أكد سالم النار الشحي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن الديون المتعسرة تعد أبرز مشاكل الشباب حالياً، موضحاً أنه سيوجه سؤالاً حول ضرورة نشر ثقافة الادخار والتدبير وإدخالها في المناهج التربوية.
وقال لـ «الاتحاد»: «أظهرت دراسات إحصائية عديدة أنّ نحو 70% من الشباب الإماراتي الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، قد وقعوا تحت وطأة الديون»، مبيناً أن هناك مجموعة عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية أسهمت في ترسيخ ثقافة الاستهلاك خلال السنوات الأخيرة بين المواطنين.
وقال إن التفاخر والتقليد الأعمى للسلوكيات السلبية، ومحاكاة الغير في الملبس والمأكل وغيرهما، والتي تصل إلى حد البذخ والتباهي والإسراف، هي عوامل رئيسة للديون، مؤكداً أهمية تعزيز الوعي الادخاري بين الشباب أكثر من أي وقت مضى، مشدداً على أهمية المسؤولية الاجتماعية في نشر هذا الوعي بين صفوف الشباب الإماراتي، وكيفية إدارة شؤونهم المالية بطريقة فعالة وصحيحة. وقال: «إن غياب مفهوم الادخار بين الشباب، له تأثير كبير على الاستقرار الأسري في المجتمع، حيث الإسراف وعدم الاعتدال في النفقة، خاصة الصرف على الكماليات، مع عدم حسن التدبير في الصرف، وعدم القدرة على تحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات، ما يترتب على ذلك آثار سلبية على نفسية الشباب وعلى المجتمع ككل»، مؤكداً ضرورة وجود جهود مشتركة من قبل مختلف المؤسسات التعليمية والاجتماعية، لإطلاق حملات توعية تلقي الضوء على أهمية الادخار.
ودعا إلى أهمية تقديم نهج وسياسات جديدة لتعزيز مبادئ الادخار بين الشباب، وكيفية تشجيع الشباب على الادخار ومعالجة التحديات التي تواجههم في هذا المجال، موضحاً أنه على البنوك والمصارف توضيح العواقب والمخاطر التي يحتمل أن يواجهها المتعاملون في حال تخلفهم عن السداد. وبين أن هناك بعض البنوك التي تقدم مغريات كثيرة لخدمات البطاقات الائتمانية، ويقع الشباب فريسة للديون والمبالغ المتراكمة التي يعجز عن سدادها، مؤكداً أهمية تحليل سلوكيات الاستهلاك لمعرفة سبب وجود سلوكيات محددة للإنفاق بين الشباب، وكيف يمكن لمثل هذه السلوكيات أن تبدأ، وتوضح العناصر التي تؤثر على ثقافة المستهلك، وكيف بإمكاننا الحد منها.
