أحدث الأخبار
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:06 . زيادة جديدة في أسعار الوقود بالدولة لشهر مايو... المزيد
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد

أسس أردوغان للمصالحة التاريخية مع العرب

الكـاتب : محمد زاهد جول
تاريخ الخبر: 05-08-2017

في خضم التحديات التي تواجهها تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمته ألمانيا، على خلفية المواقف العدائية الأوروبية والألمانية ضد السياسات التركية الداخلية والخارجية في السنوات الماضية، وعلى رأسها المواقف المشبوهة لبعض الدول الأوروبية من التنظيمات الإرهابية التي تضرب الأمن القومي التركي وتستهدف اقتصاده، وبالأخص دعم تنظيم غولن الإرهابي، زعيم الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016، والعناصر الإرهابية التابعة لحزب العمال الكردستاني، التي تتخذ من الأراضي الأوروبية والألمانية ملاذا آمناً لها، وأوكارا للتخطيط بأعمال عدائية ضد تركيا، وتجمع التبرعات المالية من الأوروبيين، وتأخذ الدعم الأمني والسياسي والعسكري لمواصلة أعمالها الإرهابية ضد الشعب التركي.
وفي خضم الاختلاف التركي الأمريكي الحاد، على خلفية الدعم العسكري الأمريكي لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، وميليشياته المسلحة، وحدات حماية الشعب بالاسم الكردي، وهي قوات سوريا الديمقراطية نفسها بالاسم الامريكي، على الرغم من رفض تركيا لهذا الدعم العسكري الكبير لها، بسبب مخاوفها من تحويل هذه الاسلحة لداخل تركيا، واستخدامها من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني في أعمال إرهابية ضد الشعب التركي، حيث إن حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته المسلحة، هو فرع سوري لحزب العمال الكردستاني، يأتمر بأوامره وينفذ مخططاته، ولكن أمريكا تغض النظر عن المخاوف التركية، بحجة أن هذه الأحزاب الكردية تحارب «داعش»، بينما هي تمهد الأراضي السورية لبناء قواعد عسكرية لأمريكا في سوريا، بدليل أن أمريكا تغض النظر أيضاً عن الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيات التابعة لحزب «ب ي د» في عمليات التطهير العرقي في المدن والقرى العربية في الشمال السوري.
في خضم هذه التوترات بين تركيا وبعض الدول الأوروبية ومع أمريكا للأسباب السابقة وغيرها، وفي خضم البطء في سير توثيق العلاقات التركية الروسية، وبالأخص في المجالات العسكرية، وتأخر توقيع صفقة المنظومة الدفاعية الصاروخية س400 مع روسيا حتى الآن، تأتي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتعبير عن توجه آخر للسياسة التركية، وهو ضرورة تغيير المناهج الدراسية التركية، التي تسيء إلى العرب، فهذه السياسة التركية نحو العرب تمثل مؤشرًا على أن تفكير الرئيس التركي والسياسة التركية تتطلع، على المدى القريب والبعيد، لتوثيق العلاقات التركية العربية، بغض النظر عما ترسمه الظروف الراهنة والمعاصرة، فالرئيس التركي طالب بتغيير المناهج الدراسية في الكتب المدرسية، التي تعلم التلاميذ الأتراك بأن العرب طعنوا الدولة العثمانية والأتراك من الظهر، ووجهة نظر الرئيس التركي أن هذه القضية غير صحيحة، وأن ما وقع من أخطاء بين العرب والأتراك في التاريخ القريب كانت له ظروفه التاريخية الخاصة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، التي لا يتحمل مسؤوليتها العرب اليوم، ولا في المستقبل، وبالتالي فإن بقاء هذه المواقف العدائية بين العرب والأتراك ليس صحيحا، ولا صواباً، لأن القواسم المشتركة بينهما أكبر بكثير من نقاط الاختلاف.
يقول الرئيس أردوغان: «أستذكر بكل فخر واعتزاز مئات الآلاف من جنودنا الذين سارعوا إلى الشهادة دون أدنى تردد، وإخواننا العرب الذين حاربوا إلى جانبهم، كي لا تدنس أقدام الأعداء مقدساتنا الإسلامية، لقد آن الآوان لكي نضع جانبًا الكذبة القائلة إن «العرب طعنونا من الخلف»، التي انحفرت في الأذهان على مر الأجيال، لأنها أُدرجت في الماضي بشكل مقصود وخاطئ في كتب التعليم المدرسية»، أي أن التاريخ الاسلامي المشترك بين العرب والأتراك شاهد على الوحدة والتضامن والتعاون بينهما قرونا طويلة، بينما التركيز على لحظات تاريخية قليلة وخاضعة لظروفها التاريخية ينبغي أن لا تحكم على كل التاريخ التركي العربي، والمهم أن الرئيس يقول إن هذه المقولة العدائية بين الأتراك والعرب أدرجت في الماضي بشكل مقصود وخاطئ في كتب التعليم المدرسية، لأنها أدرجت لتعمل على توسيع شقة التباعد بين الأتراك والعرب بعد إسقاط الدولة العثمانية، وفي الوقت نفسه أدرجت في الكتب المدرسية العربية مثل هذه العبارات ضد الأتراك، في لحظات بعث القومية التركية، أو بعث القومية العربية بشكل خاطئ ومقصود، والسعي لإزالة هذه العبارات من الكتب المدرسية التركية خطوة إيجابية لتغيير مفاهيم الشعب التركي عن العرب، والعكس صحيح أيضاً.
إن هذه الرؤية التي يسعى الرئيس التركي لتغييرها في المناهج الدراسية في تركيا ينبغي أن تقابلها خطوات إيجابية في كل الدول العربية، التي لا تزال تدرس مثل هذه العبارات ضد الأتراك، فما وقع في التاريخ القريب لا يمثل أكثر من مرحلة تاريخية لها ظروفها التاريخية القاهرة، وتطلعات تركيا وشعبها اليوم بخلاف ما هي عليه النظرة الخاطئة التي أدرجت مثل هذه العبارات في الكتب المدرسية قبل عقود، وسوء النوايا أو المواقف الخاطئة لبعض الأحزاب القومية التركية أو العربية التي أسست ثقافتها الحزبية قبل نصف قرن وأكثر، ينبغي أن لا تبقى تحكم على الأتراك ولا العرب بالمنظار نفسه اليوم.
فالدول العربية العصرية أصبحت واقعا – كما هو الحال – بالنسبة للجمهورية التركية، وينبغي أن لا توجد مخاوف للأنظمة السياسية العربية من تركيا، وألا توجد مخاوف عربية بين أنظمتها السياسية نفسها، فالمحاولة الخاطئة من صدام حسين لضم الكويت بالقوة عام 1990 تمت مواجهتها من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، واستخدمت القوة العسكرية الدولية لإلغائها، فاستقرار النظام الدولي الحالي في البلاد العربية والاسلامية ليس مهددا بالزوال، والمساعي بين هذه الدول ينبغي أن تكون لتحسين العلاقات السياسية بينها، خدمة لمصالح شعوبها، وليس لمصالح أنظمتها السياسية فقط.