أحدث الأخبار
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد

“فورين بوليسي”: حلم صقور واشنطن بتغيير نظام طهران قد يتحول إلى كابوس

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 21-07-2018

نشر موقع “فورين بوليسي”، تحليلا أعده مهسا روحي ، وهو زميل باحث في برنامج حظر الانتشار النووي والسياسة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، عما قد تتمخض عنه سياسة الصقور لفي إدارة ترامب في إيران.


ويقول الباحث أن تغيير النظام في إيران كان أمنية، وإن كانت بدرجات متفاوتة في العمق من قبل كل الإدارات الأمريكية وذلك منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979. وكسابقاتها نجد المسؤولين في إدارة ترامب  مثل جون بولتون (مستشار الأمن القومي)، الذي طالب بتغيير النظام قبل الانضمام إلى فريق البيت الأبيض، يمارسون الآن أقصى قدر من الضغط على إيران من أجل زعزعة استقرارها.


ويشير إلى أنه منذ أن أعلن ترامب عن الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية تحركت الولايات المتحدة لإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على البلاد وطلبت من الدول المستوردة للنفط الإيراني تخفيض وارداتهم إلى الصفر خلال مهلة زمنية مدتها أربعة أشهر مما ترتب عن ذلك انخفاض قيمة الريالالإيراني إلى مستويات قياسية، ووضع بالتالي النظام الإيراني تحت ضغوط اقتصادية هائلة مما شجع البعض بما في ذلك فريق الخارجية للولايات المتحدة إلى الاستفادة من هذه الأزمة في الدعوة إلى تغيير النظام السياسي في إيران.


وفي خطاب ألقاه في 21  مايو وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) دعا فيه الشعب الإيراني إلى (وضع جدول زمني) لتغيير النظام في البلاد وبعد شهر واحد وتحت نطاق #IranProtests في منصة “تويت”ر أعرب بومبيو عن دعمه لشعب “تعب من الفساد والظلم وقلة كفاءة قادته”.


ومع ذلك فإن النظام الإيراني ليس هشاً كما يتصور بومبيو. وحتى إذا كان الضغط على النظام سيدفع إلى إحداث تغيير فإن فريق ترامب يجب أن يكون حذراً في ما سوف يتمخض عنه هذا التغيير.


 أوروبا والصين ومتانة النظام


وبرغم أن النظام الإيراني يمر في أوقات عصيبة هذه الأيام إلا أنه ليس على حافة الانهيار فهنالك عاملان يشيران على وجه الخصوص إلى متانة القيادةالإيرانية الحالية وهم:


ـ أولاً: على مدى العقود الأربعة الماضية، أظهر النظام براعة غير عادية في قدرته على البقاء إبان مواجهة العقوبات الأمريكية التي استهدفت صادراته النفطية، وتجارته الدولية، ومعاملاته المالية، وبالتالي فمن غير المرجح أن تكون التدابير الحالية الذي اتخذت ستكون فعالة مثل سابقاتها التي طبقت قبل عقد الصفقة النووية، ناهيك عن كون المجتمع الدولي لم يعد موحداً ضد إيران كما كان قبل عقد الصفة آنفة الذكر.


وكما هو ملاحظ تعمل أوروبا على إيجاد طرق لتقويض العقوبات وتجاوز أنظمة الحظر من أجل الاستمرار في شراء النفط من إيران وحماية مصالحها داخل البلاد، ومن جانب آخر تدرس الصين زيادة مشترياتها النفطية من إيران، وحتى لو انسحبت الشركات من البلاد، فإن العقوبات لن يكون لها الأثر المرجو حينما تعمل الأطراف الأخرى ذات الثقل في الساحة الدولية على تجاوزها. وتجدرالإشارة إلى أن إيران لم تتخل عن جهودها الذاتية لتخصيب اليورانيوم وحتى في ذروة العقوبات قبل الاتفاق النووي الذي عقد في عام 2015. فهذه العقوبات أضرت بصادرات إيران النفطية وصناعات عديدة، وهمشت البلد من النظام المالي العالمي، مما إنعكس سلباً على الشعب الإيرانيولكنها فشلت في إجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي. نجاة النظام الإيراني


من العقوبات والحصار في الماضي من خلال إيجاد حلول بديلة والاعتماد على مرونة الشعب وتمرسه في التكيف مع الصعوبات الاقتصادية، يشيان وبوضوح بإنه من غير المرجح أن تكون هذه الجولة من العقوبات أسوأ مما عانت منه إيران بالفعل وخلال عقود خلت.


ـ ثانياً: الاحتجاجات التي اندلعت في  ديسمبر عام 2017، وتكررت مرة أخرى في الآونة الأخيرة، كانت شكلاً من أشكال الاستياء العفوي العام، ولم تكن منظمة من قبل جبهة معارضة لها برنامجها السياسي والاجتماعي الكفيل بخلع نظام الحكم كما يتوهم الصقور في الإدارة الأمريكية، ولذا من الأهمية بمكان العودة إلى بعض العوامل الرئيسية التي أوجدت ثورة 1979، وهي عوامل لا وجود لها على الأرض.
 فقد حدثت ثورة 1979 بعد عقود من المعارضة المنظمة للشاه محمد رضا بهلوي، وعلاوة على ذلك، كانت هناك شخصية قيادية قوية بديلة للنظام القائم حينذاك وهي آية الله روح الله الخميني، ولأكثر من 15 سنة قبل الثورة، واظب الخميني على الزخم الفكري البديل ومن خلال براعة وكاريزما في التعبير نيابة عن معارضة شعبية متنامية ضد الشاه، من خلال توزيع بيانات مكتوبة وعظات مسجلة، بما في ذلك محاضرات حول الحكم البديل، وخطة العمل للجمهورية الإسلامية المقبلة، مما منحه شعبية طاغية ومصداقية شكلت البديل المرتقب للنظام الآيل للسقوط حينها . وظهرتنتيجة لذلك شبكة وطنية من الجماعات الدينية في جميع أنحاء إيران – من المدن إلى القرى الصغيرة – التي خلقت انتفاضة قوية، بدعم من المؤسسات القوية مثل سوق البازار الكبير في طهران، ضد الشاه.


