أحدث الأخبار
  • 08:36 . "حماس" تعلن انتهاء جولة مفاوضات القاهرة وغالانت يتوعد باجتياح رفح... المزيد
  • 08:07 . تركيا تنفي تعرض سائح سعودي لاعتداء في إسطنبول... المزيد
  • 08:06 . جيش الاحتلال يتكبد خسائر إثر هجوم "خطير" للمقاومة في غلاف غزة الجنوبي... المزيد
  • 07:59 . أحمد الشيبة النعيمي: "فيديو عبدالله بن زايد" تحريض صريح على الإسلام والمسلمين... المزيد
  • 07:05 . بعد السعودية.. الإمارات الثانية خليجيا في التصدير للصين... المزيد
  • 07:01 . حكومة الاحتلال تقرر إغلاق مكاتب قناة "الجزيرة".. وحماس تعلق: إجراء “قمعي وانتقامي"... المزيد
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد
  • 10:52 . "حماس" ترفض أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 10:49 . تجمع بين النصر والوصل.. نهائي كأس رئيس الدولة في 17 مايو... المزيد
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد

التفوق الأخلاقي القطري

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 08-08-2017


في خطاب سمو الأمير الأول منذ بداية الأزمة الخليجية، ركز على التفوق الأخلاقي القطري، هذا التفوق الذي ذكره سموه ضمن خطابه يحمل أهمية سياسية كبيرة، حيث يعني ذلك أن المجتمع القطري على المستوى العملي والنظري مجتمع مبادئ، وبالتالي لا يقبل أن يجر بشكل انفعالي، في أي صراعات كانت، إلى مستوى أقل من مستواه الأخلاقي كما هو الحال عادةً في الدول التي تحكم بأنظمة قمعية وبعقلية أمنية يدفع فيها الإعلامي والمثقف للهجوم على كل من تراه الدولة خصماً، ويتنافس أولئك في شدة الهجوم وبروزه لتحقيق مكتسبات مادية وكسب رضا المسئولين.
كان جلياً كذلك حرص سموه على التأكيد على أهمية عدم الانزلاق نحو ما لا يليق بالشعب القطري ومبادئه وقيمه، فنحن اليوم نتعرض إلى محاولة واعية من دول الحصار لجر الإعلام القطري والمؤسسة الدبلوماسية القطرية والفاعلين على المشهد السياسي القطري، إلى سقوط أخلاقي علني لتجد تلك الدول الحجة بذلك لشرعنة تصرفاتها اللا أخلاقية تجاه دولة قطر أمام شعوبها.
التركيز على التفوق الأخلاقي في الخطاب السامي يؤكد على أهميته في تفاصيل التعامل والتواصل وحتى اللغة التي يتم استخدامها في الإعلام ومن قبل الساسة، كل ذلك يجب أن يقف عند حدود واضحة أخلاقياً، ففي الإطار الدبلوماسي يجب أن يكون الخطاب هادئاً، ولا بد أن تكون فيه حالة من الاستقرار اللفظي تبتعد عن الألفاظ والتراكيب المنفعلة، أما في السياق الإعلامي فالحدود أقل صرامة، فالإعلام مساحة مناسبة للتعبير عن المواقف الانفعالية والعاطفية، ولكن بشكل لا يتعدى الحدود الذوقية ولا يبتعد عن دقة المعلومات والتعامل مع الأحداث بما تستحق، أي دون تضخيم أو تسفيه للحدث أو شخوصه.
وهذا التفوق الأخلاقي لم يقتصر على لغة الخطاب الإعلامي والسياسي والشعبي ولكنه امتد أيضاً إلى الإجراءات والممارسات السياسية، فقطر على الرغم مما تعرضت له من إجراءات جائرة لم تتخذ قراراً بمنع أحد من دخولها ولا طردت أحداً من البلاد ولا قطعت علاقات اقتصادية مع طرف بما في ذلك دول الحصار، وتنقل بعض المصادر أن رئيس شركة كبرى من شركات الطاقة العالمية قال في لقاء جمعه بكبار المسئولين في قطر «أنتم حافظتم على سمعة قطر 150 عاماً مقبلة من خلال حفاظكم على علاقاتكم الاقتصادية وعلى إمداداتكم بالغاز للإمارات وغيرها من الدول»، مثل هذا الموقف يدلل على أهمية التحلي بالمواقف الأخلاقية في مثل هذه الأزمات، الأمر الذي تنبهت له الدوحة مبكراً في تعاملها مع الموقف.
يضاف إلى ما سبق أن خطاب سمو الأمير كان فيه تركيز بالغ جداً على أن الدول الأخرى لا تقبل الظلم ولا تقبل مثل هذه الإجراءات، حيث قال سموه مثلاً: «لم يدرك من قام بهذه الخطوات أن شعوب العالم لا تتقبل الظلم بهذه البساطة «، وبالتالي ربط سموه الموقف الأخلاقي الذي اتخذته قطر بموقف أخلاقي إنساني متمثل في رفض الظلم، خاصة وأن دول الحصار قامت بممارسات في إطار ضغطها على مختلف الأطراف لاكتساب مواقف داعمة لحصار قطر تجردت فيها من المسئولية الأخلاقية في العلاقات الدبلوماسية، وهذه فرصة تاريخية ليعرف العالم أن دولة قطر شريك متوازن وداعم لا يبتز أحداً من حلفائه لتمرير مشاريعه ووجهات نظره السياسية، وهذا يمثل حجر زاوية في التوسع بالعلاقات الثنائية القطرية، يتوفر لمختلف الدول الآن تجربة يقاس عليها تثبت أن الشراكة مع قطر ليست تهديداً ولا تحدياً، بل هي علاقة مثمرة إيجابية للطرفين لن تتسبب في تعقيد المواقف السياسية، بينما أثبتت دول الحصار أن العلاقة معها قائمة على المنفعة لصالحها هي فقط وبالتالي لن تتورع في إطار علاقاتها الدبلوماسية عن استغلال الأطراف الأخرى وتوظيفها لتحقيق مكاسبها حتى ولو كان ذلك يعود بالضرر على الحلفاء.
التفوق الأخلاقي القطري على المستوى الإعلامي والسياسي والاقتصادي من المكتسبات المهمة لهذه الأزمة، واستثمار هذا التفوق والبناء عليه سيوفر فرصة انطلاقة أرحب في فضاء العالم الحر دبلوماسياً واقتصادياً وسيرفع اسم قطر عالياً، ويعزز أسهمها في سوق التحالفات الدولية.;