أحدث الأخبار
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 06:49 . بسبب الحالة المناخية.. الدراسة والعمل عن بعد لجميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص... المزيد
  • 01:28 . "رايتس ووتش" تطالب أبوظبي بإنهاء الحجز الانفرادي المطول للمعتقلين وإسقاط التهم الموجهة ضدهم... المزيد
  • 11:14 . المستشار الزعابي: معتقلو الإمارات ضحية "نظام أمني قمعي" يتمدد في اليمن والسودان وليبيا... المزيد
  • 10:46 . البحرين تبحث عن مستثمرين في خط أنابيب لنقل النفط من السعودية... المزيد
  • 10:42 . مقتل خمسة في هجوم مسلح على مسجد بأفغانستان... المزيد
  • 10:41 . وسط تزايد حوادث الكراهية والتمييز.. رايتس ووتش تتهم ألمانيا بالتقصير في حماية المسلمين... المزيد
  • 10:38 . فينيسيوس يقود ريال مدريد للتعادل مع بايرن في نصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 08:09 . جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ونظيراتها الإماراتية تغرق في التطبيع حتى أذنيها... المزيد
  • 12:58 . برباعية أمام كلباء.. الوصل يتأهل إلى نهائي كأس رئيس الدولة... المزيد

ما نقوله إذا تحدثنا عن منازلنا

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-05-2018

عندما نسافر، عادة ما نختار وجهات تفوح برائحة المفاجآت والدهشة، نختار فيها فنادق رائعة، ذات بوابات ضخمة وصالات واسعة كما القصور، ندخلها بانطباع غريب يشي بشيء من النزق، نتحدث عنها كأنها ملكنا وننسى أنها ليست منازلنا، هذه أماكن إقامة مؤقتة «لزوم الحاجة لا أكثر»!

إن أكثر ما اشتاقه في أسفاري هو دفء المنزل وتفاصيله الكثيرة، كموعد قهوتي وفناجيني وطاولة المطبخ وأصص الزرع الملونة، أشيائي الخاصة التي أعرف أين تركتها بالأمس أو تلك التي أهملتها منذ أشهر عديدة فتراكم عليها بعض الغبار والعلب والأوراق وكثير من النسيان، ككتاب لم أكمل قراءته، كعلبة الأشرطة الملونة التي ألف بها هدايا الأحباب، كحذاء المشي الذي يلح على البال كلما ضاقت ملابسي وفكرت في إنقاص وزني، كفناجين القهوة التي أهدتني إياها صديقتي ولم أحبها أبداً فوضعتها في مكان نسيته لكنني حين اشتقت لصديقتي تذكرت الفناجين فذهبت أبحث عنها.

في منزلي، أحب حالة العيش تحت مظلة الدعة، كدب باندا يدير عينيه غير عابئ بأحد سادر في كسله يقضم أعواد الخيزران، في منزلي أعد قهوتي على مهل وارتشفها كجميعكم بهدوء نحسد عليه، في سفري تلوح أمامي كل الأشياء الصغيرة التي تركتها هناك والتي لا توفرها لي الفنادق الفخمة، فحتى كوب القهوة يحضره النادل بارداً تحتسيه بمجرد أن يوضع أمامك كأنك تجيب عن ورقة امتحان وليس أمامك متسع من الوقت، الفناجين المزخرفة التي يصنعها الصانع الفلورنسي الشهير لا تجعل للقهوة مذاقاً طيباً كقهوة البيت أبداً!

ولأنني أحب منزلي فإنني أحفظ تفاصيله ورائحته، وكل الأشجار المغروسة فيه، أتذكر تماماً أنني في اليوم الأول لي في المنزل غرست غصناً أخضر، قالت لي أمي اربتي على التربة جيداً، استنشقيها، ثم علمتني بعض الكلمات والأدعية، قلتها كمن يربط تعويذة حول زنده، اليوم حين أفتح نافذة غرفتي في الطابق الثاني، أجد أغصان الشجرة تتشاكس أيها يمكنه الدخول لغرفتي من تلك النافذة، فأتذكر رواية لاتينية قرأتها عنوانها «بقايا قهوة» تتحدث عن غرفة وعن شجرة وعن نافذة وعمن يدخل ويخرج منها متسلقاً أغصان تلك الشجرة الهائلة!

أنا لا ألملم الأشياء الزائدة في بيتي باستمرار ولا أتخلص منها أولاً بأول، وهذا عيب أعترف به، مع ذلك فأنا لا أشعر بأن هذه الأشياء تعيق حركة الطاقة فيه، يعبق منزلي برائحته الخاصة، رائحة الحياة، تلك الرائحة التي يشعر بها كل من يدخل البيت، وهذا هو الفرق بين منزلك ومنازل الإقامة المؤقتة!