أحدث الأخبار
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد
  • 10:52 . "حماس" ترفض أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 10:49 . تجمع بين النصر والوصل.. نهائي كأس رئيس الدولة في 17 مايو... المزيد
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد

خفايا الأعوام الثلاثين

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 06-10-2017


ديفيد كريست مؤرخ بارز ومستشار خاص في شؤون الشرق الأوسط، له كتاب مهم حول الصراع الخفي الذي دار بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران طوال العقود الثلاثة الماضية. عنوان هذا الكتاب هو «حرب الشفق.. خفايا ثلاثين عاماً من الصراع الأميركي الإيراني»، وقد قضى كريست في تأليفه قرابة عشرين عاماً، واستند فيه إلى مئات الوثائق السرية وشهادات مئات الشهود والمشاركين في صناعة القرار والحدث من مختلف البلدان، عسكريين واستخباراتيين. ويقول المؤلف عن الأسباب التي دفعته لتأليف «حرب الشفق»: إنه عندما كان يبحث حول فرضية أميركية إيرانية، استرعته أهمية الكشف عن جوهر العقل الإيراني وتوجهاته وحقيقة الثورة الإيرانية والتفكير الأيديولوجي الذي تؤمن به واللغة التوسعية التي تتعامل بها مع الآخر في المنطقة.


يقول كريست: إن علاقة البلدين ظلت تتأرجح منذ ثلاثة عقود بين الحرب والسلام، وإن الثورة الخمينية كانت بمثابة «البركان» الذي انفجر في وجه هذه العلاقة، لأن الشاه إيران كان أحد أهم حلفاء أميركا في المنطقة، وكانت إيران أكبر قوة في الشرق الأوسط. وكما يعتقد كريست فإن الشاه هو من صنع هذه الثورة عندما شجع على التغريب وتحدى واقع المجتمع في تلك الفترة، وفرض إعادة توزيع الأراضي الزراعية بصورة قسرية، خاصة الممتلكات الشاسعة العائدة إلى رجال الدين الشيعة، فكان هذا بمثابة ضربة في صميم نفوذهم وثروتهم، كما أمر ببيع الشركات التي تملكها الدولة، ومنح المرأة حق الاقتراع ومكنها من تقلد المناصب السياسية، وألغى التعليم الديني في المدارس العامة إذ كان يعتبر الإسلام ويعتبره «قوة رجعية تعيق بناء إيران جديدة وعصرية»، مما أحدث اضطراباً وتغييراً اجتماعياً سريعاً وعدم استقرار، لاسيما أن الثروة النفطية بقيت بأيدي نخبة صغيرة، بينما زادت البطالة في المناطق الريفية وزاد عدد سكان طهران خمسة أضعاف مع تدفق الفلاحين إلى المدينة بحثاً عن فرص عمل. وفي ظل هذه الظروف، ألغى الشاه الانتخابات وحظر الأحزاب السياسية المستقلة لصالح حزب واحد يدين له بالولاء، فتلاشت الدعوة إلى الملكية الدستورية، وظهرت المعارضة معبِّرةً عن حالة الاستياء في الشارع الإيراني، وقال السفير الأميركي في طهران «سوليفان» للجنرال «هاينر»: «لقد انتهى الشاه»، ثم أثار مسألة فتح حوار مع الخميني باعتباره ممثلاً لسلطة الشارع. وهنا يبين الكتاب كيف أن الإدارة الأميركية بدأت تواجه الواقع الإيراني في ذلك الوقت باستراتيجية جديدة، خاصة بعد أن وجدت أن المنطقة تتحول سريعاً إلى «قوس أزمات».
 
الخميني بدوره، كما يوضح كريست، كان صريحاً في التعبير عن أهداف ثورته، ففي 21 يونيو 1982 قال: «إن الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء»، وأعلن عن رؤيته لامتداد الهلال الشيعي على طول الشرق الأوسط.


وفي الوقت ذاته، كان الصراع الخفي جارياً بين الطرفين، من تجنيد العملاء والمرتزقة وإنشاء العديد من شبكات التجسس المتبادل. وهو صراع استخدمت فيه عدة عمليات إرهابية مثل تفجير مبنى قوات «المارينز» في لبنان، وتفجيرات أخرى في المنطقة وخارجها، وصولاً إلى الأحداث الدامية في العراق وسوريا واليمن، والتي تمثل ترجمة للفكر الثوري الإيراني واستراتيجيته التوسعية، كما لخصها الخميني بقوله: «سنقوم بتصدير ثورتنا إلى كل مكان في العالم». هذا علاوة على السياسة التي انتهجتها إيران الخمينية لتصفية حساباتها مع الآخر، والتي توضحت في صيف 1982 عندما حطت طائرة إيرانية في مطار دمشق ونزل منها أربعة وعشرون فرداً من «الحرس الثوري» عبروا الحدود إلى لبنان ليكونوا أول فوج من الـ800 رجل من عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين كان لهم الدور الأساسي في تكوين «حزب الله» الذي عمل طوال هذه السنوات على نشر الإرهاب ورسالة إيران المذهبية والثورية في المنطقة العربية.