شهد حسابا نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان والأكاديمي المتقاعد عبد الخالق عبدالله سجالا حادا، عرّض كل منهما في الآخر، وكادا أن يقعا في دائرة التشهير.

وبدأ خلفان، بالإشارة إلى أموال "عبدالله" الذي خرج مؤخرا من سجون أمن الدولة بعد نحو أسبوعين من الاختفاء، قائلا:" الله يزيده من خيره.. دخلت عليه ملايين ماشاء الله عليه..ولن نقول له من أين لك هذا.. ولا حسد"، وقد اعتبر ناشطون أن خلفان يحاول ابتزاز "عبدالله" من جهة، ويبقي الباب مفتوحا في نفس الوقت لإخضاعه للمساءلة حول "الملايين" من جهة ثانية.

وتابع "خلفان"، "الأخ الدكتور عبد الخالق بروحه مش عارف شو يريد...أي ليبرالي مسكين..!! الله يهديكم"، وأضاف مجرحا، "كثيرون يهاجمون الدكتور عبد الخالق عبدالله على أساس أنه ليبرالي.. الخ أنا أعرف الرجل منذ الصغر..ما عليكم منه هذربان .خلوه على مسؤوليتي!! ". والهذربان باللهجة الإماراتية تعني "اللغو والكلام الفارغ بلا قيمة". وفي استخدام خلفان كلمة "هذربان" إشارة إلى بعض تغريدات سابقة "لعبدلله" حول الأمن، وهي تغريدات توقفت منذ توقيفه مؤخرا في مكان مجهول في ظروف أقرب للاختفاء القسري.

وقال خلفان، "بس لا يسوي لنا أنه غير بورجوازي ..وأنه يعاني كما يعاني الفقراء من أهلي !!! الحمد الله أنه الملايين دخلت عليه من حيث لا يحتسب"، على حد تعبيره.

وأضاف، خلفان: "الدكتور عبد الخالق عبدالله بالنسبة لنا نحن أهل جميرا اللي من جيله نعتبره بورجوازيا ...دغدغ في الملايين ومترف للآخر..نحن الطبقة الكادحة". 

وواصل خلفاءه هجومه، قائلا: "الدكتور عبدالخالق يقول ياضاحي أنت معلمنا في الهذربان...دكتور هذرباني غير هذربانك."

ورد خلفان على بعض انتقادات "عبدالله له" قائلا:" الله يهدي الدكتور عبد الخالق يقول انه برجوازي صغير هو وأنا برجوازي عود (كبير)..يا ريال (رجل) أنا مديون لبيوت أولادي ..أنت ما شاء الله عليك كله في التجوري"، أي أن خلفان يعاني الديون وعبدالله يكنز أمواله في "خزنة".

 

وزاد "خلفان" منتقدا:" الفرق يا دكتور إنك أنت تنعطى ولا تشكر وأنا أقول بارك الله في شيوخنا...نحن بس بغينا أنك تقول الحمد لله..بس ما تشبع الله يهديك.."، على حد قوله. وفي هذه التغريدة تجريح واضح "لعبدالله" إذ يصفه بعدم الشعور بالامتنان لحكام الدولة والشيوخ، ويتهمه "بعدم الشبع" وهي أقوال جارحة يقول ناشطون إن جرائم تقنية المعلومات يضعها في خانة التشهير والإساءة للآخرين، ولو أن أحد قال ما كتبه خلفان، لاعتقلته نيابة تقنية المعلومات.

واستطرد "خلفان"، "التزاما بطلب الدكتور عبد الخالق الا أشرق ولا أغرب ..حاضر سألتزم. أنا متأكد أن الدكتور عبد الخالق همه الوطن وأنه معنا لا علينا.."، على حد تعبيره. ويشير "خلفان" إلى مطالبة "عبدالله" منه بالتوقف عن إثارة المشكلات محليا وخارجيا في توتير، كون خلفان انخرط في سجالات داخلية مع مفسر الأحلام وسيم يوسف، ويهاجم من حين لآخر علماء الأمة ورموزها، ويسب الفلسطينيين والعراقيين واليمنيين ويتدخل في شؤون الكويت والبحرين ويهدد قطر، ويشتم المصريين ويدافع عن بشار الأسد والقذافي وحسني مبارك والمخلوع علي عبدالله صالح، وربما كان "عبدالله" يشير لكل هذه المشكلات التي يسببها خلفان.

وكان مما تبادله "عبد الله" من انتقادات مع "خلفان، قوله: "لك معزة بو فارس من أيام الشباب وانت أدرى بالحال والأحوال. أما الهذربان فتلاميذك ونتعلم في مدرستك وأنت العالم العليم"، وكان "عبدالله" يوبخ خلفان في هذا الرد، ويرد الصاع صاعين كما يقول الناشطون.

وأضاف، "عبدالله"، "وإذا أنا برجوازي صغير تراك يا بو فارس برجوازي عوووود والشيوخ ما قصروا بحقك وأهل جميرا في عز وحظهم قايم اليوم وقبل"، وقد أفحم "عبدالله" خلفان عندما حاول القفز على عطاء الشيوخ لأهل جميرا، كون خلفان هو الذي لا يقول "الحمد لله" ولا "يشكر الشيوخ"، لأنه هو الذي اشتكى الديون، واعتبر نفسه كادحا أقرب للفقراء والغارمين الذين ينطبق عليهم سهم الزكاة والصدقات.

