يثار جدل إقليمي حول دخول أبوظبي مؤخرا بقوة على خط الأزمة الليبية، وإمكانية سحبها البساط من تحت المبادرة التونسية التي توافق عليها الجميع لحل الأزمة الليبية.
ورغم تحركات قائد محاولة الانقلاب الفاشلة خليفة حفتر في المنطقة وكثرة زياراته لأبوظبي إلا أن وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، لا يزال يعتبر أن أن لقاء "السراج-حفتر" ودخول الإمارات على الخط؛ لا يعد سحبا للبساط من تحت أقدام المبادرة التونسية، مضيفا: "نحن لسنا في سباق مع أي طرف كان، ومبادرتنا مرحب بها من قبل كافة الأطراف الليبية".
ويزور رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج الجزائر الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال.
وطرحت هذه الزيارة في هذا التوقيت تساؤلات حول علاقتها بـ"اجتماع أبوظبي"، وما الجديد الذي ستقدمه الجزائر للسراج؟ وهل تعد هذه الزيارة ردا على تحركات الإمارات في الملف الليبي، أم أنها لترتيب الأوراق وحسب؟
وفي حديث للصحافة قال المحلل السياسي الليبي، وليد ماضي، إن "الهدف منها محاولة إقناع الجزائر بالتسوية التي رعتها الإمارات بين حفتر والسراج، فالجزائر داعمة للسراج الذي يسعى بأن لا تخرج الجزائر عن التوافق المبدئي الذي حدث في أبوظبي، والذي يبدو أنه يعكس الإرادة الأمريكية".
وأضاف "من المفارقة أن السراج هذه المرة سيكون بمثابة الوسيط للتوفيق بين الإمارات والجزائر وتونس، مما يرسخ بأن المنظومة العربية والدولية أصبحت تستحوذ على القرار الليبي في غياب إرادة ليبية مستقلة، وأنها تتنافس حول مصالحها في ليبيا، وليس من أجل ليبيا".
بدوره اعتبر عضو الهيئة العليا لحزب تحالف القوة الوطنية الليبي، صفوان الميسوري، أن "الرؤية الجزائرية للأزمة الليبية وموقفها من أطراف الصراع؛ لا تتسق تماما مع رؤية الإمارات".
ولفت إلى أن "زيارة السراج وحفتر لأبو ظبي منحت الامارات ميزة إضافية على باقي الدول المنخرطة في ليبيا، وهو ما دفع الجزائر إلى التأكيد على دورها الحيوي في هذا الملف".
وقال الميسوري إنه "بحسب نظرة الجزائر للصراع في ليبيا، وتماشيا مع موقفها من القوى المتصارعة؛ تصبح استضافة السراج محاولة لإحداث التوازن من جديد، والذي قد يكون اختل نوعا ما بعد لقاء أبوظبي".
ورأى الناشط السياسي الليبي أسامة كعبار، أن "اجتماع الإمارات وحضور السيسي نسف المشروع التونسي-الجزائري-المصري، لهذا يريد السراج بزيارته هذه أن يبقي على ود الجزائر؛ لأنها دولة جوار، ولها نفوذها الدولي".
والشهر الماضي أكد ولي عهد أبوظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دعم الإمارات للجنرال خليفة حفتر، مشيداً بدور الأخير في "محاربة الإرهاب".
وأعرب عن "تقديره للدور الذي يلعبه الجيش الوطني الليبي والمشير خليفة حفتر في محاربة الإرهاب وتنظيماته"، معتبراً أن "هذه الجهود ساهمت بشكل أساسي في تقليص هذا الخطر".
وأكدت وثائق رسمية صادرة عن مجلس الأمن الدولي، أن أبوظبي تقوم بدور سلبي في ليبيا إذ تبين أنها تخترق الحظر الدولي المفروض على السلاح إلى ليبيا وتزود به اللواء المنشق خليفة حفتر.