 الرهان على “مجاهدي خلق”


 وبفرض أن الضغوط الحالية أودت إلى انهيار النظام – وهو أمر بعيد الاحتمال – فإن القوى التي يأمل بولتون ورودي جولياني وبعض الآخرين في رؤيتهم بديلاً عن النظام، مثل جماعة مجاهدي خلق (MEK)، هي الأقل حظوظاً في تولي دفة السلطة. فلا وجود لمنظمة مجاهدي خلق أي قاعدة شعبية تذكر داخل إيران. وفي الواقع، يُنظر إلى أعضائها على أنهم خونة بسبب تعاونهم مع صدام حسين أثناء الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988)، وبسبب العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعة في إيران خلال الحرب.


ومن جهة أخرى، فإن التيار العلماني الإيراني (وجيل الشباب، على وجه الخصوص) الذي ينتقد النظام، يرى منظمة مجاهدي خلق أكثر راديكالية من آيات الله، ونتيجة لهذا، وعلى الرغم من عقود من الدعم الأجنبي، فإن قوى المعارضة المزعومة التي يعتد بها صقور الإدارة الأمريكية لا تملك أي شعبية تذكر داخل البلاد حتى يتم اعتبارها خياراً قابلاً للحياة السياسية كبديلاً للنظام القائم.


 الحروبالأهلية المجاورة كانت عبرة للشعب الإيراني


 ولنأخذ مساراً آخر، وهو هندسة حرب أهلية في الداخل الإيراني، وهذا لن يكون كارثياً فقط لإيران، بل سيشمل البعد الإقليمي المحيط بأكلمه، وكما يعرف الجميع، نرى نتائج صقور الإدارات السابقة في العراق وأفغانستان وسوريا وهي نتائج كارثية . وهو ما شكل عبرة للشعب الإيراني


فخوفه من الانزلاق إلى عدم الاستقرار والحرب الأهلية، مثل جيرانه، هو عامل حاسم في كبح هذا السيناريو. لقد عانى الإيرانيون من ثورة من قبل، أعقبتها ثماني سنوات من الحرب، وهذه التجربة ما زالت ماثلة في أذهان الكثير من الناس، وصحيح أنهم يمرون بأوقات عصيبة، ولكن


إذا كان البديل هو الفوضى المطلقة كسوريا أو كالعراق، فإن الإيرانيين سيختارون السلامة والأمن والنظام.


قاسم سليماني … نتيجة حتمية للسياسة المتهورة 


وبالتالي السيناريو الوحيد والأكثر ترجيحاً سيكون الاستيلاء العسكري على السلطة تحت بند (تصويب) النظام القائم. والمرشح الأوفر حظاً لقيادة مثل هذا الانقلاب هو الرجل الذي يخشاه حتى الصقور الإيرانية: الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، والحرس الثوري الإيراني المسؤول عن القوات المسلحة الأجنبية والخاصة هو العقل المدبر وراء العمليات العسكرية الإيرانية في العراق ولبنان وسوريا. 
فهو من قاد جميع العمليات في تعبئة القوات الشيعية من إيران ولبنان والعراق لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وينظر إليه على أنه تهديد شديد الخطورة من قبل حلفاء الولايات المتحدة مثل المملكةالعربية السعودية وإسرائيل.


سليماني هو الخليفة الأكثر احتمالاً لأنه ينظر إليه على نحو متزايد باعتباره بطلاً في إيران لدوره في محاربة الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وبالفعل، فإنه يعتبر “واحدًا من أهم الشخصيات الإيرانية.” وقد وصفه آية الله علي خامنئي، القائد الأعلى في إيران، (بالشهيد الحيّ للثورة). 
ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن 65٪ من الإيرانيين ينظرون إلى سليماني بشكل إيجابي للغاية. وعلاوة على ذلك، لديه السلطة التشريعية للتدخل لتصحيح النظام، فمن مهام الحرس الثوري الإيراني الرئيسية هي حماية النظام الثوري من (التهديدات الداخلية) والخارجية. 
وبالتالي إذا تصاعدت الاحتجاجات التي تدعمها الصقور في الإدارة الأمريكية، فإن لدى سليماني السلطة القانونية والخبرة العملية المتمرسة للتعامل مع هذا الشكل من الاضطرابات المدنية، وحتى لو لم يفز سليماني رسميًا بالسلطة، فسيصبح الزعيم الفعلي وصانع القرار الحقيقي في البلاد. 
وفي ظل هذه الظروف، يمكن للسياسة الأمريكية الساعية إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران أن تحقق كابوس أمريكا (وإسرائيل) الأسوأ، وهو ما يستدعي أن تقف عنده صقور ترامب طويلاً قبل ارتكاب تلك الحماقة، لعلهم يتعلمون من خلال تلك الوقفة النظر إلى ما هو أبعد من أنوفهم..