وقال، "عبدالله"، "وصدقت أنا لا أهش ولا أنش لكن أنت تهش وتنش وتخوف وما ينخاف عليك وحيطتك عالية ونحن اللي نداري كل تغريدة"، في انتقاد خفي لسقف الحريات في الدولة الذي لا يسمح للناشطين بالتغريد ويقودهم الأمن للمحاكمات، فيما يغض الأمن الطرف عن كل ما يثيره "خلفان" من تغريدات يهاجم فيها دول المنطقة وشعوبها وحكوماتها. فمثلا كان يشتم خلفان الرئيس محمد مرسي، ويسب الرئيس أردوغان، لكن إذا كتب ناشط أي تغريدة عن دولة الإمارات، فإنه يواجه تهمة الإساءة لرموز الدولة والحكام وقد يصل حكمه إلى 10 سنوات سجن، كما وقع مع الأكاديمي ناصر بن غيث في مارس الماضي، أو الصحفي الأردني تيسير النجار المحكوم بثلاث سنوات سجن ونصف مليون درهم غرامة، وكذلك أسامة النجار، وأمينة العبدولي وغيرهم الكثير الذين يحاكمون على تغريدة محايدة، وفق ما تؤكده منظمات حقوقية. 

ودافع" عبدالله" عن نفسه، قائلا:"والليبرالي مسكين لأنه يدافع عن الحريات من يوم ما استوى. وكتبت عن الليبرالية في كتابي حكاية السياسة ويُدرس كمقرر جامعي"، في رد واضح على ما حاول خلفان الإيحاء به والتشكيك في توجهات "عبدالله" السياسية والوطنية.

وتابع، "عبدالله"، "وسلمت ودمت بو فارس انت فخر للوطن ورايتك بيضاء وكلامك درر أحيانا لكن أرجوك ثم أرجوك لا تشرق ولا تغرب وايد (كثيرا) في توتير"، وهي التغريدة التي يبدو أنها فجرت هذا السجال بين الرجلين، وأخرجت خلفان عن طوره وأظهرت حقيقة أخلاقه في الاختلاف وصفته إذا خاصم، على حد ما حاول ناشطون الإشارة إليه.

وعرّض، "عبدالله"، قائلا:" بوفارس الشيوخ تاج رأسي ورأسك ما قصروا مع ٩ مليون مواطن ووافد وكانوا في غاية الكرم حتى في الرحلة الأخيرة أنت خابرها"، ولم يكن واضحا بصورة كاملة ماذا يقصد "عبدالله" بالرحلة الأخيرة، إن كان يقصد رحلة اختطافه من جانب جهاز الأمن وتدخل مسؤولين لإطلاق سراحه، أم أنه يشير لرحلة لخلفان يبدو أنه نال فيها "غنيمة"، وهو ما رجحه الناشطون، كون سياق الحديث يشير إلى المكاسب الشخصية لكل من "خلفان" و"عبدالله".

وأحرج، "عبدالله" خلفان، عندما قال: "وحسب علمي بالشيوخ لا يحتاجون شكر ولا يعتبرون عطاؤهم منة. أقرأ كتابي في حب الوطن فيه من الثناء قدر الثناء في قصائدك"، وكان رد "عبدالله" بحسب الناشطين حادا، إذ نفى ما حاول خلفان الطعن به في وطنية وانتماء "عبدالله"، وإذا كانت قياس الوطنية بقصائد المدح والثناء، فإن "عبد الله" يحتفظ لنفسه في موقع متقدم من هذا المعيار، فيما يفيد ناشطون أن حب الوطن والانتماء له لا يقتصر على دبائج الشكر لمسؤول هنا أو هناك، أو نظم قصيدة أو تأليف كتاب، فتوصيف "خلفان" و"عبدالله" لاعتبارات حب الوطن توصيف قاصر، على ما يؤكد الناشطون.

وختم "عبدالله"، تغريداته بصورة محرجة للغاية "لخلفان" قائلا، "بو فارس انت عزيز وغالي وحزنت لسالفة الديون ويشهد علي البشر كل اللي في التجوري حلال عليك وفداك"، أي أنه متعاطف مع وضع خلفان المالي المتدهور، وأنه يتبرع بكل أمواله  لخلفان، في إشارة أراد عبدالله إحراج "خلفان" من جهة، ونفي أية أموال له في التجارة من جهة ثانية.

واستنكر إماراتيون، هذا السجال عبر تويتر، معتبرين أنه آخر شيء تحتاجه الوحدة الوطنية، آملين أن يتمتع كلا منهما بقدر أكبر من الحشمة وإظهار اهتمام أكبر بصورة الإماراتيين أمام الرأي العام العربي، خاصة بعد ما أصابها في السنوات الأخيرة من ضرر، لعدة أسباب، منها تغريدات "خلفان" .