قمعت الشرطة الفرنسية آلاف المتظاهرين من حركة "السترات السفراء" بالغاز المسيل للدموع، واعتقلت العشرات منهم، بعد نزولهم للشارع، اليوم السبت، مجدداً للتظاهر ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته.
ومنعت الشرطة التي نشرت 60 ألف عنصر لها في مختلف أنحاء البلاد، وصول المتظاهرين إلى جادة الشانزليزيه، ومحيط كاتدرائية "نوتردام"، في باريس، إضافة إلى إغلاقها عدداً من الشوارع الرئيسية، أبرزها الطرق المؤدية إلى قوس النصر.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر رسمية اعتقال 126 شخصاً خلال مشاركتهم في الاحتجاجات اليوم، في حين رفع المحتجون الذين قدر عددهم بـ31 ألف شخص وفق الأرقام الرسمية الصادرة عنهم، شعارات مناهضة لسياسة ماكرون الاقتصادية وحكومته.
وحملت الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثالث والعشرين اسم "الإنذار الثاني"، في إشارة إلى رفض الإجراءات التي سيعتزم ماكرون الكشف عنها، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس الجمعة.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيكشف الخميس المقبل إجراءاته بشأن التذمر الاجتماعي الذي يهز البلاد خلال مؤتمر صحفي.
وكانت كلمة الرئيس الفرنسي مقررة الاثنين الماضي، لكن تم إرجاؤها بسبب الحريق الذي شب بكاتدرائية نوتردام في باريس.
وحذر وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير من أن أعمال عنف قد تنشب في احتجاجات اليوم السبت لحركة "السترات الصفراء".
وأكد كاستنير أن أكثر من 60 ألف شرطي ودركي متأهبون عبر البلاد لـ"ضمان سلامة الفرنسيين وضمان حرية التظاهر دون خطر"، في يوم تعبئة أطلق المتظاهرون عليه اسم "الإنذار الثاني".
وفي منتصف يناير الماضي أطلق ماكرون حملة "النقاش الوطني الكبير"، وهي صيغة غير مسبوقة في البلاد، بهدف نزع فتيل أسوأ أزمة يواجهها منذ وصوله إلى السلطة، والتي تجسدت في مظاهرات أصحاب "السترات الصفراء" الذين يحتجون على سياسته الضريبية والاجتماعية، منذ منتصف نوفمبر الماضي.
يذكر أن الاحتجاجات بدأت في نوفمبر الماضي لرفض زيادات في ضريبة الوقود، لكنها توسعت إلى رفض أوسع لسياسات الرئيس ماكرون الاقتصادية، والتي يقول المحتجون إنها تفضل الشركات والأثرياء على العمال الفرنسيين العاديين.