استقبلت أبوظبي خلال الساعات القليلة عددا من أعضاء الكونجرس الأمريكي قبيل الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي والتي تجري عادة في نوفمبر كل عامين، وهي تأتي في نوفمبر من العام الجاري. 

فقد استقبل الشيخ محمد بن زايد السبت (17|2)  السيناتور الأميركي توم كوتون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أركنسا الذي كان يجري زيارة للدولة. و قالت وكالة أنباء الإمارات، أن ولي عهد أبوظبي "بحث معه علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة وسبل تعزيزها وتطويرها". 

ويقول مراقبون إن ذلك يدلل على إيمان الشيخ محمد بن زايد بأهمية أعضاء المجالس المنتخبة وقدرتهم على تمثيل مصالح قاعدتهم الانتخابية وغيرها، وهو ما لا يتمتع به عضو المجلس الوطني الاتحادي على الإطلاق نظرا للصلاحيات "المتواضعة" التي منحها الدستور للمجلس الوطني ومنع عنه الصلاحيات التشريعية والرقابية.

والأحد  (18|2) التقى في أبوظبي أيضا، يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى واشنطن، على مائدة عشاء عمل، وفدا من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة السيناتور ريتشارد بير، رئيس لجنة الاستخبارات. 

وضم الوفد السيناتور جون كورنين، والسيناتور جون ثون، والسيناتور جو مانشين، و باربارا أليف سفيرة أمريكا لدى الدولة. وبحثوا العلاقات الثنائية وتطورات الشرق الأوسط. 

والاثنين (19|2) التقى محمد بن زايد بذات الوفد الذي دعاه العتيبة على العشاء،  برئاسة السيناتور "ريتشارد بير" رئيس لجنة الاستخبارات.

وتأتي هذه اللقاءات المكثفة مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي قبيل شهور من إجراء الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل، إذ يعتبر مراقبون أن الأعضاء يبحثون عن ممولين لحملاتهم الانتخابية مقابل دعم المانحين في الكونجرس، على غرار ما يفعل اللوبي الصهيوني أو اللوبي السعودي وغيرهم من عشرات اللوبيات في الولايات المتحدة.

وسبق أن كشف صحيفة "نيويورك تايمز" عن لعب يوسف العتيبة دورا يؤثر فيه على قرارات أعضاء في الكونجرس و زارة الخارجية، وهو الأمر الذي كان مثار انتقاد بالنسبة للصحيفة، في حين كان موضع تفاخر بالنسبة لوسائل إعلام رسمية وإغلاميون رسميون مثل رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" محمد الحمادي. 

تزامن اللقاءات مع الانتخابات

الانتخابات النصفية هي انتخابات عامة تجرى بالولايات المتحدة في منتصف كل ولاية رئاسية – التي تدوم أربع سنوات – ويقوم الناخبون خلالها بتجديد جزء من أعضاء الكونغرس – مجلس النواب – وحكام بعض الولايات ومسؤولين محليين، وهي فرصة كذلك لاقتراح مشاريع قوانين محلية.

يتكون الكونغرس الأمريكي من مجلسي النواب والشيوخ، وجميع مقاعد مجلس النواب - 435 مقعدا - وثلث مقاعد مجلس الشيوخ المئة سيعاد تجديدها عبر التصويت. بالإضافة إلى 36 من أصل 50 حاكم ولاية.

لماذا الانتخابات النصفية مهمة؟

تكمن أهمية الانتخابات النصفية الأمريكية في كونها اختبارا للرئيس في منتصف ولايته الرئاسية، حيث يحاول المعسكر الديمقراطي  القول إن الانتخابات النصفية هي بمثابة استفتاء على سياسة الرئيس ترامب.
كما يمكن للانتخابات النصفية أن تكشف الجو السائد داخل المعسكرين الجمهوري والديمقراطي. 

و تعتبر الانتخابات النصفية اختبارا على الصعيد المحلي، لأن الناخبين يختارون خلالها كذلك أعضاء المجالس البلدية، القضاة وقادة الشرطة.