثر من "علاقات استخدام" بين أطراف يسمون أنفسهم "حلفاء"، ويصنعون "تحالفات" يمنحوها أعمق الألقاب والتوصيفات المفخمة من "الشراكة الكاملة"، و"الشراكة الخاصة" و"الشراكة الاستراتيجية"، في حين أنها تحطم الأرقام القياسية في التقلب والردة، وتكون أقرب للتحول من مربع "الحلفاء والأصدقاء" إلى مربع "الأعداء".