كشف مصدر مقرب من البيت الأبيض، عن تأجيل الإعلان عن «صفقة القرن»، إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي الأمريكية والانتخابات الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، عن المصدر، قوله إن «الإعلان عن الصفقة تأجل بسبب الخشية من احتمال تأثير بنود الصفقة التي تتطلب تنازلا إسرائيليا على ترشيح نواب الحزب الجمهوري الأمريكي».

وأرجع المصدر، دون الإفصاح عن هويته، قرار التأجيل خشية تداعيات قد تضر بمستقبل الحكومة الإسرائيلية التي تستعد قريبا لإجراء انتخابات برلمانية. 

وترى الإدارة الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» لن يتمكن خلال فترة الانتخابات من تبنّي بعض بنود الصفقة، مثل الاعتراف بـ«أبو ديس» عاصمة لفلسطين، خشية من أن يخدم ذلك منافسيه في الانتخابات، مثل وزير التعليم الإسرائيلي «نفتالي بينيت».

وتشير تقارير إلى أن تأجيل صفقة القرن لا يتوقف على الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية فقط، وإنما يأتي بسبب رفض من قبل السعودية ومصر والأردن لبنود الصفقة.

ويتردد في الأروقة الدبلوماسية أن السعودية سحبت ملف «صفقة القرن» من ولي العهد، «محمد بن سلمان» بسبب الصورة السلبية للسعوديّة، التي رسمتها تصريحاته بخصوص القدس المحتلة، والقطيعة مع الأردن بسبب سعيه للالتفاف على دوره التاريخي في القدس.

وقبل أيام، كشفت «رويترز»، أن دولا عربية على رأسها السعودية ومصر والأردن، أخطرت الإدارة الأمريكية، بأنها لن تدعم اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذا لم يتطرق للقدس الشرقية.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الرياض نقلت هذه الرسائل إلى الطاقم الأمريكي «جيسبون غرينبلات» و«جاريد كوشنر»، الذين زارا عواصم عربية من بينها الرياض، الشهر الماضي، حيث يبلور هذا الطاقم ما يسمّى بـ«بصفقة القرن».

وتتناقض الصفقة مع مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002 والتي عرضت خلالها الدول العربية تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) مقابل الاتفاق على إقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيلي بالكامل من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.

و«صفقة القرن»، تعتمد بشكل رئيس على إغراءات مالية من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للفلسطينيين، تقدمها دول خليجية، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة، وإعلان قرية «أبوديس» شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين.