أحدث الأخبار
  • 09:06 . إسبانيا وأنديتها مهددون بالاستبعاد من البطولات وسحب تنظيم كأس العالم... المزيد
  • 08:56 . النفط مقابل المال.. أبوظبي تقرض جنوب إفريقيا 13 مليار دولار مقابل نفط 20 عاماً... المزيد
  • 07:38 . مظاهرة مناصرة لغزة أمام جامعة "سوربون" في باريس... المزيد
  • 07:01 . بوريل: دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم... المزيد
  • 06:12 . رغم الحرب.. الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة... المزيد
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد

مذبحة نيوزيلندا والعدو الداخلي

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 21-03-2019

د. أحمد موفق زيدان:مذبحة نيوزيلندا والعدو الداخلي- مقالات العرب القطرية

لم أجد حدثاً مشابهاً لما شاهدته مثل حدث نيوزيلندا الأخير سوى مسلسل أميركي بعنوان» الناجي المعيّن»، ويحكي قصة جماعة متطرفة أميركية نافذة في البيت الأبيض والبنتاجون والاستخبارات الأميركية، وقد تمكنت أخيراً من تفجير مبنى مجلس الشيوخ «الكابيتول هول» خلال إلقاء الرئيس الأميركي خطاباً له أمام المجلسين، ، فكلنا يعلم أن القوانين والدساتير الغربية بشكل عام تحدّ من تدخل الاستخبارات الغربية في شؤون مواطنيها ومتابعتهم، ولذا فقد تتوجه إلى عدو خارجي أشغلوا به دولهم وشعوبهم، وأشغلوا معه العالم كله وهو الخطر الإسلامي، على الرغم من تركيز المسلمين والعرب بشكل عام خلال العقد الماضي بشكل واضح وجلي على الاستبداد والقمع الداخلي ورموزه، فسعوا من خلال ثورات عربية للقضاء على رموز الاستبداد والعبودية، إلا أنهم لم يتم توفيرهم من قبل التدخلات الخارجية بعد أن تغلغلت أفكار الجماعات المتطرفة، إن كانت على أشكال المتطرف الأسترالي أو على أشكال جماعات الحكم في العالم العربي التي اخترقت العالم الغربي ومؤسساته وتفكيره.

ما جرى بنيوزيلندا أخيراً، يستدعي من الغرب بشكل عام والنيوزيلنديين بشكل خاص مشاهدة الفيلم، لمعرفة عدوهم الداخلي، وهو الجماعات القومية المتطرفة المجرمة، التي تهدد هوية دولها وقيمها وقيادتها، وعلى الرغم من الاقتباسات التاريخية التي تحرص هذه العصابات العرقية الممتدة اليوم في الغرب على استعائها، فإن وحش نيوزيلندا حرص على مواكبة العصر من خلال بثّ جريمته على موقع «فيس بوك»، الذي كان شاهداً على الجريمة دون أي تدخل منه للحذف أو الوقف، بينما يلاحق «فيس بوك» أحرار العالم، وما ينشرون خلال لحظات من نشرهم أي شيء لا يناسب هواه، فضلاً عن التدخل في لوغاريتماته من أجل خسارة بعض الحسابات لأتباعهم وأصدقائهم، وحين بدأ معارضو مذبحة المسجدين نشر الصور المرعبة والتعليق عليها، سارع «فيس بوك» إلى التدخل كعادته.

الأسترالي النرجسي المتطرف برنتون تارانت، الذي عبر الحدود والقوميات قادماً إلى نيوزيلندا لينفذ جريمته، بعد أن أرسل رسالة بريدية عبر الميل لرئيسة وزراء نيوزيلندا، يخبرها فيها بعزمه على تنفيذ جريمته، ومع هذا لا يجري التدخل، بل وتنفذ جريمة خلال فترة تمتد إلى 17 دقيقة، دون أن تتمكن قوى الأمن من التدخل، فضلاً عن تساؤل كبير عن امتلاكه هذه الأسلحة والذخائر، وهو يتجول بها دون حسيب أو رقيب أو كشف الشرطة لها، فإن كانت المشكلة في القوانين التي تسمح لهم بامتلاك هذه الأسلحة، فقد كان على الدول مراجعة هذه القوانين الفاشلة منذ أول يوم سقط فيه ضحايا على أيدي متطرفين غربيين، لكن ذاك لم يحصل.

لا شك أن رسالة وحش نيوزيلندا كانت موجهة إلى تركيا، حين كان يهدد أن اسطنبول ستتحول إلى القسطنطينية من جديد، وأن أيا صوفيا ستتطهر من المآذن، وبالتالي لا يمكن ذلك بنظره إلا من خلال إبعاد تركيا عن الإسلام وثنيها عن التزاماتها الحالية، ولعل الرد جاء مباشرة من اسطنبول حين كان أردوغان الرئيس الإسلامي الوحيد الذي يعقد مؤتمراً صحافياً يندد بالجريمة والمجرم، لقناعته أن الرسالة موجهة إليه ولاسطنبول بشكل مباشر، وتبع الرد الرسمي التركي رد شعبي أدى فيه المصلون صلاة الغائب أمام أيا صوفيا، وذلك على أرواح شهداء مذبحة المسجدين.