أضرم محتجون غاضبون النار، في 5 مقار لفصائل بـ"الحشد الشعبي" في محافظة ميسان جنوبي العراق، حسبما مسؤول أمني محلي.
وقال المسؤول في قيادة شرطة ميسان، لوكالة الأناضول التركية، مشترطا عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إن "المتظاهرين أضرموا النيران في مقار لفصائل بدر، وكتائب الامام علي، والنجباء، ومعسكر القدس، وأنصار الله الأوفياء".
والفصائل المذكورة ضمن الحشد الشعبي، وبعضها على صلة وثيقة مع إيران، وبوجه خاص فصيل بدر بزعامة هادي العامري.
وأوضح المسؤول ذاته أن "المتظاهرين أضرموا النيران أيضا في مقار لحزب الفضيلة، ومقر كتلة السنيد، ومقر كيان الصالحون، ومكتب تحالف الفتح".
والاحتجاجات في ميسان جزء من احتجاجات أوسع تشهدها العاصمة بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد منذ الجمعة، تخللتها أعمال العنف خلفت 63 قتيلا في صفوف المتظاهرين وإصابة نحو 2500 آخرين بينهم أفراد أمن.
وهذه ثاني موجة احتجاجات خلال الشهر الجاري بعد موجة أولى قبل أسبوعين قُتل فيها 149 محتجًا وثمانية من أفراد الأمن.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.
ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عادل عبد المهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة.
ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عبدالمهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.
ويعتبر العراق من بين أكثر دول العالم معاناة من الفساد على مدى السنوات الماضية، حسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية، إذ قوض الفساد المالي والإداري مؤسسات الدولة التي لا يزال سكانها يشكون من نقص الخدمات العامة من قبيل خدمات الكهرباء والصحة والتعليم وغيرها، رغم أن البلد يتلقى عشرات مليارات الدولارات سنويا من بيع النفط.