أحدث الأخبار
  • 12:15 . مصر: "إسرائيل" المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية في غزة... المزيد
  • 10:41 . حتا أول المغادرين من دوري الإمارات للمحترفين... المزيد
  • 10:04 . إعلام عبري: مخاوف إسرائيلية من إصدار "العدل الدولية" قراراً بوقف القتال برفح... المزيد
  • 06:57 . منظمة حقوقية تدعو لمحاسبة أبوظبي وقطع التعامل معها على خلفية قضايا التجسس... المزيد
  • 06:20 . قطر تؤكد أن عملية الاحتلال برفح أخرت مفاوضات الهدنة... المزيد
  • 11:02 . أرباح "دبي للاستثمار" تتراجع 64% بالربع الأول 2024... المزيد
  • 10:38 . "أدنوك للحفر" تُخطط لإتمام ثلاث عمليات استحواذ جديدة خلال 2024... المزيد
  • 10:38 . حاكم الشارقة يعتمد طلبات 1000 وحدة سكنية للمواطنين في مجمعي القطينة والشنوف... المزيد
  • 10:28 . مقتل خمسة عسكريين بينهم عقيد في هجوم بشمال العراق... المزيد
  • 10:27 . إدارة بايدن تستبعد نجاح الاحتلال الإسرائيلي في إنهاء حماس... المزيد
  • 10:11 . الأمم المتحدة: نحو 360 ألف شخص فروا من رفح منذ صدور أوامر الإخلاء... المزيد
  • 10:08 . برشلونة ينتزع وصافة الدوري الإسباني من جيرونا... المزيد
  • 10:00 . أستون فيلا يقتنص تعادلا ثمينا أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:09 . الاحتلال الإسرائيلي يقتل موظفاً أممياً شرقي رفح... المزيد
  • 07:27 . تحذيرات من انتشار الأوبئة في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي... المزيد
  • 06:44 . المستشفى الإماراتي الميداني برفح يعلن إجراء 1752 عملية جراحية... المزيد

فرصة ثانية لحياة أخرى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-08-2017


في الفضاء الخارجي الواسع للمقهى الذي يتوسط حياً راقياً وهادئاً من أحياء مدينة ميونخ الألمانية، عادةً ما يكون جارك على الطاولة القريبة رجلاً أو سيدة طاعنة في السن، أو قد تتشارك مجموعة من السيدات أو الرجال كبار السن تلك الطاولة، ستلاحظ دائماً أنهم يحضرون للمقهى في وقت واحد، يرتدون أجمل ثيابهن التي تعود لطراز سنوات بعيدة مضت، دون أن تنسى النساء الاهتمام بزينتهن وتصفيف شعرهن، فهذه الجلسات التي تجمع الصديقات أو الأصدقاء القدامى تحظى باهتمامهم وسط حالة الوحدة التي تحيط بمعظمهم أو معظمهن.

هؤلاء السيدات اللواتي يجلسن باسترخاء تام، يثرثرن طوال الوقت دون توقف، ويحتسين قهوتهن بتمهل يُحسدن عليه، يحاولن التشبث بما بقي من مرح الأيام وبهجة الوقت، يعوضن تلك الأيام التي مضت وهن يلهثن -ككل الناس - للحاق بمواعيد العمل ومواعيد القطارات، لم يكن لديهن متسع لاحتساء فنجان قهوة بتمهل، فالحياة كانت تجري وكن يركضن للحاق بها، وحين توقف السباق وخرجن من المضمار وجدن أن لا شيء أكثر متعة من الجلوس في ظل الوقت البطيء مع صحبة لطيفة.

تمسُّك الكبار بمنازلهم وأحيائهم القديمة وصداقاتهم يعبر عن ندم عميق في دواخلهم، ندم على كل ما فات، على كل ما لن يعيشوه كما يجب أو كما كانوا يتمنون، إن الاعتراف بالندم ليس خطراً على الصحة وليس عيباً وليس تهمة، إنه شجاعة حقيقية وفرصة للتخفف من الأعباء الزائدة.

لقد حاولت مجموعة من العلماء أن تُجري اختباراً ما على كبار السن فيما يخص الأمور التي ندموا عليها في حياتهم، فكانت المفاجأة أن أغلبهم أجاب بأنهم ندموا لأنهم عاشوا كما أراد غيرهم أن يعيشوا وليس كما أرادوا هم، وأنه لو عاد بهم الزمن إلى الوراء ووقفوا عند تلك اللحظات الحاسمة التي توجب عليهم اختيار دراستهم أو عملهم أو إقامتهم وأفكارهم، فربما تكون خياراتهم مختلفة تماماً. هل يمكن أن يكون ذلك صحيحاً؟ هل يمكن أن يختار الإنسان مصيراً مختلفاً عما عاشه في الحياة الأولى؟

ما الذي يمكن أن يجعله يختار خيارات مغايرة؟ الندم، العلم بنتائج خياراته؟ أعتقد بأن لا شيء سيختلف، طالما أن الإنسان نفسه سيكون في المكان نفسه، وفي الظروف نفسها، وتحت وطأة المواجهات والضغوط عينها، يتمنى الإنسان ذلك حين يدركه الوقت، نعم يتمنى، لكن لا شيء آخر يمكن أن يتغير!